إيلاف من نيويورك: حرب شعواء تدور رحاها في الجناح الغربي في البيت الأبيض، وتعد بلا ادنى شك من اعنف الحروب التي تشهدها الإدارة الحالية، فنتيجتها ستساهم في بلورة النهج الذي ستتبعه اميركا في الداخل والخارج خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترمب.

وعلى الرغم من ان البيت الأبيض شهد في الأشهر الماضية العديد من الصراعات وابرزها صراع جاريد كوشنر وستيفن بانون، إلاّ ان ما يجري حاليا بين الأخير ومستشار الامن القومي هيربرت ماكماستر، ينذر بأن الصراع سينتهي على الأرجح بغالب ومغلوب هذه المرة، فمحاولات تطويقه فشلت أقله حتى الآن.

الإعلام على خط الصراع

ودخلت معظم وسائل الإعلام الأميركية على خط الصراع. بانون متهم بحشد المنصات الإعلامية اليمينة ضد المستشار الذي تتولى وسائل الاعلام المعارضة لترمب مسؤولية الدفاع عنه امام موجة الانتقادات القادمة من التيار الشعبوي.

وبحسب التسريبات القادمة من واشنطن، فإن الرجلين ماكماستر وبانون لم يتحدثا منذ أسابيع، وبينما يتواجد &كبار رجالات الإدارة مع الرئيس دونالد ترمب في نيوجرسي، فضل كبير المساعدين الاستراتيجيين البقاء في واشنطن حيث يقوم بعقد اجتماعات دورية مع مساعديه.

شعور بالعزلة

وفي الوقت الذي اعتبر فيه بانون ان وصول جون كيلي الى منصب رئيس اركان موظفي البيت الأبيض انتصارا كبيرا لتياره، إلا ان كبير مساعدي الرئيس ووفق الاعلام الاميركي يشعر بالعزلة جراء الإطاحة بحليفه السابق رينس بريبوس.

ومع كل مادة صحيفة ينشرها موقع بريتبارت (اشرف بانون على ادارته قبل انضمامه لحملة ترمب) وتتناول كواليس ما يجري في البيت الأبيض، يصبح كبير المساعدين الاستراتيجيين في قفص الاتهام بحكم علاقاته القوية بالعاملين في الموقع.

حملة عنيفة على ماكماستر

وشرع الموقع الذي يتبع سياسات التيار اليمين المحافظ بإطلاق حملة عنيفة تستهدف الجنرال ماكماستر على خلفية ابعاده لمعظم المسؤولين النافذين في مجلس الامن القومي المحسوبين على القوميين وترمب.

موجة الانتقادات التي تستهدف ماكماستر تم تحميل مسؤوليتها الى بانون، وبحسب مجلة بوليتيكو فإن الاضرار إصابت كبير المساعدين الاستراتيجيين اكثر مما اصابت مستشار الامن القومي الذي يلقى حاليا دعم رئيس اركان موظفي البيت الأبيض جون كيلي، وكذلك دعم الرئيس ترمب الذي أشاد من جهته بعمل الرجل.

سيناريوهات نهاية الصراع

غبار الصراع القائم قد ينجلي بتحقيق سيناريو من ثلاث سيناريوهات مطروحة، أولها تولي شخصية جديدة &مسؤولية الامن القومي كمايك بومبيو والحفاظ على ماء وجه ماكماستر عبر ايفاده الى أفغانستان حيث تعاني القوات الأميركية من وضع مأزوم في الفترة الأخيرة، أو استبدال المستشار الحالي بشخصية تنتمي الى التيار المحافظ، واما خروج بانون من المعادلة وهذا يعني اكمال التيار البراغماتي انتصاراته.