نصر المجالي: ألقت تقارير صحافية نشرت في لندن الضوء على تحذيرات مسؤول أمني كبير سابق من أن نضال بريطانيا في مواجهة الإرهاب قد يستمر لأجيال وربما يتواصل لنحو 20 إلى 30 سنة أخرى.

وقال اللورد جوناثان إيفانز المدير العام السابق لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) للفترة من 2007 الى 2013، في تصريحات يوم الجمعة لراديو (بي بي سي 4) إن هذه القضية تمثل "مشكلة أجيال" وإن بريطانيا بحاجة إلى "مواصلة" جهودها للتغلب عليها.

وأوضح اللورد إيفانز أن البلاد بحاجة لتعزيز أمن الانترنت في مواجهة التهديدات الإلكترونية الناشئة، وقال ايفانز إن هجوم جسر ويستمنستر في مارس الماضي ربما "نشط" المتطرفين بالطريقة ذاتها التي قدمتها تفجيرات 7/7 عام 2005 ومدد "حالة التأهب الدائمة" لدى الشرطة والأجهزة الأمنية.

هجوم كيميائي 

وركزت التقارير التي تناقلتها الصحف الصادرة يوم السبت، على تحذير المسؤول الأمني الكبير السابق من أن بريطانيا ما زالت معرضة لخطر هجوم كيميائي، وعبر عن دهشته من أن الغرب لم يشهد مثل هذا النوع من الهجمات التي تقتل المدنيين في سوريا والعراق.

ويوضح تقرير لصحيفة (التايمز) أن بريطانيا شهدت ثلاث هجمات في مانشستر وجسر لندن وفينسبري بارك شمال لندن منذ حادث هجوم جسر ويستمنستر، وأن الشرطة البريطانية أحبطت ست هجمات أخرى في هذه الفترة، كما تُجري نحو 500 تحقيق في هذا الصدد.

وكان اللورد إيفانز قد تنحى عن منصبه كمدير عام للمخابرات الداخلية البريطانية في عام 2013 حينما بدأ التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة ينحسر على ما يبدو. لكنه أوضح في تصريحاته أن هذا التهديد على الأرجح لن ينتهي قريبا في ظل صعود ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

نواجه التهديد

وقال المدير العام السابق لجهاز الأمن الداخلي البريطاني: "لا يوجد شك في أننا لا نزال نواجه تهديدا إرهابيا شديدا، لكنني أعتقد أنه من المهم أيضا وضع ذلك في سياق على المدى الأطول قليلا لأننا ومنذ تسعينات القرن الماضي نواجه نوعا من المصاعب من إرهابيين إسلاميين. وخلال هذه الفترة كان هذا التهديد يظهر ويختفي، لكن التهديد الأساسي استمر".

وأضاف: "منذ عام 2013 كان هناك 19 محاولة لشن هجمات جرى إحباطها، ومنذ الهجوم على ويستمنستر أُبلغنا بأنه جرى إحباط ست هجمات، ولهذا فإن هناك حالة تأهب دائمة."
ودعا اللورد إيفانز إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لمراقبة "انترنت الأشياء" والذي يسمح للمركبات والأجهزة الداخلية الاتصال بالانترنت، وذلك للحد من التهديدات الإلكترونية الناشئة.

مطلوب إجراءات

وعلى صعيد متصل، نقل موقع (بي بي سي) عن مارك رولي القائم بأعمال مفوض الشرطة ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب قوله إن هناك حاجة الآن لاتخاذ "إجراءات على مستوى النظام بأكمله" ينبغي من خلالها أن يعمل عامة الجمهور والهيئات والوكالات العامة وجميع الشركات بشكل مشترك من أجل الحفاظ على أمن بريطانيا.

ويمثل هذا اعترافًا بأنه يجب تغيير النظام المتبع في التصدي للإرهاب بعد العمليات الدامية التي شهدتها البلاد في مارس، مايو ويونيو الماضي.

حركة عقدية

ووصف رولي التهديد الحالي الذي يمثله الإسلاميون المتشددون بأنه "حركة عقدية" مقارنة بتنظيم القاعدة والجيش الجمهوري الأيرلندي، وهما التنظيمان اللذان كانا عبارة عن "شبكة ضيقة للغاية لأفراد أشرار".

وقال: "لديك مجموعة من الأشخاص التقطوا هذه الأيديولوجية ووضعوا خطتهم بتشجيع من أنشطة دعائية (يقف وراءها متشددون) حتى وصلوا إلى شن هجمات موجهة أكثر تنظيما".

وأضاف: "هذه المجموعة المتزايدة من الأشخاص هم الذين يثيرون قلقنا، وقدرتنا على وضعهم تحت المراقبة لم تعد مهمة الشرطة وأجهزة الأمن فحسب".

وفي الختام، أوضح رولي أن التغير في وتيرة التهديد هو تغير "كبير جدا" بالنظر إلى إحباط 13 مخططا إرهابيا في أربع سنوات مقارنة بست هجمات في الأشهر القليلة الماضية.