رد عضو المكتب السياسي في الحزب الدیمقراطي الكردستاني هوشیار زيباري على الطلب الامريكي بتأجيل استفتاء الاستقلال في اقليم كردستان، مؤكدا ان "الموعد لم يتغير"، وطالب رئيس اقليم كردستان واشنطن بضمانات مقابل تأجيل الاستفتاء، فيما حذر نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي من ان يكون الاستفتاء منزلق للاحتراب.

إيلاف من بغداد: اكد عضو المجلس الاعلى للاستفتاء في إقليم كردستان هوشیار زيباري ان موعد الاستفتاء لم يتغير وذلك بعد طلب امريكي على لسان وزير الخارجية ريكس تليرسون لتاجيله فيما طالب رئيس الإقليم مسعود البارزاني بضمانات مقابل خطوة التاجيل في حين اكد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ان المؤامرات والمخططات الخارجية التي تعرض لها العراق بعد عام 2003 عرقلت عمل الحكومات السابقة.

وقال زيباري، في تصريح صحفي ان " مواطني اقليم كردستان سيجرون استفتاء الاستقلال في 25 أيلول المقبل كما هو مقررعلى الرغم من طلب أميركي بتأجيله".

وأضاف زيباري تعليقا على الطلب الذي نقله وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون، هاتفيا، "الموعد كما هو 25 أيلول و لم يتغير".

وذكرت وزارة الخارجية في حزيران، أنها تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن "أولويات أخرى أكثر إلحاحا مثل هزيمة متشددي تنظيم داعش".

وكان تيلرسون، طلب خلال اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تأجيل الاستفتاء على استقلال الاقليم، حسب بيان لرئاسة الإقليم.

ويعتقد الامريكيون أن الوقت "غير مناسب" لإجراء الاستفتاء المزمع في 25 من ايلول سبتمبر 2017 بيد الكرد يقولون إنه لا يوجد افضل من الموعد المحدد.

بارزاني يبحث عن ضمانات من واشنطن

وياتي موقف زيباري متوافقا مع بارزاني الذي ابلغ تيلرسون بأن "الشراكة التعايش السلمي الذي كان يشكل الهدف الرئيسي لكردستان مع دولة العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم تتحقق".

وبما يُفسر أنه رفضٌ لدعوة واشنطن وباقي العواصم لتأجيل الاستفتاء قال بارزاني إن "الكرد ماضون في طريقهم وسيقررون مصيرهم".

وطرح بارزاني خلال الاتصال الهاتفي سؤالا على تيلرسون مفاده "ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كوردستان بمقابل تأجيله للإستفتاء؟".

وتساءل أيضا بالقول "ما هي البدائل التي ستحل محل تقرير المصير لشعب كردستان؟" .

ولم يشر البيان الى أي اجابة من تيلرسون لكنه اشار الى ان وزير الخارجية الامريكي اشاد بقرار كردستان تشكيل وفد رفيع للتفاوض مع بغداد بشأن الخلافات.

ونقل البيان عن تيلرسون انه "يأمل استمرار المباحثات والمفاوضات بين كردستان وبغداد".

وفد الاستقلال

ويُتوقع ان يزور الوفد الكردي بغداد خلال يومين.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال في مؤتمر صحفي سابق إن استفتاء الاستقلال "غير دستوري" وان بغداد "لن تتعامل معه".

وقال الوفد المكلف لإجراء محادثات بشأن الاستقلال إنه سيواجه المسؤولين العراقيين بورقة تتضمن حزمة من الخروق الدستورية التي ارتكبت من جانب بغداد بحق الكرد، مشيرا الى انه سيسعى لبحث مستقبل العلاقات من دون "خطوط حمراء".

وعقد الوفد الذي بات يطلق عليه في أربيل تسمية "وفد الاستقلال" اجتماعا صباح اليوم واعد خلاله ورقة عمل لعرضها على رئيسي الوزراء حيدر العبادي والجمهورية فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري وقادة الكتل السياسية والتحالفات والأحزاب الرئيسة في بغداد.

