«إيلاف» من بيروت: وصل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري مساء أمس إلى البيت الأبيض، حيث استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال ترامب: "انتهينا الآن من حديث مكثف عن تحديات لبنان وجيرانه، وهو على الخط الأمامي في قتال داعش والقاعدة وجبهة النصرة وحزب لله"، وأضاف: "أنتم مسؤولون عن استقرار الشعب اللبناني وأمانه، أود أن أهنئكم على صمودكم". ورأى ترمب أن "ما أنجزه الجيش اللبناني في السنوات الأخيرة عظيم، وقد استمر الجيش في حماية حدود لبنان، وأن أميركا وجيشها فخوران في المساعدة بالحرب ضد الإرهاب، والجيش اللبناني هو المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان"، لافتًا إلى أن "حزب الله يمثّل تهديدًا للدولة والمنطقة كلها، وهو يعزز تسليحه ويمثل خطر اندلاع نزاع مع إسرائيل، وحزب الله يدافع عن مصالحه الخاصة وعن مصالح إيران، وهو يفاقم المأساة الإنسانية في لبنان".

&وأشار إلى أن "الشعب اللبناني استضاف أكبر عدد من النازحين، ونحن نشكره على ذلك، ونؤكد دعمنا المستمر للبنان، ومن بداية الأزمة السورية ساعدنا لبنان"، متعهدًا "بدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقاؤهم&قرب دولتهم أفضل طريقة". وقال ترمب: "لست من المعجبين بالأسد، وما قام به يتخطّى الخط الأحمر". وعن العقوبات ضد الحزب، قال إنه "سيعلن قراره خلال الـ 24 ساعة المقبلة".

في المقابل، شكر الحريري "الجهود الأميركية المبذولة في لبنان لحماية الاستقرار السياسي والاقتصادي، كذلك فإن اليونيفيل تساعد في حماية الاستقرار، وحكومتنا ملتزمة القرار 1701". وقال: "لقد بحثنا الضغوط التي يواجهها لبنان نتيجة النزوح السوري، كذلك رؤية الحكومة في مواجهة الأزمة، وجهود الحكومة لخلق الوظائف وفرص العمل، والشعب اللبناني يناضل للحفاظ على لبنان مثالاً للحكم الديمقراطي". وعن العقوبات الأميركية، لفت الحريري إلى "أننا تعاونا في ملف العقوبات الأميركية، ونحن سنستكمل التعاون ونقوم باتصالات مع الكونغرس للوصول إلى تفاهمات حول قراراته".

مفاجأة

وكان قد أثير أن ترمب يحضر مفاجأة سارة للبنانيين سوف يعلن عنها في لقائه مع الوفد اللبناني حيث، يبشرهم برفع الحظر عن لبنان، خلال عام ابتداء من الإعلان، وعودة تسيير رحلات بين الولايات المتحدة وبيروت بعد انقطاع دام 32 عامًا.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف"، إن الأمر يندرج ضمن ما تستخدمه الولايات المتحدة من إعطاء مفاجأة من جهة، وفرض عقوبات أميركية على لبنان من جهة أخرى.

ويعتقد عجاقة أن أميركا تقوم بمناورة من خلال اعطاء مفاجأة من جهة للبنان من خلال رفع الحظر، ومن جهة أخرى ضربه بالعقوبات الأميركية التي سيعلن عنها ترمب قريبًا.

ويلفت عجاقة إلى أن للبنان موقعه الخاص في السياسة الأميركية بغض النظر ما موقف لبنان الخاص، وهذا قد عبّر عنه ترمب من خلال تعيين مستشاريه اللبنانيين.

وفي الأحوال العادية يستفيد لبنان كثيرًا، يضيف عجاقة، من هذه المفاجأة، لأن الأسواق الأميركية تبقى كبيرة وإذا استطعنا تلبية القليل من احتياجات السوق الأميركية يصبح لبنان أغنى بلد في العالم مع وجود 300 ألف شخص في الولايات المتحدة الأميركية لديهم قدرة استهلاكية عالية جدًا، ويصرفون الأموال كثيرًا.

أما الشق الثاني المتمثل بالعقوبات، يضيف عجاقة، فالأمور لا تبشر بالخير، لأنه يتم الحديث عن خطوات قاسية في هذا الموضوع، وهناك شريحة كبيرة من اللبنانيين تتمثل بحزب الله وبشق من المناصرين له، ستطالهم العقوبات، وباعتقاد عجاقة الشخصي فإن الحريري ذهب الى الولايات المتحدة الأميركية كي يقول إن بعد حزب الله يبقى إقليميًا، ولا يمكن حل الامور في لبنان من خلال العقوبات التي ستقضي على لبنان ماليًا.

وتبقى المفاجأة التي تنتظر لبنان دعمًا معنويًا كبيرًا للنظام الحاكم في لبنان وللعهد الجديد، وكذلك تبقى جوابًا دقيقًا على الضرر الذي يمكن أن تسببه العقوبات الأميركية على لبنان.

استفادة لبنان

وردًا على سؤال كيف يستفيد لبنان اقتصاديًا من زيارة الحريري لواشنطن ولقائه ترمب، يجيب عجاقة أن الولايات المتحدة الأميركية متميزة بـ3 أمور، الأمر الأول أن سوقها استهلاكية بامتياز، الأمر الثاني أن لديها قدرة استثمارية هائلة، وسوق نيويورك تستقطب لوحدها 60% من الاستثمارات العالمية، والأمر الثالث أن لدى الأميركيين دعمًا كبيرًا للأبحاث ولديهم سياسة بحثية كبيرة، وهم يدعمون كل أنواع الأبحاث خصوصًا في التطبيق التجاري.

ولبنان يستطيع أن يستفيد من كل هذه الأمور إذا فتحت الأبواب مجددًا مع الولايات المتحدة الأميركية، مع إعلان خطوة ترمب المقبلة من خلال فتح سوق أميركا ما يغنينا عن كل أسواق العالم، وإذا حولوا جزءًا صغيرًا من الإستثمارات الأميركية سيؤدي الأمر إلى احياء الاقتصاد اللبناني، وتتأهل الماكينة الإقتصادية على صعيد الاستثمارات في لبنان، وكذلك على صعيد البحث، يمكن أن ينقل الأميركيون طريقة ذكية للتكنولوجيا الاقتصادية بوساطة الشركات والاستثمارات.

&