نصر المجالي: واجهت قوات الأمن الأردنية محاولة للاعتصام في العاصمة عمّان من جانب أعداد كبيرة من أبناء عشائر الحويطات، احتجاجًا على قرار سجن جندي من أبنائهم بالمؤبد والأشغال الشاقة لتجريمه بقتل 3 جنود أميركيين في قاعدة عسكرية بمنطقة الجفر الجنوبية. 

وقالت تقارير من عمّان إن تدافع أعداد كبيرة من أبناء الحويطات للمشاركة في الاعتصام أدى إلى الى أزمة سير خانقة على طريق مطار الملكة علياء شرق العاصمة، اليوم الأربعاء. 

ونقل موقع (عمون) الإخباري عن مصدر أمني قوله إن ابناء عشائر الحويطات ينوون الاعتصام امام السفارة الاميركية ورئاسة الوزراء احتجاجًا على القرار الصادر عن المحكمة العسكرية بحبس قاتل 3 جنود اميركيين أمام قاعدة الملك فيصل الجوية بالسجن المؤبد.

وتسبب زحف ابناء عشيرة الحويطات بمركباتهم الى اغلاق طريق المطار، ما دفع رجال السير الى تحويل الطريق الى شارع الخدمات الموازي لشارع المطار.

اجتماع 

وكان اجتماع لقبيلة الحويطات، ووجهاء البادية الجنوبية، يوم الثلاثاء، أسفر عن تشكيل لجنة لدراسة الحكم الذي صدر بحق الجندي معارك ابو تايه، معتبرين أن "الحكم سياسي بامتياز".

وقال رئيس لجنة الريف والبادية النائب نواف النعيمات أن الألفي شخص الذين حضروا الاجتماع اتفقوا على أن الحكم ليس عادلاً وانه مسيس، فرض عليهم من جهات خارجية، على حد تعبيرهم، وطالب النعيمات إعادة النظر بالحكم الصادر الذي وقع على الجندي المتهم.

جانب من تجمع شعبي لقبائل الحويطات 

 

اشعال اطارات

وكان محتجون في منطقة الجفر جنوب الأردن وهي معقل قبيلة الحويطات اشعلوا إطارات مستعملة وأغلقوا الشوارع الرئيسية بالحجارة والحاويات احتجاجًا على الحكم بالسجن المؤبد مع الشغل للجندي معارك التوايهة.

وذكرت وسائل إعلام أردنية أن أقارب المتهم من عشيرة أبو تايه كبرى عشائر محافظة معان، والتي ينتمي إليها المتهم قامت بنصب الخيام لتجمعات المحتجين على القرار القاضي بسجن ابنهم مدى الحياة، من قبل محكمة عسكرية. 

بيان استنكار 

وكانت قبيلة الحويطات في الأردن استنكرت الحكم القضائي الصادر عن المحاكم العسكرية بحق ابنها، معارك أبو تايه، على خلفية مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ووصفت القبيلة في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الحكم بالظالم، وأنه لا يتفق ومجريات الأحداث خلال القضية.

وأوردت في بيانها تفاصيل الحادث لتبرير رفضها الحكم الصادر بحق ابنها، معتبرةً ما قام به "فعلًا بطوليًا للدفاع عن بلاده وشرف العسكرية التي ينتمي إليها".

وجاء في نص البيان "قبيلة الحويطات تستنكر وتشجب هذا الحكم الجائر الصادر بحق ابن الوطن الرقيب معارك سامي أبوتايه، الذي دافع عن وطنه ونفسه والشرف العسكري، حيث تعرّض لإطلاق نار من الأميركيين وكانوا في حالة سكر شديد وغرور وغطرسة وأطلقوا النار عليه وعلى زملائه، حيث أصيب بعدة عيارات نارية في منطقة الرقبة والبطن والقدم، رافضين الوقوف أمام بوابة القاعدة العسكرية بالجفر مما اضطروا لتطبيق قواعد الاشتباك".

وذكر البيان، أن "الأميركيين الذين قُتلوا على بوابة قاعدة الملك فيصل ولُبّست تهمة قتلهم لمعارك ابو تايه وحده قد قاموا قبلها بـ 48 ساعة بقتل أكثر من 8 أشخاص من الجيش الحر، الذي يقومون بتدريبه، فهل الدم العربي رخيص والدم الأميركي ثمين، وحتى لو كان كلبًا مسعورًا من كلاب أميركا".

إحدى لافتات قبيلة الحويطات بالتهديد بالاعتصام 

 

قرار المحكمة 

يذكر أن المحكمة العسكرية الأردنية (أمن الدولة) كانت اصدرت يوم الاثنين في جلسة علنية حكمًا بالأشغال الشاقة المؤبدة بحق الجندي الأردني، معارك التوايهة بتهمة قتل 3 جنود أميركيين في قاعدة الملك فيصل جنوب المملكة.

وقررت المحكمة برئاسة القاضي العسكري، محمد العفيف، تجريم المتهم بما أسند إليه وهو "القتل العمد الواقع على أكثر من شخص، ومخالفة الأوامر والتعليمات العسكرية، وإيقاع العقوبة المقررة قانوناً بحقه وهي الأشغال الشاقة المؤبدة، وطرده من الخدمة العسكرية".

ممثل الادعاء

وقال ممثل الادعاء العام خلال الجلسة قبل النطق بالحكم:" أقدم (المتهم) بتاريخ 4-11-2016 عمدا على قتل 3 من جنود القوات الأميركية الصديقة وذلك بإطلاق النار عليهم من سلاحه الفردي الوظيفي م -16 عند مدخل قاعدة الملك فيصل بن عبد العزيز العسكرية الجوية في منطقة الجفر بعد سماعه صوت إطلاق عيار ناري لم يستطع تحديد وجهته، ودون مراعاته لقواعد الاشتباك العسكري المعمول بها في القوات المسلحة الأردنية، والتي كانت تتوجب عليه ابتداء في حال سماعه أي صوت بأن يقوم بالإبلاغ عن ذلك بعد تحققه من وقوع اعتداء، وأن يتحقق من مصدر النار وهذا ما لم يفعله المتهم". 

واضاف ممثل الادعاء أن المتهم اعترف صراحة بأنه "أطلق النار باتجاه القوات الأميركية الصديقة، وذلك خلال تواجده بالكوخ الذي أطلق النار منه صوب الرتل الأميركي".

ولم تأخذ المحكمة العسكرية في الاعتبار الدفوعات التي تقدم بها محامي المتهم، صبحي المواس، والتي طلب فيها الأخذ بالأسباب بالمخففة التقديرية كون المتهم لديه أطفال 3 دون سن العاشرة، وهو المعيل الوحيد لوالديه.

نيران وقتل 

وكان الجندي الأردني المكلف بحراسة قاعدة الملك فيصل بن عبد العزيز الجوية أقدم في نوفمبر الماضي على إطلاق النار على مركبات كانت تقل جنودًا أميركيين عند بوابة القاعدة الواقعة في منطقة الجفر جنوب المملكة، ما أدى إلى مقتل 3 منهم وإصابة آخر.

يشار إلى أن قاعدة الملك فيصل الجوية الأردنية تستخدم لتدريبات عسكرية متنوعة، بما فيها الطيران، كما تضم متدربين ومدربين من جنسيات مختلفة، ويتلقى الآلاف من أفراد الشرطة العراقية والليبية واليمنية وعسكريين من جنسيات أخرى تدريبات في الأردن.