التطور يتسارع في قطاع التقانة في أوروبا، وفي العالم أجمع، بطريقة يصعب اللحاق به. فأوروبا تقف على أبواب نهضتها الجديدة، التي تحركها التقانة.


إيلاف من دبي: تمتلئ أسواق الولايات المتحدة اليوم بشركات التقانة ذات النمو السريع المدعومة بالاستثمارات. فبين أكبر 10 شركات تقنية في الولايات المتحدة، نصفها على الأقل (أبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون وفايسبوك) زادت رأسمالها الاستثماري لترفد نموها.

تباين أميركي - أوروبي

خلافًا لذلك، سيبدو التباين مع أوروبا صارخًا، وفق تقرير نشرته "تلغراف" البريطانية. ولم تزد أي من أكبر 10 شركات مدرجة في لندن أو باريس أو فرانكفورت في رأسمالها الاستثماري، وهذا مؤشر واضح إلى الفجوة المقلقة بين الأنظمة البيئية الأميركية والأوروبية، وعمالقة منتجي التقانة. فأوروبا اليوم هي حيث كانت الولايات المتحدة قبل عقد من الزمان، لكن هذا ليس سيئًا، كما يقول كاتب التقرير، لارس فيلدس نيلسون.

في سنوات ما بعد إطلاق آيفون في عام 2007، تسارع تقويم شركات التقانة الأميركية الأكثر نجاحًا في فترة زمنية قصيرة، أكثر من أي وقت مضى. وحصول الجزء الأكبر من هذه الزيادة في سنوات قصيرة دليل على ما يسمى "سرعة الفرار".

فعندما استحوذ فايسبوك على إنستاغرام في عام 2012، وكان سعره مليار دولار. بعد أقل من عامين، دفع فايسبوك 19 مليار دولار لشراء تطبيق واتسآب. تبع عمالقة التكنولوجيا الأخرون خطوات فايسبوك، سواءً من حيث نشاط الاندماج والاستحواذ أو سقف السوق. أطلق تطبيق دروب بوكس في عام 2007، وتقدر قيمته بنحو 10 مليارات دولار اليوم. أما أوبر، الذي بدأ بعد عامين من دروب بوكس، فيقدر بنحو 68 مليار دولار.

سرعة فرار

اليوم، تشير المؤشرات كلها إلى أن أفضل الشركات الجديدة في أوروبا يقف على أعتاب "سرعة فرار" مماثلة، يسميها كاتب التقرير "الداروينية الرقمية"، ويعرفها بحتمية أن النظام البيئي التقاني في أوروبا يتعمق ويتوسع باطراد، وسوف يتطور لإنتاج عمالقة على شاكلة عمالقة وادي السيليكون. ويتكلم الكاتب عن موازنة بين سبعة متحدثين، أولهم المستثمرون الذين خرجوا بنجاح من الشركات، بعدما حققوا أرباحًا هائلة.

ارتفع هذا النوع من الاستثمار في أوروبا إلى 6.1 مليارات يورو في عام 2015، بزيادة 8.3 في المئة عن عام 2013، وفقًا لإحصاءات السوق في أوروبا. ونما مجتمع هؤلاء المستثمرين ليصل إلى 303،650 مستثمرًا، عقدوا 32،940 صفقة في عام 2015 وحدها.

في المقام الثاني تحل الشركات المبتدئة ورجال الأعمال في التقانة الأوروبية. في عام 2011، كان هناك 1.3 مليون من المشاركين في مؤتمر للشركات المبتدئة في لندن. 

ارتفع هذا العدد إلى 6 ملايين بحلول عام 2016، ومع ذلك فإن مجتمع التكنولوجيا المتنامي يعني أنه بحكم التعريف سيكون هناك المزيد من الإخفاقات. لكن هذا الإخفاق مدعاة فخر، لأن فشل المبتدئين محرض على النجاح في المرة التالية.

أصدر صندوق الاستثمار الأوروبي تقريرًا أدرج فيه معدلات نجاح استثماراته المدعومة من رأس المال الاستثماري بين عامي 1996 و2015. من عينة من 3،592 استثمارًا، تم شطب 709 استثمارات، وحقق 829 استثمارًا أرباحًا غير مجدية. لكن هذا لا يدعو إلى الانزعاج.

ازدهار المبتدئين

في المقام الثالث، إنه وقت ازدهار الشركات المبتدئة وحاضنات الأعمال. وفقًا لتقرير أوروبي، تم في عام 2015 استثمار 37.5 مليون يورو في أوروبا في 2،574 شركة مبتدئة من قبل 113 مسرعًا للأعمال، ما أدى إلى توقف 33 شركة عن العمل. في المقام الرابع، جمع 116 صندوقًا أوروبيًا 6،4 مليارات يورو في عام 2016، وهو أعلى مستوى تمويلي منذ عام 2008.

وبفضل المزيد من الأموال للاستثمار، يتم تنفيذ المزيد من الصفقات: جمعت شركات التقانة الأوروبية 16،2 مليار يورو من أموال رأس المال الاستثماري في عام 2016، وكانت قد جمعت 4.2 مليارات في عام 2012.

في المقام الخامس، وبالتوازي مع زيادة الاستثمار والدعم اللوجستي المتاح، تحقق شركات التقانة مرحلة نمو مزدهر في جميع أنحاء أوروبا. فهناك ما لا يقل عن 25 شركة تملكها شركات خاصة في أوروبا اليوم مقارنة بشركتين فقط في عام 2010. 

في المقام السادس، ثمة تأثير تدريجي يتمثل في جمع مخزون من الخبرة في جميع أنحاء أوروبا. وكل هذا الكلام يعبد الطريق أمام المتحدث السابع: الخروج من السوق، بحسب تلغراف.

فمنذ عام 2010، ازداد عدد الشركات التقنية التي خرجت من السوق. وفي حين لم يحصل سوى 20 عملية اندماج واستحواذ في عام 2010، ارتفع هذا الرقم ستة أضعاف ليصل إلى 126 عملية بحلول عام 2014.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "تلغراف". الأصل منشور على الرابط:

http://www.telegraph.co.uk/business/2017/08/10/europe-brink-another-renaissance-technology-heart/