إيلاف من لندن: أعلن في بغداد عن اتفاق عراقي سعودي على انشاء مركز أمني مشترك لتبادل المعلومات الاستخبارية إثر مباحثات رئيس هيئة أركان الجيش السعودي الفريق الأول الركن عبد الرحمن بن صالح اليوم مع نظيره العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي.

وقال الغانمي خلال مؤتمر مشترك مع نظيره السعودي في مبنى وزارة الدفاع ببغداد الخميس، إن قيادتي جيشي البلدين اتفقتا على انشاء مركز امني مشترك مع السعودية لتبادل المعلومات والتعاون في المجال الامني.

وأشار إلى أنه سيتم فتح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية بعد اكمال المتطلبات الادارية واللوجستية لهذا الاجراء، وكذلك فتح منفذ جميمة بين محافظة المثنى العراقية ومدينة رفحاء السعودية، اضافة إلى الاتفاق على فتح منافذ حدودية أكثر بين البلدين.

ومن جانبه، أكد رئيس أركان الجيش السعودي اهمية الاتفاق مع العراق على ضبط الحدود وتشكيل مركز امني مشترك لتبادل المعلومات ومحاربة الارهاب. وقال إن الانتصار على تنظيم داعش في العراق يمثل انطلاقا للقضاء عليه في جميع دول العالم.. مشددا على دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب.. منوهًا إلى ان محاربة داعش فكريًا اهم من مواجهته عسكريًا. 

وأبلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان هذه الزيارة وهي الاولى من نوعها التي تقوم بها شخصية عسكرية رفيعة إلى بغداد منذ سنوات تأتي ضمن التطور الذي تشهده العلاقات السعودية العراقية وتهدف إلى اجراء مباحثات مع القادة العسكريين العراقيين لتنسيق الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب وحفظ وصيانة أمن الحدود المشتركة التي يبلغ طولها 814 كيلومترًا ومواجهة عمليات تهريب المخدرات عبرها. 

وأشار إلى أن تعرض البلدين إلى مخاطر الارهاب وطول الحدود الصحراوية بينهما دفعا إلى الاتفاق على تعزيز هذه الحدود وتنسيق الجهود عسكريا لمواجهة مخاطر هذا الارهاب.

وكانت السعودية اعلنت اواخر عام 2014 عن قيامها بتوسيع المنطقة الامنية العازلة من حدودها الشمالية مع العراق. وقال المتحدث باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشمالية محمد الفهيقي انه "تمت زيادة عمق منطقة الحدود البرية مع العراق إلى 20 كلم من خط الحدود". ودعا المواطنين والمقيمين الى الابتعاد عن المناطق الحدودية المحظورة وعدم التجول بالقرب منها سواء لغرض صيد أو رعي أو غيره.

كما اقامت المملكة في ذات الوقت سياجًا امنيًا بطول 900 كم على حدودها الشمالية كخطوة لمنع التسلل والتهريب عبر حدودها مع العراق. 

وتأتي مباحثات الفريق صالح مع نظرائه العراقيين بعد يومين من الاعلان عن تشكيل لجان أمنية مشتركة بين البلدين لحفظ امن حدودهما ومكافحة المخدرات وتبادل المعلومات الاستخبارية وتفعيل قدرات اجهزة الدفاع المدني فيهما وتسهيل دخول العراقيين إلى المملكة وذلك اثر مباحثات اجراها في جدة وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي مع نظيره السعودي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف. 

ويأتي هذا التنسيق الامني والعسكري بين العراق والسعودية بعدما اثيرت مؤخرًا مخاوف أمنية من تمركز قوات من فصائل الحشد الشعبي العراقي بالقرب من حدود بلادها الجنوبية مع السعودية نظرًا لارتباط هذه الفصائل بإيران التي تشهد علاقاتها مع المملكة ازمات سياسية وامنية خطيرة.

 وكان الاعرجي قد أكد مؤخرًا وجود مشتركات كثيرة تجمع بين العراق والسعودية مشددًا على ضرورة تفعيلها وقال في محاضرة ببغداد حول الامن والمجتمع انه قد وجد خلال لقائه وزير الداخلية السعودي على هامش اجتماعات مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس في وقت سابق أن هناك حرصًا من السعودية على تفعيل العلاقات الثنائية واللقاءات المباشرة واستثمار المشتركات الكثيرة بين البلدين.

وأشار الوزير إلى ان الجزء الاكبر من المشاكل بين البلدين كان بسبب الوسطاء بين الدولتين الذين شوهوا الحقائق بحسب رأيه. وكشف عن وجود 3 سعوديين في سجون العراق انتهت فترة الحكم الصادرة بحقهم بسبب عبور الحدود إلى داخل العراق بصورة غير شرعية.. لافتًا إلى انه تم تقديم مقترح إلى رئاسة الوزراء باجراء عملية تبادل بين هؤلاء وعراقيين اثنين محتجزين في السجون السعودية.