نصر المجالي: رغم جولته الحالية في ثلاث دول خليجية معنية بالدرجة الأولى في الأزمة القطرية، ودعوته إلى تسوية عبر الحوار، فإن المخاوف تظل قائمة من الموقف التركي الذي يرى مراقبون أنه لا يقل ضراوة عن الموقف الإيراني من التدخل في دول الجوار الخليجي.&

&ومنذ اندلاع أزمة قطر مع الدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لم يخف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفه المنحاز لدولة قطر وتأييده الرسمي العلني لها.&

ولمرات عديدة وفي أكثر من مناسبة، وقف الرئيس التركي وأركان حربه في الحالين الدبلوماسي والإعلامي لتأييد قطر، واعتبار قائمة المطالب المقدمة من الدول الأربع المقاطعة لها "مخالفة للقوانين الدولية".&

وتأكيده على مواصلة دعم قطر على الرغم من استياء البعض، مشددًا: "هناك أطراف منزعجة من دعمنا لأشقائنا القطريين وسنستمر في هذا الدعم".

وما زاد الأمر تعقيدًا وشكوكًا في موقف أنقرة، هو إقامة قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية بحجة دعم الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب.&

استفتاء "إيلاف"

ويبدو أن قرّاء ومتابعي "إيلاف"&ينسجمون مع الموقف الخليجي العام بالإحساس بتدخل تركي في الشؤون الخليجية، حيث كان سؤال الاستفتاء للأسبوع الفائت: &هل تعتقد أن تركيا بعد إيران تتدخل في الشؤون الخليجية؟

كانت النتيجة هي أن 80 % (1140 مشاركًا) ممن شملهم الاستفتاء أجابوا&بـ(نعم) في تأييد مقولة إن هناك تدخلاً تركيًا بعد التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية. بينما أجابت&ما نسبته 20 % (284 مشاركًا) بـ(لا).&

ومثل هذه النتيجة لا تتفق فقط مع آراء ومواقف العواصم الخليجية ذاتها، بل أنه يقترب من رؤية مصادر دبلوماسية أوروبية بأن الموقف التركي يعبر عن ضيق من الضغوط التي تتعرض لها قطر بسبب دعمها للإسلام السياسي، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين، كما يعبر عن قلق من أن قرار مكافحة التطرف والإرهاب ووضع حد لداعمي الجماعات الجهادية في العالم، سيضع تركيا، في موقف حرج تحاول أنقرة تأجيله من خلال الدفاع عن الحليف القطري.

ويلاحظ أن مطالب الدول الأربع المقاطعة وضع مسألتي خفض التمثيل الدبلوماسي مع ايران واغلاق الملحقيات والاقتصار على التعاون التجاري بين البلدين بما لا يخالف العقوبات الدولية المفروضة على ايران، والاغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية ووقف أي تعاون عسكري معها في الاراضي القطرية، مطلبان&مهمان&من ضمن المطالب الـ13 التي قدمت لقطر.

إيجاد توازن

مثل هذا الموقف وهذه المطالب والشكوك، فإن أنقرة لا تملك اتخاذ ما يتناقض مع مواقف الدول الخليجية، إذ ستسعى بصعوبة لإيجاد توازن في علاقاتها الخليجية وستعمد إلى إخراج صيغ لبقية الدول الخليجية تبرر بها جهدها العسكري باتجاه قطر ودعمها لها.

وكان أردوغان، قال قبل مغادرته مطار أسطنبول إلى السعودية: "ليس من مصلحة أحد أن تطول الأزمة (الخليجية) أكثر من ذلك" واتهم من سماهم "الأعداء" بأنهم "يشعلون فتيل التوتر بين الإخوة."، وشدد أن على السعودية بصفتها الشقيقة الكبرى في الخليج دورًا كبيرًا ينبغي أن تلعبه في التوصل إلى حل لهذه الأزمة.

لكن ورغم كل ما يصدر من انقرة من محاولات لإيجاد صيغة توازن في العلاقات مع الدول الخليجية، إلا أنه من المرجح - كما يقول مراسل بي بي سي - أن يكون المجال محدودًا أمام الرئيس التركي للتحرك في إطار مساعٍ لحلحلة الأزمة، إذ تتخذ أنقرة موقفاً منحازًا للدوحة منذ البداية، لكنها حريصة على ألا تظهر في موقف مضاد للسعودية.


&