«إيلاف» من الرباط: في سياق الاحتفالات المخلدة لعيد جلوس الملك محمد السادس، وبمشاركة أطفال من مختلف أنحاء العالم، تعيش مدينة سلا المغربية على إيقاع المهرجان الدولي لأطفال السلام في دورته الحادية عشرة.

ويهدف المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، تحت الرعاية الشرفية للأميرة للا مريم لجعل المدينة فضاء مفتوحًا للتعايش والتسامح والحوار والسلم.

وعن تفاصيل تنظيم المهرجان والأهداف المتوخاة منه، يقول مدير المهرجان، عبد الرحمن الرويجل في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، "خصصنا دورة هذه السنة لأفريقيا، بحضور روسيا كضيف شرف ممثلة بـ7 فرق تمثل البلاد، ويرمي هذا الملتقى الفني إلى نشر ثقافة السلم والتعايش، وهو ما يتمثل في مشاركة 28 دولة بـ35 فرقة وطنية ودولية، عدد الأطفال المشاركين يناهز 700 من الأجانب، و120 طفلاً من جميع أنحاء المملكة، ويشهد تنظيم أنشطة متنوعة تغطي جهة سلا الرباط القنيطرة".

جانب من الأطفال المشاركين في المهرجان

 

"دورة أفريقيا"

وبخصوص جديد النسخة الـ11 من المهرجان الدولي لأطفال السلام واختيار أفريقيا كشعار له، يضيف المتحدث "يخصص المهرجان دورة للقارة الأفريقية، وذلك بمشاركة 13 دولة أفريقية. وقد وقع الاختيار هذه السنة على أن تحمل الدورة 11 شعار "دورة أفريقيا " كتعبير مستوعب للاعتزاز بالعمق الأفريقي للمملكة المغربية تاريخًا وجغرافيًا، واختيارات استراتيجية ترسخت بقوة منذ أكثر من عقد وتجلت كل دلالاتها في عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي".

وعن برنامج المهرجان في دورته الحالية، يقول مدير المهرجان الدولي لأطفال السلام إن هناك عروضًا فنية وأنشطة موازية تستهدف المشاركين للتعريف بالمغرب وثقافة البلاد، حيث أعد لهم برنامج سياحي وثقافي للتعرف على مآثر الرباط وسلا وزيارة بعض المتاحف والاستفادة من الشواطئ للاستجمام والراحة، مع إقامة حفلات لإبراز العادات والتقاليد المغربية، وكذا التعرف على عادات وتقاليد الدول المشاركة في إطار تلاقح الثقافات ونشر قيم السلم والسلام، فضلاً عن إنجاز لوحة السلام وإقامة معرض للسلام بمشاركة جميع الدول، وكذا تنظيم مباريات رياضية بين منتخبات بعض الدول المشاركة.

عرض فني لأطفال من تركيا

 

إشعاع ثقافي

وبشأن إمكانية مساهمة المهرجان في خلق إشعاع ثقافي وفني بمدينة سلا، زاد الرويجل قائلاً: "سلا تعيش نوعًا من الغبن، رغم تاريخها، كثافتها السكانية والطاقات الواعدة التي تتوفر عليها، إلا أنها لم تحصل على المكانة التي تستحقها وتم تهميشها، ونحن كجمعية نحاول انطلاقًا من تنظيم مهرجانات دولية في مجالات مختلفة المساهمة في إعادة الاعتبار لها".

من جهته، اعتبر نور الدين شماعو، رئيس جمعية أبي رقراق بسلا أن المملكة المغربية عمومًا وجهة الرباط -سلا -القنيطرة شكلت فضاء لطفولة العالم التي تصنع ببهاء التعابير الكوريغرافية، أرقى معاني حوار الثقافات وتعايشها، وتوحد عشرات اللغات في لسان واحد يردد نداء " السلام " المنشود في كل ربوع العالم، وذلك خلال حفل افتتاح العرض الفني الرسمي للمهرجان بمسرح محمد الخامس بالرباط ليلة الأربعاء.

وأضاف شماعو "إذا كنا نسعى من مهرجاننا ترسيخ ثقافة التعايش والعيش في سلام، فإننا في نفس الوقت كمغاربة نبتغي تقديم الصورة المثلى للتميز المغربي في تلاحم العرش والشعب من أجل تحقيق التقدم والنماء، والعيش الكريم في ظل الاستقرار والأمن. ولعل تنظيم المهرجان بمناسبة ذكرى عيد العرش، هو أفضل تعبير على هذا التلاحم الذي يعطيه الملك محمد السادس كل معانيه الإنسانية عبر أوراش كبرى شملت كل المجالات".

أطفال مغاربة بزي تقليدي

 

ملتقى عالمي

وانطلقت بداية الأسبوع الجاري بسلا فعاليات الدورة الـ11 للمهرجان الدولي “أطفال السلام”، والتي تستمر حتى اول أغسطس، بمشاركة أطفال ينتمون على الخصوص إلى كل من فلسطين ومصر وتركيا و الغابون وغينيا كوناكري ونيجيريا وكوت ديفوار ومالي وطاجيكستان والسنغال والصين.

وتميز برنامج هذا المهرجان بحفل إلقاء السلام من قبة مجلس النواب، بحضور رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، والذي استقبل ممثلي الوفود المشاركة في هذه التظاهرة، وتنظيم أمسية فنية بالمسرح الوطني محمد الخامس أمس الأربعاء، إضافة إلى حفل فني للعموم بشاطئ سان جرمان بتمارة وباب لمريسة ومحج الرياض وساحة فلسطين ومقاطعة بطانة.

وعرف المهرجان منذ تأسيسه وتصنيفه كواحد من أهم المهرجانات الدولية في كوريغرافيا الأطفال، من خلال إضفاء مجموعة من اللمسات التطويرية مضمونا وشكلاً، إلى أن أصبح ملتقى عالميًا يحمل إسم " أطفال السلام "، من خلال هدفه الرئيسي المتمثل في استثمار إبداعات الطفولة من أجل ترسيخ قيم السلام العالمي والعيش في أمن وأمان وتكامل وتلاقح بين الثقافات، ليتجاوز بذلك حدود الفرجة والاحتفالية والإمتاع الفني، من خلال العروض التي تمتد في عدة فضاءات على مدار 10 أيام ، ويصبح في نفس الوقت منتدى يلتئم فيه سنويًا أزيد من 600 مشارك تتوحد لغاتهم وعاداتهم في أداة تعبيرية واحدة، تتمحور حول قيم التسامح والسلم الدوليين.

استعراض للوفود المشاركة بالرباط