تشهد مصر اليوم انتشارًا أمنيًا مكثفًا في الشوارع والميادين الرئيسة في القاهرة وبعض المحافظات، ولا سيما ميادين التحرير وهشام بركات، تزامنًا مع الذكرى الرابعة لفض اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بينما اكتفى أنصار الإخوان بإحياء الذكرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون النزول إلى الشوارع والميادين للتظاهر.

إيلاف من القاهرة: أعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الاستنفار الأمني في صفوف قواتها، تزامنًا مع إحياء جماعة الإخوان المسلمين الذكرى الرابعة لفض اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، والذي راح ضحيته نحو 800 قتيل، وآلاف المصابين، حسب تقديرات المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وبينما تقدر جماعة الإخوان الضحايا بنحو ثلاثة آلاف قتيل.

في القاهرة، انتشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة في ميادين التحرير ونهضة مصر ورابعة العدوية، والأخير أطلق عليه اسم "الشهيد هشام بركات" حاليًا.

كما انتشرت القوات في محيط المنشآت الهامة والحيوية، ومنها البنوك والسفارات والمقرات الشرطية والكنائس والأماكن والفنادق والمتنزهات والشواطئ والمناطق الأثرية ومحطات مترو الأنفاق في القاهرة الكبرى ومحطات السكك الحديدية ومواقف النقل العام.

وتمركزت وحدات الانتشار السريع التابعة للجيش في مداخل الطرق والمحاور الرئيسة والميادين الهامة فضلا عن تشديد الإجراءات عبر المنافذ الحدودية وفي محيط المطارات.

كما شهدت الميادين والأماكن الحيوية انتشار فرق من مكافحة المفرقعات، ويتم إجراء عمليات "تعقيم" وفحص دورية لمحيط المنشآت المهمة، خشية زرع قنابل أو عبوات ناسفة.

ومنعت مصلحة السجون الزيارات العادية اليوم لجميع المساجين، ولاسيما أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمتهمين في قضايا تتعلق بالعنف والإرهاب.

استنفار عام

وفي مسقط رأس الرئيس السابق محمد مرسي في محافظة الشرقية، انتشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة في مختلف الميادين في مدينة الزقازيق، وفي محيط منزل مرسي، والمنشآت الحيوية والمهمة في المحافظة، تحسبًا لأية أفعال احتجاجية لجماعة الإخوان. كما انتشرت القوات في محافظة بني سويف محل إقامة المرشد العام للجماعة محمد بديع.

وفي محافظة سوهاج، أعلن اللواء عمر عبد العال مدير الأمن، حالة الاستنفار الأمني العام في جميع المراكز والأقسام والنقاط الشرطية على مستوى المديرية وذلك لتأمين المنشآت العامة والخاصة والحيوية، مشيرًا إلى أنه "عين 9 لواءات كوظائف إشرافية على عملية التأمين وتم تقسيم مراكز الإدارة على مستوى المحافظة إلى قطاعات أمنية لسهولة السيطرة عليها ومتابعتها على مدار الساعة".

وأضاف في تصريحات صحافية، أنه "تم الدفع بضابط نظام وبحث جنائي للمشاركة في عملية التأمين وكذلك أفراد نظام وبحث جنائي، بالإضافة إلى تشكيلات فض أمن مركزي ومجموعات قتالية و مجموعات خاصة وعدد من المدرعات المجهزة من إدارة قوات الأمن وعدد من وحدات تدخل سريع وتم عمل كمائن ونقاط تفتيش في مداخل ومخارج المدن والقرى والطرق الزراعية والسريعة كما تم تدعيم الشوارع الرئيسة والميادين وأماكن التجمعات بكاميرات مراقبة على مدار الساعة"، مشيرًا إلى أنه "تم تعيين ضباط من الحماية المدنية بكل قطاع مع مداومة المرور بصفة دورية لمفتشي المفرقعات بسيارات للكشف عن المفرقعات وسيارات إطفاء للتحرك السريع حال حدوث أي حوادث وأنه تم رفع أي سيارات بالشوارع خاصة الرئيسة".

وأطلقت الجماعة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد أعضائها وأنصارها للتظاهر في الذكرى الرابعة لفض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.

وموّلت الجماعة حملة إعلانية ضخمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما موقع فيسبوك، المملوك لرجل الأعمال الأميركي مارك زوكربيرغ تحت مسمى "رابعة لا تزال على النار"، "تذكر رابعة"، وجاءت الحملة بعدة لغات.

وأحيا أنصار الإخوان الذكرى الرابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولم تشهد الشوارع أو الميادين أي تظاهرات أو وقفات احتجاجية.

قتل جماعي 

وحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، حمل عنوان "حسب الخطة"، فإن فض اعتصام أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر يعتبر "أخطر وقائع القتل الجماعي للمتظاهرين يوم 14 أغسطس ، حين قامت قوات الأمن بسحق الاعتصام الكبير المؤيد لمرسي في منطقة رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرقي القاهرة. قام أفراد الشرطة والجيش، باستخدام ناقلات الأفراد المدرعة، والجرافات، وقوات برية وقناصة، بالاعتداء على مخيم الاعتصام المرتجل حيث كان متظاهرون، وبينهم سيدات وأطفال، قد خيموا لما يزيد على 45 يوماً، وفتحوا النيران على المتظاهرين فقتلوا ما لا يقل عن 817 شخصا، وأكثر من ألف على الأرجح".

وحسب تقرير المنظمة الصادر في العام 2014، "وثق باحثو هيومن رايتس ووتش فض اعتصام رابعة ووجدوا أن قوات الأمن فتحت النيران على المتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية، فقتل المئات بالرصاص الموجه إلى رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم. ووجدت هيومن رايتس ووتش أيضاً أن قوات الأمن استخدمت القوة المميتة دون تمييز، إذ كان القناصة المتمركزون داخل ناقلات الأفراد وبجوارها يطلقون أسلحتهم على حشود كبيرة من المتظاهرين. قال عشرات الشهود أيضاً إنهم شاهدوا قناصة يطلقون النيران من مروحيات فوق منطقة رابعة".