وعلمت ايلاف ان الوفد سيزور سفارات دول اجنبية عربية في مقدمتها سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا إضافة الى سفارات الكويت ومصر والأردن وتركيا وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وقال عضو لجنة الاستفتاء ماجد عثمان ان "رسالتنا لبغداد هي تأكيدنا على إجراء الاستفتاء في 25 ايلول المقبل، تمهيدا للاستقلال عن العراق".

وذكرت عضو الوفد فيان دخيل للصحفيين في أربيل ان المحادثات ستكون شاملة ولن تتضمن "خطوطا حمراء".

ويرى المسؤولون العراقيون أن الدستور لا يمنح أي فئة قومية حق تقرير مصيرها لكن الكرد اكدوا مرارا على ان الحكومة العراقية لم تلتزم قط ببنود الدستور.

وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على خارطة طريق لتسوية النزاع بشأن تلك المناطق، والتي تبدأ بإزالة تغييرات ديموغرافية أجراها نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، في تلك المناطق لصالح العرب على حساب الكرد والتركمان.

وكان العبادي قد قال في مؤتمر صحفي سابق إن استفتاء الاستقلال "غير دستوري" وان بغداد "لن تتعامل معه"، لكن الكرد يصرون على اجرائه بموعده.

علاوي يحذر من الاحتراب

وحذر نائب الرئيس العراقي، رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي من الاستفتاء مؤكداً أنه غير دستوري ومنزلق للاحتراب.

وقال علاوي في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه ان "خيار الاستفتاء على الانفصال يجب أن يستبعد من الأجندة السياسية الكردية، في الوقت الراهن على الأقل، فهو ليس الرد المناسب على تعثر الشراكة أو الفشل في بناء دولة المواطنة التي يعانيهما العراقيون بكل أطيافهم".

وأضاف ان خيار الانفصال "يقوض كفاح الكرد وقواهم المناضلة من اجل الديمقراطية والحرية والمساواة والذي تكلل بقيام جمهورية العراق الاتحادية الموحدة، ودستورها الضامن لهذه الوحدة".

ورأى علاوي أن "انفصال كردستان على أساس قومي يبقى مهدداً بالتعددية العرقية والدينية والثقافية داخل الإقليم نفسه"، مطالباً "الحكومة العراقية في بغداد بمراجعة جدية لمواقفها من الشعب الكردي في كردستان".

وأضاف "على دول الجوار وأصدقاء العراق، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الضامن لوحدة العراق واستقلاله وحماية الديمقراطية فيه، أن يلعبوا دورا تقريبيا بين الأشقاء لمنع الانزلاق نحو الاحتراب،وزعزعة الاستقرار في منطقة هشة ومضطربة ".

المالكي: المؤامرات عرقلت عمل الحكومات

نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ومن جديد اكد ان المخططات الخارجية التي تعرض لها العراق مابعد سقوط نظام البعث عام 2003 اسمهت في عرقلة وتاخير عمل الحكومات السابقة.

وقال في كلمة له القاها اليوم خلال حضوره احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للشباب في بغداد ان "الازمات والتحديات الامنية التي شهدتها البلاد لم تفسح المجال للحكومات التي جاءت بعد 2003 ، ان تعمل من خلال عمليات استهداف البنى التحتية ومصادر الطاقة والمرافق الخدمية الأخرى".

وتساءل "كيف يتم البناء والاعمار في ظل هكذا اجواء من التخريب المتعمد والساعي الى ارباك الاوضاع ودفع الناس الى الاحتجاج على الدولة".

واضاف "قلنا سابقا ان الارهاب استشرى ولابد من حربا عالمية ثالثة على الارهاب ، لكن للاسف لم تؤخذ هذه الكلمة ماخذ الجد وكان الكثير يتصور انها هجمة للانتقام من حالة او وضع سياسي معين حصل بعد سقوط البعث ، لكن فاتهم بان الارهاب ريح نتنة قابلة للانتشار لاتحدها حدود ، ووقفوا يتفرجون علينا بل يشمتون بِنَا ولَم يحركوا ساكنا ".

