اتهم حزب مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالاساءة إلى إرادة الشعب الكردي والبحث عن مصالحه الخاصة للحفاظ على منصبه الرئاسي والسعي إلى إفشال الاستفتاء في الاقليم.. بينما وجه رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني انتقادات إلى الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام السابق مشيرا إلى أنّه لم يعد هناك أي مبرر لبقاء كردستان تحت سلطة العراق.

إيلاف من لندن: هاجمت النائب الكردية بيروان خيلاني عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الرئيس معصوم لقوله خلال اجتماعه امس مع مسؤولي البعثات الدبلوماسية في العراق ان استفتاء الاقليم لايعني الانفصال عن العراق معتبرة انها خطيرة وتشكل اساءة واستهانة كبيرة بارادة الشعب الكردي وتضحياتهم ومستقبل الاقليم بحسب قولها. 

وقالت في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان هذا التصريح تقف خلفه مصالح خاصة لا تتعدى "منصب كرسي رئاسة الجمهورية الذي حصل عليه معصوم باصوات شعب كردستان وصعد على أكتافه"، بحسب رأيها. 

ومعصوم هو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني الذي أشارت معلومات إلى أنّ ايران تضغط عليه لعدم التعاون في اجراء استفتاء الانفصال عن العراق.

وأضافت قائلة "بدلا من ان يقوم معصوم باعتباره ممثلا للكرد وأمينا على أصوات الناخبين الذين أوصلوه لهذا المنصب "باستثمار منصبه في التعريف والتحشيد الدولي والدبلوماسي بحق الكرد في تقرير مصيرهم في ظل ما تعرضوا له من تهميش وانقلاب على الشراكة وقطع لقمة عيشه تصدر منه هذه التصريحات المشينة والمضللة للحقيقة لان الكرد جادون ومصرون هذه المرة على تقرير مصيرهم وليس الاستفتاء أو قرار الشعب الكردي مسرحية أو أضحوكة لن تتحقق على ارض الواقع". 

وتساءلت قائلة "هل يعقل ان يقوم رئيس جمهورية يمثل الكرد بالإساءة واستهداف هذا الحلم التاريخي ويهاجمه ويقوضه كما فعل معصوم الذي فاق جميع المعارضين للاستفتاء في الاذى والالم الذي يشعر به الان شعبنا في الإقليم الذي أصيب بالصدمة والذهول مما قاله معصوم الذي يبدو انه انسلخ من قوميته ومن أبناء جلدته؟" بحسب ادعائها.

وأشارت إلى أنّه لا يوجد هناك اي مسؤول أو مواطن كردي شريف لا يحلم باقامة الدولة الكردية التي ناضل الكرد من اجلها ودفعوا ثمنا باهظا بسببها وكانت سببا في ما تعرضوا له من حملات ابادة جماعية سقط خلالها مئات الاف من الاطفال والنساء والشيوخ بمختلف انواع الاسلحة ومنها الكيمياوية وتشرد بسببها ملايين المواطنين من شعب الاقليم". 

وانتقدت الرئيس معصوم قائلة ان تصريحاته هذه "تكشف عن نوايا لعرقلة وافشال حق تقرير المصير الذي كفله الدستور العراقي ويتبناه بارزاني باعتباره المسؤول الاول عن مصالح الشعب الكردي والاقليم في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة التي يمر بها العراق والمنطقة".

ودعت النائبة الخيلاني الشعب الكردي إلى "تحديد موقفه من هذه التصريحات بشكل رسمي وقول الكلمة الفصل في الاستفتاء المقبل بشأن حق تقرير المصير للرد على هذه المخططات التي اصبحت مكشوفة بعد ان كانت في الخفاء والسر".

وكان الرئيس معصوم اكد امس ان إجراء الاستفتاء في اقليم كردستان لا يعني اعلان الاستقلال الذي يحتاج إلى تفاهمات واتفاقات.. مشددا على ضرورة مواصلة وتطوير الحوار بين اربيل وبغداد معتبرا ان لا سبيل آخر سوى الحوار لحل المشاكل والعودة إلى الدستور للوصول إلى رؤى مشتركة لمعالجة اسباب الخلافات والمشاكل بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.

نجيرفان بارزاني يتهم بغداد بعدم الدفاع عن الايزيديين

ومن جهته وجه رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اليوم انتقادات إلى الحكومات التي تعاقبت في العراق بعد سقوط النظام السابق مشيرا إلى أنّه لم يعد هناك أي مبرر لبقاء كردستان تحت سلطة العراق.

وقال بارزاني في كلمة له في دهوك بمناسبة ذكرى مرور ثلاث سنوات على احتلال تنظيم داعش مدينة سنجار موطن الايزيديين وجرائمه ضدهم انه بعد عام 2003 اندلعت حرب شعواء في العراق ضد المسيحيين، والصابئة، والايزيديين، ورافقها أيضا الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة في وقت كانت كردستان ملاذا آمنا لجميع هؤلاء. وشدد على "ضرورة حماية التعايش المشترك بين الكرد والسنة والشيعة والإزيديين والمسيحيين والتركمان والصابئة في إقليم كردستان وحماية هذا التنوع والحفاظ عليه".

وأضاف ان ظهور تنظيم القاعدة وبعدها داعش في العراق سببه فشل الحكومة الاتحادية في بغداد منذ عام 2003 وإلى الان. واستبعد تمكن العراق من تصحيح مساره السياسي.. قائلا "لم يبق شيء في العراق لكي يتم تصحيح مساره ومن خلال تجربتنا فاننا توصلنا إلى قناعة بان نذهب إلى تأمين حقوقنا وتفرض الحماية لانفسنا عبر الاستفتاء وان نعبر امام جميع العالم عن رغبتنا بوسائل سلمية وديمقراطية" كما نقلت عنه وكالات انباء محلية كردية تابعتها "إيلاف".

وأضاف نيجيرفان البارزاني "عندما هجم مسلحو تنظيم داعش على مناطق سنجار لم تكن قوات البيشمركة تمتلك الأسلحة المتطورة والكافية لحماية تلك المناطق". واشار إلى أن "العراق كدولة لم يرغب في حمايتنا ولا يريد لنا أن نتقدم كما أن الحكومة العراقية لم تعط السلاح لقوات البيشمركة للقيام بالمهام الموكلة إليها وفي الوقت ذاته منحت حكومة بغداد إلى تقديم المساعدة من أجل تحرير الاف الأيزيديين من قبضة تنظيم داعش.

وحول الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان في 25 من الشهر المقبل أكد نيجيرفان بارزاني أن "أصوات أهلنا في سنجار مهمة للغاية في الاستفتاء".. منوهاً بأن "الاستفتاء ليس هدفاً بحد ذاته بل إنه وسيلةٌ لهدف أسمى".

وكانت رئاسة اقليم كردستان قد قررت خلال اجتماع مع القوى والاحزاب الكردية مؤخرا اجراء استفتاء شعبي في الاقليم حول انفصال كردستان عن العراق في 25 من الشهر المقبل وسط معارضة داخلية وخارجية واسعة.