لا تبدو الأمور في أفضل أحوالها بين تيار المستقبل وحزب الله بعد اتهام المستقبل للحزب بأنه تفرد في قرار الحرب في جرود عرسال، فهل يصلح أي حوار مستقبلي بينهما ما أفسده هذا الاتهام؟.

إيلاف من بيروت: تبدّلت المواقف السياسية لدى الفرقاء عمّا كانت عليه لأسابيع خلت، بدءًا من تيار المستقبل الذي عاد يشنّ الحملات الإعلامية على حزب الله وتفرّده بقرار الحرب في جرود عرسال وفليطة.

من جهة ثانية عاد حلفاء سوريا في لبنان يشنّون الهجمات على رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري وتيار المستقبل، وأبرزهم الوزير السابق وئام وهّاب، الذي اعتبر أن هذا التيار بات من الماضي، ما يدلّ على حجم التصعيد الذي سوف يخيّم على الساحة اللبنانية في الفترة المقبلة.

السؤال الذي يطرح أي دور لأي حوار محتمل بين المستقبل وحزب الله في تخفيف الاحتقان بينهما؟

الحوار باق
تعقيبًا على الموضوع لا يعتقد النائب أمين وهبي (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن تلك الأمور قد تنسف أي حوارمستقبلي، لأن الحوار هو قناعة لدى الطرفين بأن للجميع مصلحة فيه، وللبلد مصلحة كبرى في هذا الحوار، الذي يجب أن يستمر، ونتمنى أن يريح الأجواء بعض الشيء.

تخفيف التشنج
عن الحوار بين المستقبل وحزب الله وآفاقه يقول النائب عاصم عراجي (المستقبل) لـ"إيلاف" إن المهمة الأساسيّة للحوار بين حزب الله والمستقبل هي تخفيف التشنّج السني الشيعي في لبنان، ويدخل الحوار حاليًا في تفرّعات عدة، هناك أمور أساسيّة خلافيّة كبيرة بين الطرفين، ومنها دخول حزب الله ومحاربته في سوريا، وهذا يدخل ضمن العامل الإقليمي والإيراني تحديدًا، من هنا بعض الأمور سيتمّ التطرق إليها في أي حوار مستقبلي بين الطرفين، وتبقى أمور أخرى عالقة.

خطاب حاد
أما النائب عبد المجيد صالح (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن ما من لبناني عاقل يريد إنهاء الحوار، حتى لو كان الخطاب السياسي حادًا، وهذا الخطاب الحاد هو من علامات عدم التوافق والانقسام في البلد حول الكثير من الملفات، لم يتوقع أحد خواتيم سعيدة جرّاء الحوار بين حزب الله والمستقبل، ولكن الحوار يشكل المظلة للاستقرار الأمني والاجتماعي.

انقسام
يضيف صالح: "لأن الانقسام الحاصل حول كل الملفات الإقليميّة والمحليّة لا ينبغي أن يؤثر على ضرورة فتح أبواب الحوار بين عدد من المكونات اللبنانيّة، هناك عين ساهرة على الحوار كي لا تؤدي الأمور إلى ما لا تحمد عقباها".

ويتساءل عن البديل من الحوار؟، فالحوار طمأن الغالبية من اللبنانيين، مع وجود خطوات انعكست إيجابًا على الساحة اللبنانيّة، ومع عدم وجود حوار كانت الخلافات ستعصف أكثر في البيت اللبناني، ولما كان الجيش متماسكًا كما هو عليه اليوم. 

ملفات عدة
هل سيتناول الحوار في المستقبل الملفات السياسيّة والأمنيّة العالقة في لبنان؟، يجيب عراجي: "طبعًا سيتم التطرّق إلى كل الموضوعات، لكن ليس من الضروري التوصل إلى حلول جذرية، خصوصًا وأن حزب الله يصر على القتال في سوريا.

ويلفت عراجي إلى أن الحوار قام بمهمته الأساسيّة حتى الآن، وهي تخفيف الاحتقان في الشارع السني والشيعي، ولم يدخل في الملفات الكبيرة حتى الآن مع وجود "جبل" من الخلافات بين حزب الله وتيار المستقبل، والأمر يحتاج وقتًا طويلًا، ولن ينتهي، من أجل الوصول إلى حلول.