وتابع "اذا انتشر الارهاب في مختلف نطاق العالم من أوربا ، وامريكا والدول العربية والمحيطة في العراق حتى ادركوا انهم هدفا للارهاب فتحركوا".

وشدد على انه "ينبغي محاسبة كل من يعرّض وحدة ابناءه للخطر" ماضيا الى القول "نريد دولة موسسات وقانون لايتجاوز احد على هيبتها او دستورها لان التجاوز على القانون هتكا لحرمة الدولة".

النزاهة تطالب الخارجية بملاحقة محافظ البصرة

الى ذلك طالبت هيئة النزاهة العامة، السبت، وزارة الخارجية إبراهيم الجعفري بالتدخل لدى الجانب الإيراني لغرض التحرّز على محافظ البصرة المستقيل، ماجد النصراوي، وذلك بسبب عدم استكمال التحقيقات معه في عدد من القضايا.

وأفاد بيان للهيئة تلقت "ايلاف" نسخة منه أن "محافظ البصرة المستقيل غادر إلى ايران فور الانتهاء من مؤتمره الصحفي يوم أمس الاول، أي قبل وصول قرار منع السفر من قبل هيئة النزاهة".

وأضاف البيان أن"الهيئة قامت باتخاذ القرار بعد تأكدها من استقالة المحافظ"، مبينة أن منع السفر ليس من واجباتها، بل كان إجراء احترازيا من قبلها وتصدياً للمسؤولية لوجود تحقيقات لم تنته بعد.

وأشارت الهيئة إلى ان "القضاء المختص بالنظر في هذه القضية لم يصدر أي أمر قبض بحق المحافظ لغاية سفره، داعية وزارة الخارجية الى مفاتحة الجانب الإيراني بالسرعة الممكنة للتحرز على النصراوي لعدم استكمال التحقيقات بشأنه".

النصراوي .. موكبان للتمويه قبل الهروب

وكشفت مصادر رقابية رفيعة لـ"ايلاف" ان هروب النصراوي بعد استقالته جاء نتيجة شهادة مدوية من شخصية لبنانية رفيعة تحفظ القضاء على ذكر اسمها، متهمة قاضي التحقيق في البصرة بعرقلة اعتقال النصراوي وابنه محمد الباقر حيث طلب في بادئ الامر التريث بتنفيذ امر القاء القبض ثم بعد أيام وبعد ان هرب المحافظ ابنه اطلق امر القاء القبض .

وأكدت المصادر ان النصراوي غادر فور اعلان استقالته الى ايران عبر منفذ الشلامجة مستخدما جواز سفره الأسترالي ، وانه استخدم موكبين الأول للتمويه وتوجه الى مبنى المحافظة والثاني وصل به الى معبر الشلامجه ومنها عبر الى ايران .

وحاولت هيئة النزاهة معالجة الامر ومنع سفره بتنسيق تم يوم الجمعة عبر الهاتف مع جهاز المخابرات العراقي لكن النصراوي كان قد تجاوز الحدود العراقية .

وكشف محافظ البصرة المستقيل ماجد النصراوي عن تلقيه تهديدات بالتصفية عقب إعلانه قرار الاستقالة يوم الخميس. وأكد ان التهديدات التي تلقاها دفعته لمغادرة البلاد معللا ذلك بان "المنصب يحمي المسؤول"، وانه فقد ذلك بعد الاستقالة.

وأضاف "خلال ساعة واحدة من إعلاني الاستقالة وصلني التهديد والوعيد بالنيل مني ولخشيتي من الإجراءات التعسفية التي اتبعت مع غيري من المواطنين والموظفين أن تُتّبع معي حيث تبين ان المانع في السابق هو منصب المحافظ لهذا تركت البلد مضطراً".