أبرزت صحف العربية أصداء التوتر القائم في الأراضي المحتلة على خلفية نصب إسرائيل بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى في مدينة القدس الأسبوع الماضي، والتي تمت إزالتها اليوم بعد مواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في القدس.

يقول رجب أبو سرية في صحيفة الأيام الفلسطينية: "لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها، لم يأكلوا من طعام هذه المنطقة ولم يشربوا من مائها، ولم يتعلموا في مدارسها، وهم موجودون جغرافياً فيها فقط، فهم يعتقدون بأن حالة الضعف الناجمة عن الانقسام الفلسطيني الداخلي وعن الحروب الداخلية العربية، ما هي إلا فرصة سانحة لتمرير أحلام مريضة تداعب مخيلاتهم التي لا ترى الآخرين، وتعتقد بأنه يمكنها أن تفعل كل ما يخطر على بالها، دون أن يردعها أحد، ومن كان لا يقف عند حدود ثقافة المنطقة فإنه بالقطع لم يقرأ شيئاً من تاريخها".

ويضيف الكاتب: "لم يقرأ الإسرائيليون الحراك الشعبي العربي جيداً، أو أنهم قراؤه من زاوية واحدة، ورأوه كما خططوا له، أي أن يكون أداة هدم وفوضى تشغل العالم العربي داخلياً وتفتح حروباً طائفية تبعد النار عن إسرائيل بالذات".

في صحيفة فلسطين أونلاين يقول مصطفى اللداوي: "لعلنا نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين في حاجةٍ ماسةٍ إلى بواباتٍ إلكترونيةٍ، وإجراءاتٍ أمنيةٍ خاصةٍ ومشددة، نفرضها نحن بأنفسنا لا غيرنا على مداخل المسجد الأقصى وعند البوابات المؤدية إليه، وإلى كاميراتٍ وأجهزة تصويرٍ دقيقةٍ وحساسةٍ ننصبها فوق المرتفعات والتلال والمباني العالية المطلة عليه، وإلى بواباتٍ ذكيةٍ وحصينةٍ، وإلى أعدادٍ أكبر من الحراس المدنيين ورجال الشرطة التابعين لوزارة الأوقاف، لحماية المسجد الأقصى من الإرهاب الصهيوني، وضمان الأمن فيه، وانتظام الصلاة ودخول المسلمين إليه، وحراستهم في صحنه ومحرابه، وتأمينهم في باحاته ورحابه، وحماية المصلين الفلسطينيين خصوصًا والمسلمين عمومًا من اعتداءات الإسرائيليين المتكررة عليهم، وردعهم عن القيام بأي إجراءاتٍ لمنع المصلين من الدخول إلى المسجد، أو فرض شروطٍ عليهم، كتحديد سنهم وجنسهم ومناطقهم التي جاؤوا منها".

"موقف فلسطيني شجاع"

وفي الأهرام المصرية، يقول محمد عبد المقصود: "إننا نتلهف لرؤية موقف فلسطيني شجاع يرقى الى مستوى التحدي المطروح علينا جميعاً داخل فلسطين وخارجها، وهو ما يتطلب بناء استراتيجية متكاملة تتخلى بموجبها القوى والفصائل الفلسطينية عن أهدافها الذاتية المحدودة لمصلحة الهدف القومي الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية على مختلف المستويات، على أن تتولى منظمة التحرير، والسلطة الوطنية التنسيق الفوري مع المملكة الاردنية الهاشمية، بما لها من حق رعاية على الأماكن المقدسة، ولاسيما المسجد الاقصى".

ويضيف الكاتب: "وكذا كل من مصر والسعودية، من أجل عقد اجتماع سريع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، للتباحث في الموقف، وتنسيق التحرك على الساحة الدولية، وخاصة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، لكبح جماح المخططات الإسرائيلية التي من شأنها تفجير الوضع في المنطقة، وكسب مساندة القوى الدولية لمطالب القيادة الفلسطينية بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

وفي الحياة اللندنية يرى أن المجتمع الدولي واعيا بطبيعة الوضع في القدس، قائلا: " من المبالغة الحديث عن 'صمت دولي' عما يجري في المسجد الأقصى، فكل المؤشرات تفيد بأن الدول الكبرى مدركة تماماً خطورة انفجار الوضع في تلك المنطقة البالغة الحساسية دينياً وكذلك تمدد المواجهات إلى أنحاء القدس والضفة الغربية، وهذا ما تنذر به حوادث في أماكن مختلفة منذ يوم الجمعة الماضي. ولذلك أتت الاتصالات التي أجراها البيت الأبيض مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالتزامن مع المشاورات على مستوى مجلس الأمن و الرباعية ووزراء الخارجية العرب".

ويتابع الكاتب: "تعكس الاتصالات التي يجريها البيت الأبيض، قدراً كبيراً من الجدية، إذ يقودها جاريد كوشنر صهر الرئيس ويعاونه المبعوث الأميركي جاسون غرينبلات والسفير لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والقنصل العام الأميركي في القدس دونالد بلوم. وثمة إجماع لدى المراقبين على أن واشنطن تستهدف حفظ ماء الوجه بالنسبة إلى تل أبيب التي لم تعد تجد سبيلاً أمامها إلا التراجع عن إجراءاتها التي تمس حرمة الأقصى وسيادته".

على النقيض، يرى رشيد حسن في الدستور الأردنية أن الولايات المتحدة "شريكاً في العدوان على الشعب الفلسطيني"، معللاً: "منذ أن تبنى الرئيس ترومان في اواخر الاربعينيات المشروع الصهيوني، واجبر العديد من دول العالم على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على مشروع التقسيم رقم (181) واستمرت الادارات الاميركية كلها في السير على هذا النهج العدواني، وتزويد الكيان الصهيوني بأحدث الاسلحة ليبقى الاقوى، لا بل اقوى من الدول العربية مجتمعة، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل تعمق هذا الدعم وامتد ليشمل تأييد واشنطن للاحتلال الصهيوني للاراضي العربية والفلسطينية".

ويضيف الكاتب: "تجيء مواقف وتصريحات الرئيس الامريكي ترامب وزمرته لتكشف بعدا جديدا في الموقف الاميركي، فواشنطن لم تعد معنية بدعم إسرائيل ودعم احتلالها للأراضي الفلسطينية فحسب، بل اصبحت معنية بتصفية القضية الفلسطينية، وفرض حلول تعسفية على الشعب الفلسطيني تتماهى وخطة الارهابي نتنياهو. باختصار، واشنطن انتقلت من حماية الكيان الصهيوني إلى دعم احتلاله للأراضي الفلسطينية".