لندن: بينما توجد كثير من الأخبار التي ترفض كبرى وسائل الإعلام في إيران تغطيتها، فإن واحداً من الجوانب القاتمة التي يتكتم عليها النظام الحاكم في إيران هو الوضع الخاص بالشابات الإيرانيات وما ينتظرهن من مستقبل غير واضح.

فرغم كثرة الشباب الجامعي في إيران، وتشكيل السيدات لأغلبية الإيرانيين الذي يطمحون في مواصلة تعليمهم في الجامعة، إلا أن النتيجة النهائية تبدو مقلقة بشكل عام.

وعن الأوضاع الصعبة التي تجابها كثير من الفتيات والشابات في إيران، نقل موقع بغداد بوست عن فتاة ايرانية في العشرينات من عمرها تعمل في محل ملابس نسائية بأحد أحياء طهران وتدعى شاهيندوخت قولها: "كنت في آخر سنة دراسية لي بالجامعة، ولم أكن أعمل ولم يكن لي أي مصدر للدخل لدرجة أني كنت على وشك أن أصب بالجنون. ووالدي كان بلا عمل في ذلك الوقت، واستمر ذلك الوضع لبضع سنوات، ولم يكن باستطاعته أن يفي باحتياجاتنا في المنزل. وكان يعمل بأحد المصانع ولا أعلم كيف تقاعد بعد مرور 20 عاماً، في حين أنه كان يتحصل على أموال أقل من غيره. وعَمِلَ شقيقي الأكبر كسائق تاكسي لبعض الوقت إلى أن بات من مدمني المخدرات. وظل خلال السنوات القليلة الماضية ينام حتى الظهر في المنزل، وكان يكتفي بالعمل بضع ساعات لحين يجمع المال الذي يشتري به المخدرات".

الأمل المفقود

ورغم رغبة شاهيندوخت في التطرق لحديثها إلى أمور أخرى مأساوية في حياتها مثل أختها المطلقة ووالدتها التي توشك على الإصابة بمرض الزهايمر، لكنها آثرت أن تتحدث عن وظيفتها وعن عملها بمحل الملابس، وتابعت حديثها بالقول: "وهنا قررت أن أبدأ في شراء الصحف على مدار بضعة أيام بحثاً عن وظائف من خلال الإعلانات المنشورة بها. ولم أتمكن من العثور على وظيفة في تخصص دراستي وهو التاريخ. وبدأت أفقد الأمل مع مرور الوقت. وأدركت أني أمام خيارين، إما أن أبدأ في البيع بالشارع أو المترو أو أن أقبل العمل كتايبست أو كمندوبة مبيعات. لكن وظيفة التايبست لم تكن سهلة بالنسبة لي. وبعدها بدأت أبحث عن محلات متخصصة في بيع الملابس النسائية، وأخيراً وبعد مرور شهر، عثرت على هذا المحل".

وأضافت شاهيندوخت أنها تعمل بتلك الوظيفة الآن منذ ثمانية أشهر، لكنها لا تمتلك عقداَ مكتوباً ولا تتحصل على راتب ثابت ولا تحظي بأي نوع من أنواع التأمين في المحل.

حرمان

وواصلت بقولها: "نحصل على راتب شهري يقدر بحوالي 100 دولار مقابل تنظيف المكان، إعداد الشاي وتقديم بعض الخدمات. والباقي نتحصل عليه مقابل نسبة المبيعات التي نحققها. وسبق أن وصل راتبي إلى حوالي 500 دولار في ليلة رأس السنة، لكنه عاد لمعدلاته الطبيعية الآن، ونحن نتطلع لأواخر شهر أغسطس وبداية شهر سبتمبر، حيث بدء موسم العودة للمدارس والجامعات وانتعاش موسم بيع الملابس".

وأثناء حديثها، دخلت سيدتين أو ثلاثة سيدات إلى المحل، وحينها بادرت شاهيندوخت بالدخول هي الأخرى وذلك لكي تستقبل هؤلاء الزبائن وتستفيد من النسبة التي تتلقها من ورائهن بدلاً من أن يذهبن لواحدة من زميلاتها في المحل.

وختم الموقع تقريره المطول عن الشابات الإيرانيات اللاتي يعانين في حياتهن بتأكيده أن هناك حالات كثيرة مشابهة لحالة الشابة شاهيندوخت، حيث الحرمان من وظيفة كريمة والاضطرار للعمل في مثل هذه الظروف دون وجود أي ضمانات لمستقبلهن.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن موقع "بغداد بوست" عبر هذا الرابط:

http://www.thebaghdadpost.com/en/story/15549/Iran-s-women-and-their-lost-dreams