إيلاف من نيويورك: إستفاق الجمهوريون يوم التاسع من نوفمبر ليجدوا حزبهم قد سيطر على البيت الابيض، والكونغرس، ووصل المد الجمهوري إلى مجالس الولايات مما أثمر سيطرة حمراء شبه كاملة في الولايات المتحدة.

الانتصار الكاسح للجمهوريين في انتخابات الثامن من نوفمبر، رفع من مستوى طموحاتهم وقدرتهم على تنفيذ أجندتهم الإنتخابية التي شملت عناوين رئيسية كموضوع الرعاية الصحية، وتخفيض الضرائب، وامتلاك الارجحية في المحكمة العليا، والجدار الحدودي الذي شكل أحد أهم أعمدة الحملة الإنتخابية للرئيس دونالد ترمب.

شكوك في القدرة على الحكم

ولكن بعد أكثر من سبعة أشهر من الحكم، بدأت الشكوك تراود الجمهوريين حول مدى قدرتهم على تنفيذ الأجندة التي وصلوا عبرها إلى الحكم، فنظام أوباما كير لا يزال صامدا بفعل عدم تعاون الديمقراطيين في مجلس الشيوخ معهم، وتشتت صفوف أعضاء حزبهم في المجلس.

 وعلى مسافة عام وثلاثة أشهر من الإنتخابات النصفية، خرجت إلى العلن مخاوف كبيرة عن إمكانية خسارة الأكثرية في مجلس النواب لصالح الحزب الديمقراطي الذي يعاني أصلا من شروخات كبيرة بين القيادة والقاعدة.

التحرك نحو تحقيق إنجاز

وفي الوقت الذي فشل فيه رجال الحزب بإلغاء نظام الرعاية الصحية، إنتقل الحديث ليصل إلى امكانية إصلاح القانون الضريبي في خطوة تهدف إلى تقديم إنجاز للناخبين، والتعويض عن فشل إلغاء واستبدال أوباما كير، ويقول جون ثون رئيس المؤتمر الجمهوري في مجلس الشيوخ "ما يجب علينا فعله هو اثبات قدرتنا على القيام بأشياء صعبة. إصلاح الرعاية الصحية أمر صعب، والإصلاح الضريبي أمر صعب. علينا أن نتحرك الآن لإصلاح الضرائب والحصول على نتيجة ".

وربط البعض بين انهيار مشروع الغاء اوباما كير، والمقابلة النارية التي نشرتها صحيفة نيويوركر مع مدير الإعلام المطرود من البيت الأبيض، انطوني سكاراموتشي، ونقلت ذا هيل عن سيناتور جمهوري طلب عدم الكشف عن إسمه قوله"اننا نشعر بالفزع بسبب الدراما التي خرجت من البيت الابيض".

وفاة الحزب الجمهوري

الفشل في إدارة البلاد وتنفيذ المشاريع الموعودة، دفع بالنائب الجمهوري عن كولورادو، وأحد اعضاء تجمع الحرية المحافظ إلى توجيه توبيخ لزملائه الجمهوريين، معلنا وفاة الحزب الجمهوري.

وكتب النائب عن كولورادو في صحيفة دنفر بوست، يقول "إن الجمهوريين عرضوا على الناخبين رؤية أفضل لأميركا- إلغاء أوباما كير والإصلاح الضريبي واصدار ميزانية متوازنة، لكن حتى الآن لم يتم تحقيق أيا من تلك الوعود المحافظة.

التعاون مع الديمقراطيين

وخرجت أصوات جمهورية تدعو زعيم الأكثرية ميتش ماكونيل وغيره من قادة الحزب الجمهوري إلى العمل بشكل أوثق مع الديمقراطيين حول قضايا كبيرة مثل الرعاية الصحية والإصلاح الضريبي، لكن الجناح المحافظ في الحزب يشكك بقوة في مدى جدية العمل مع الحزب الديمقراطي، فسيناتور تكساس تيد كروز يشير "إلى ترحيبه بالعمل مع الديمقراطيين في الكونغرس"، مردفا "من المؤسف اننى لست متفائلا بان الديمقراطيين لديهم اية رغبة فى العمل سويا للحصول على اي شيء"، ويتهم "الحزب الديمقراطي بالوقوع تحت سيطرة جناح اليسار المتطرف".

الخوف من الخسارة

وللدلالة على الأزمة الحالية، والخوف من خسارة الحزب للأكثرية، حذر نيوت غينغريتش الجمهوري المخضرم الذي شغل منصب رئيس مجلس النواب سابقا، من إمكانية فشل الحزب في الانتخابات النصفية بسبب العجز عن تحقيق الوعودات الإنتخابية.

وكتب غينغريتش وبراد أندرسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بست باي"، مقالة مشتركة في صحيفة يو اس اي توداي، حث فيها الجمهوريين على تمرير مشروع التخفيض الضريبي، محذرا من قيام الناخبين بالتصويت ضد المشرعين الجمهوريين في حال عد إقرار هذا المشروع.

الشبح يلوح في الأفق

ودق غينغريتش جرس الانذار مبكرا، معتبر ان شبح نانسي بيلوسي (زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب) كرئيسة لمجلس النواب يلوح في الافق، مطالبا بأن تكون الأشهر الستة القادمة مختلفة عن الاشهر الستة الماضية.

وبرأي الكاتبين فإن على الاعضاء الجمهوريين القتال من أجل دافعي الضرائب لاستعادة الزخم التشريعي والحفاظ على الأغلبية، وهذا يعني تخفيض الضرائب بشكل كبير قبل عيد الشكر"، وإعتبرا "انه وبحلول عام 2018، ستؤدي التخفيضات الضريبية إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الأجور، الأمر الذي سيؤدي إلى إعطاء زخم للجمهوريين في انتخابات عام 2018".