إيلاف من نيويورك: في الخامس والعشرين من شهر مارس الماضي، فشل الجمهوريون في مجلس النواب الاميركي في تأمين عدد الأصوات المطلوبة لتمرير مشروع قانون النظام الصحي الذي أعدوه ليحل محل النظام المعروف بإسم أوباما كير.

الجمهوريون الذين يشكلون الأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ لم يرفعوا الراية البيضاء، وأعادوا الكرة مجددًا ونجحوا في تمرير المشروع بعد تذليل العقبات التي واجهتهم في المرة الاولى مع نواب تجمع الحرية المحافظين.

خياران بيد ماكونيل

عبر مشروع النظام الصحي للجمهوريين من أروقة مجلس النواب بحذر نحو الوجهة الثانية المتمثلة بمجلس الشيوخ، حيث ملعب ميتش ماكونيل زعيم الاغلبية، سيناتور كنتاكي يمتلك خيارين، المحافظة على اصوات الجمهوريين في المجلس البالغ عددهم 52 عضوًا واستمالة ستة ديمقراطيين لضمان عبور سلس للمشروع، أو اللجوء للخيار الثاني النووي واقرار المشروع بالأغلبية البسيطة 50+1.

السيناريوهان لم يكتب لهما النجاح. الديمقراطيون لم يتحركوا لمساندة الجمهوريين ومساعدتهم على الغاء واستبدال اوباما كير، والأغلبية لم تعد أغلبية بعد إعلان عدد من الأعضاء الجمهوريين رفضهم الموافقة على المشروع في لحظة إستعادة ذكريات الخامس والعشرين من مارس.

من يتحمل مسؤولية الاخفاق؟

ولأن مشروع الغاء واستبدال النظام الحالي شكل أحد أهم شعارات دونالد ترمب الإنتخابية، وعدم تنفيذه يمثل ضربة قاسية إلى الرئيس في عامه الاول بالبيت الابيض، تدور التساؤلات حول أسماء الشخصيات التي تتحمل مسؤولية هذا الفشل.

بريبوس في عين الإعصار

وإذا كان الإخفاق في تمرير المشروع في مجلس النواب بالمرة الاولى صوب الأنظار نحو بول رايان رئيس المجلس الذي تلقى الانتقادات على خلفية فشله في المباحثات مع اعضاء تجمع الحرية، واضطرار الرئيس الى التدخل مرارًا للحؤول دون الوقوع في المحظور، فإن حليفه القوي رينس بريبوس الذي تحمل هو الاخر جزءاً من الانتقادات يومها، سيكون في دائرة الإتهام هذه المرة.

بريبوس الذي يشغل منصب رئيس موظفي البيت الابيض او رئيس اركان الموظفين، لم يعد يقف على ارض صلبة، فالرمال المتحركة قد تخرجه من المشهد. الرجل القادم من قيادة اللجنة الوطنية الجمهورية متهم بالفشل في الاستفادة من علاقاته بأركان السلطة التشريعية، بالاضافة إلى فشله في لعب الدور الذي يجب ان يلعبه، وعدم تقدير الموقف بشكل صائب فهو أخبر الرئيس مرارًا بعد إستلامه الحكم ان شريكه بول رايان يمتلك عدد الاصوات المطلوبة لتمرير المشروع، وان الطريق لإستبدال اوباما كير سيكون سهلاً.

أسماء مطروحة لخلافته

ورغم أن ترمب لم يحمل مسؤولية الفشل الى بريبوس، غير أنه بدأ فعليًا في جوجلة أسماء لخلافة رئيس اركان البيت الابيض، كما أن كبير مساعديه الاستراتيجيين ستيف بانون، التقى في الساعات الماضية بحسب بوليتيكو بواين بيرمان(يتم التداول باسمه خلفًا لبريبوس)، اللاعب المؤثر في الحزب الجمهوري والذي سبق له وأن عمل في الحملات الانتخابية لجورج بوش الابن، وجون ماكين وماركو روبيو.