«إيلاف» من القاهرة: يحاط عالم نساء جماعة الإخوان المسلمين أو "الأخوات"، بسياج من الغموض والسرية الشديدين، لكن بعضهن معروفات بسبب خوضهن في عالم السياسة أو المال والأعمال، وتعتبر عائشة الشاطر ابنة النائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر، والمعروف بأنه "الرجل القوي في الجماعة"، أشهر نساء الجماعة في المرحلة الراهنة.

وأثارت عائشة الشاطر الجدل في مصر، بسبب ما نشر حول وجود خلافات مع زوجها السابق، الذي اتهمها بالخداع والتزوير، حتى تحصل على حكم قضائي بالخلع، الزواج مرة أخرى، لكنه نفى تلك الأنباء لاحقًا.

عادت ابنة خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الإخوان المسجون حاليًا، لتثير الجدل في مصر، لكن عودتها هذه المرة، ليست عودة سياسية، بل عودة من بوابة مشاكل شخصية.

وحسب الخبر القادم من أروقة النيابة العامة في مصر، فإن نيابة حلوان، برئاسة المستشار إسلام سرور، قررت استدعاء محمد صالح الحديدي، لسماع أقواله في البلاغ الجديد المقدم منه، يتهم زوجته عائشة ابنة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، بتزوير عنوان محل سكنه من مدينة نصر إلى حلوان، للحصول على حكم غيابي بالخلع.

وتقدم الحديدي ببلاغ ضد زوجته، موجّها لها عدة اتهامات بالتزوير والهروب من المنزل وغيرها، وذلك بعد اكتشاف الواقعة لدى عودته من سفرة في ألمانيا في رحلة عمل.

البداية عندما تقدمت دينا على المحامية وكيلا عن محمد صالح الحديدي نجل الإخواني صالح الحديدي، ببلاغ لنيابة حلوان الجزئية، برئاسة المستشار إسلام سرور، يتهم زوجته عائشة خيرت الشاطر، بالتزوير في محرر رسمي، وتغيير عنوان محل سكنه، للحصول على حكم غيابي بالخلع.

خيرت الشاطر

 

وقال الحديدي في بلاغه، إن زوجته "عائشة" استغلت وجوده في رحلة عمل في ألمانيا، ورفعت دعوى خلع ضده دون علمه.

وأشار إلى أنها أقامت الدعوى مستغلة عنوانها الجديد بتقسيم النصر بالمعصرة، فكان يتم إعلانه على هذا العنوان، فلم يحضر، وصدر الحكم لصالحها بالخلع، وقضت المحكمة بالخلع لعدم حضوره، وفور عودته للبلاد، علم بالواقعة.

وأثبتت تحريات الشرطة أن زوج عائشة لديه العديد من العقارات والمنقولات كان قد كتبها باسمها قبل سفرة إلى الخارج، وأنه كان دائم الخلاف معها، ومع أسرتها بسبب مواقفهم السياسية، الأمر الذي دفعها لطلب الخلع.

وحصلت "إيلاف" على معلومات مهمة في هذه القضية، تكشف كيفية إدارة الجماعة للحياة الشخصية لنسائها، وأن قيادات الجماعة هم من يتخذون القرارات المهمة في الزواج والطلاق بالنسبة إلى الأخوات.

وحسب المعلومات المتاحة، فإن السبب الأساسي وراء تلك المشاكل هو انشقاق محمد الحديدي زوج عائشة الشاطر السابق عن جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، اعتراضًا على طريقة تعامل الجماعة مع الأوضاع السياسية في مصر بعد سقوط نظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبسبب خلافات شديدة مع صهره خيرت الشاطر، حول طريقة إدارة الجماعة والمشهد السياسي في مصر.

وانتقل الحديدي للعيش في ألمانيا، ولما سقط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وجماعة الإخوان في 3 يوليو 2013، وتعرض الجماعة لضربات قوية، منها فض اعتصام أنصارها في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، ومقتل المئات منهم، لم يتضامن الحديدي مع الجماعة بالشكل المرضي للقيادات، بل اتخذ موقفًا محايدًا، وملائمًا للقيادات، ودعا الجماعة إلى العودة لدورها في الدعوة والتخلي عن السياسة، وطالب بالمصالحة مع نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

رفضت الجماعة ما يفعله الحديدي في ألمانيا، وقررت تطليق زوجته عائشة الشاطر، وطلبت منها إقامة دعوى خلع ضده، وحصلت على حكم قضائي، وتزوجت من رجل آخر في الجماعة.

انبرى أعضاء جماعة الإخوان ونشطاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي في الدفاع عن عائشة الشاطر، وربطوا بين ما حصل معها وما يعرف في التاريخ الإسلامي بـ"حادثة الإفك"، التي تم التعرض فيها للسيدة عائشة زوجة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، ثم برّأها القرآن الكريم.

ومن جانبه، حسم محمد الحديدي، الجدل حول تلك القضية. وقال في تدوينة على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه "لا صحة لما تتناقله بعض وسائل الإعلام من قيامه برفع دعوى زنا ضد زوجته السابقة عائشة الشاطر"، مشيرًا إلى أن "هذا الخبر تم ترويجه استغلالاً لوجود خلافات أسرية وإجراءات قضائية مشروعة تتعلق بحقوق والتزامات شرعية ناحية أولاده منها".

وأقر في تدوينة أخرى بتاريخ 29 مايو الماضي أنه يعلم بزواج عائشة الشاطر، بعد اتمام اجراءات انفصالهما، وبارك لها على الزواج الجديد.

وتعتبر عائشة الشاطر من الوجوه النسائية النادرة لجماعة الإخوان، وأكثرها ظهورًا في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتتبنى الدفاع عن المعتقلين، وتوفير احتياجات أسرهم، وتقود حركة تعرف باسم " الدفاع عن أسر معتقلي سجن طرة".