كراكاس: دعت المعارضة الفنزويلية الخميس الى التظاهر الجمعة في كل انحاء البلاد ضد الرئيس نيكولاس مادورو رغم قرار الحكومة حظر التظاهرات.

وقال ائتلاف "طاولة الوحدة الديموقراطية" المعارض على موقع تويتر ان "النظام اعلن ان التظاهر ممنوع (...) سنرد بالسيطرة على فنزويلا غدا" الجمعة.

واصدرت الحكومة الفنزويلية الخميس قرارا منعت فيه التظاهر ابتداء من الجمعة.

وقال وزير الداخلية نيستور ريفيرول ان الذين سيشاركون في التظاهرات او المسيرات او نشاطات مماثلة "يمكن ان تؤثر" على التصويت سيعرضون أنفسهم للسجن مدة تراوح بين خمس وعشر سنوات. 

وكانت المعارضة بدأت الخميس اليوم الثاني من الإضراب العام الذي دعت اليه لتشديد الضغوط على مادورو وثنيه عن مشروع تشكيل جمعية تأسيسية من المقرر انتخاب أعضائها الاحد.

وافاقت كراكاس صباح الخميس على شوارع شبه مقفرة الا من سيارات محطمة وحواجز معدنية وجذوع اشجار وحجارة بعد مواجهات بين بين المتظاهرين وقوات الامن استمرت حتى وقت متأخر ليل الاربعاء الخميس استخدم خلالها الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

واعلنت النيابة الخميس ان اندرسون كالديرا (23 عاما) اصيب بجروح قاتلة الاربعاء خلال تظاهرة في ولاية ميريدا (غرب). وهو القتيل الثالث في اليوم الاول من الاضراب.

وبذلك، يرتفع الى 106 عدد القتلى منذ بدء موجة التظاهرات ضد مادورو في مطلع نيسان/ابريل. 

وقال ائتلاف المعارضة ان دعوته لاضراب عام لمدة 48 ساعة لقيت استجابة بنسبة 92 بالمئة الاربعاء. وأيدت أبرز المركزيات النقابية الاضراب، في حين قال مادورو ان "محاولة تنفيذ إضراب عام مفتوح فشلت".

ودعت المعارضة الى مسيرة في كراكاس الجمعة والى مقاطعة انتخاب اعضاء الجمعية التأسيسية الـ545 الاحد.

وترى المعارضة في مشروع انتخاب مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد وسيلة لبقاء مادورو في السلطة والالتفاف على البرلمان الذي تسيطر عليه وتفادي تنظيم انتخابات رئاسية اواخر العام 2018.

وعلى المستوى الدبلوماسي اعلنت الولايات المتحدة الاربعاء عن عقوبات بحق 13 مسؤولا حكوميا من الحاليين والسابقين في فنزويلا. وهو ما يعني تجميد اي حسابات أو أملاك لهم في الولايات المتحدة ومنعهم من الاتجار مع الاميركيين.

وندد الرئيس مادورو بهذه العقوبات "الوقحة".

وقالت ماريا اوكسيليادورو التي تعيش في حي شاكاو الراقي "كفانا لا مبالاة .. الامر يزداد سوءاً مع الوقوف في الطوابير ونقص الأساسيات. ساضرب لمدة 48 ساعة".

ويعد هذا الاضراب العام آخر حلقات المواجهة بين المعارضة والسلطة منذ فوز المعارضة في الانتخابات التشريعية نهاية 2015.

حشد عارم

وعشية الاضراب العام للمعارضة ابدى الفنزويليون خشيتهم من وقوع أعمال عنف جديدة فخزنوا مواد غذائية في حين غادر بعضهم البلاد.

وقالت ماريا (29 عاما) التي غادرت مع زوجها وابنها الى كولومبيا في حين بقيت ابنتاها في البلد ان "الانتخابات ستجري الاحد ونحن لا نعرف ما سيحدث. ولنبقى في امان فضلنا العبور" الى كولومبيا.

ويعبر عشرات آلاف الفنزويليين يوميا الحدود مع كولومبيا سواء للتزود بالمؤن او للمغادرة نهائيا.

ودعا القيادي المعارض انريكي كابريلس مواطنيه الى "حشد كل طاقاتهم" اثناء الاضراب العام ومسيرة يوم الجمعة للضغط على السلطات.

اما ليوبولدو لوبيز وهو قيادي معارض آخر خرج من السجن في 8 تموز/يوليو بعد ان امضى حكما من ثلاث سنوات وخمسة اشهر، ويخضع للاقامة الجبرية فقد دعا الجيش ابرز مؤسسة داعمة للرئيس مادورو، لرفض مشروع الجمعية التأسيسية.

"قلق" الاتحاد الاوروبي

كما دعت لويزا اورتيغا النائبة العامة المنشقة الى التعبئة ضد مشروع الجمعية التأسيسية منددة ب "اضطهاد وتجاوزات" السلطة.

غير ان الحكومة تسيطر على قطاع الصناعة النفطية البالغ الاهمية وايضا الوظيفة العامة التي يعمل فيها نحو ثلاثة ملايين شخص.

وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاربعاء عن "قلقها" ازاء "انتهاكات حقوق الانسان والاستخدام المفرط للقوة" في فنزويلا.

ودعت 13 دولة عضوا في منظمة الدول الاميركية الرئيس الفنزويلي الى التخلي عن مشروع انتخاب الجمعية التـأسيسية. 

في الاثناء أعلنت شركة طيران افيانكا الكولومبية الاربعاء تعليق رحلاتها الى فنزويلا.

غير ان مادورو الذي تنتهي ولايته في كانون الثاني/يناير 2019 اكد مجددا تصميمه داعيا المعارضة الى "احترام حق الشعب في التصويت بحرية" و"دون عنف".

ولقي دعما من كوبا التي رفضت الاربعاء اي مشاركة في وساطة في فنزويلا الحليفة لها مؤكدة شرعية الرئيس مادورو المنتخب.