دمشق: اعلن الجيش السوري السبت وقف الاعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية، اخر ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بعد ساعات من اعلان روسيا الاتفاق على آلية لتطبيق هذه الهدنة.

واعلنت الهدنة السبت بعد هدنة مماثلة تشهدها ثلاث محافظات في جنوب سوريا منذ اسبوعين، بموجب اتفاق "خفض التصعيد" الذي وقعته كل من روسيا وايران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في استانا في ايار/مايو.

وينص الاتفاق على وقف الاعمال القتالية بين قوات النظام والفصائل المعارضة في اربع مناطق بينها الغوطة الشرقية وجنوب سوريا.

واعلن الجيش السوري في بيان السبت نقلته وكالة الانباء الرسمية "سانا" "وقف الاعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق" اعتبارا من ظهر السبت (09,00 ت غ) من دون ان يسمي هذه المناطق.

وحذر في الوقت ذاته من انه "سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق لوقف الاعمال القتالية في الغوطة الشرقية".

ولم تعلن اي من الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق.

وصدر الاعلان السوري بعد ساعات من اعلان وزارة الدفاع الروسية في بيان "التوقيع على اتفاقات حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية" بناء على محادثات جرت في القاهرة وضمت "مسؤولين من وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة تحت رعاية الجانب المصري".

ووقعت الاطراف بحسب البيان الروسي اتفاقات تم بموجبها "تحديد حدود مناطق خفض التصعيد وكذلك مناطق الانتشار وحجم قوات مراقبة خفض التصعيد".

كما وافقت الاطراف على اعتماد "طرق لايصال المساعدات الانسانية الى السكان وتأمين حرية التحرك للمقيمين".

وتعتزم روسيا ارسال اولى قوافلها للمساعدات الانسانية واخلاء الجرحى "في الايام المقبلة".

ورغم تحديد روسيا وايران وتركيا للمناطق الاربع التي سيشملها "خفض التصعيد" الا ان الخلاف حول الجهات التي ستراقب وقف اطلاق النار والية عملها أخرت تطبيق الاتفاق.

نرحب بأي جهد

وفشلت جولة المحادثات الاخيرة في استانا في 5 تموز/يوليو في وضع التفاصيل النهائية لمناطق خفض التصعيد في سوريا، قبل ان تعلن روسيا بعد يومين اتفاقها مع الولايات المتحدة والاردن على بدء وقف لاطلاق النار في جنوب سوريا.

ويشمل وقف الاعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في 9 تموز/يوليو محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. ولا يزال متماسكاً رغم بعض الخروقات وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية التي تعد اخر ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ اكثر من اربع سنوات. وغالبا ما شكلت هدفاً لعملياتها العسكرية.

لكن منذ اعلان التوصل الى اتفاق حول مناطق خفض التصعيد، تراجعت وتيرة العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية رغم تكرار الخروقات.

وفي وقت لم يصدر اي تأكيد رسمي عن جيش الاسلام، اكبر فصائل الغوطة الشرقية الذي شارك في محادثات استانا، بشأن بدء تطبيق الهدنة في الغوطة الشرقية، رحب فصيل فيلق الرحمن، ثاني اكبر الفصائل المعارضة في المنطقة بالاتفاق.

وقال المتحدث الاعلامي باسمه وائل علوان في تصريحات للصحافيين السبت "لم نوقع أو نشارك في أي اتفاق، لكننا نرحب بأي جهد إقليمي أو دولي يوقف الهجمات العنيفة المتواصلة" على المنطقة.

واوضح ان "توسيع اتفاق خفض التصعيد ليشمل الغوطة الشرقية يأتي نتاج حركة الاتصالات الدائرة حالياً بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، وهو امتداد لاتفاق وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا".

ويتضمن اتفاق "تخفيف التصعيد" في المناطق الاربع التي تشمل ثماني محافظات سورية ان يصار الى "وقف العنف بين الاطراف المتنازعة بما في ذلك استخدام اي نوع من السلاح ويتضمن ذلك الدعم الجوي".

ويستثني الاتفاق مناطق سيطرة التنظيمات الجهادية وكذلك المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري بالكامل.

ومن المتوقع وفق موسكو عقد جولة جديدة من محادثات استانا يشارك فيها ممثلون عن المعارضة وعن الجانبين التركي والايراني في "الاسبوع الاخير من شهر اب/اغسطس".

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

في لبنان المجاور، تسببت المعارك بين حزب الله ومجموعات سورية مسلحة السبت في شرق البلاد بمقتل وسيط من ابناء البلدة التي تدور المعارك في جرودها، كان يتولى المفاوضات بين الطرفين، وفق ما افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية بوفاة النائب السابق لرئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي متأثرا بجروحه بعدما "أصيبت السيارة التي كان يستقلها بقذيفة لم يعرف مصدرها" بينما "كان يقوم بدور وسيط بين المسلحين (السوريين) وحزب الله".

وبدأ حزب الله اللبناني الجمعة عملية عسكرية في جرود بلدة عرسال ومنطقة القلمون السورية المحاذية بهدف "تطهيرها من المسلحين الارهابيين" في اشارة الى مجموعات سورية مسلحة تتحصن في المنطقة الجبلية الفاصلة بين البلدين.