أثار تولي جون كيلي منصب رئيس أركان موظفي البيت الأبيض، مجموعة من التساؤلات المتعلقة بمستقبل ستيفن بانون، كبير مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الإستراتيجية.

إيلاف من نيويورك: تزامن وصول كيلي مع إندلاع الحرب العلنية بين بانون ومستشار الأمن القومي، الجنرال هيربرت ماكماستر، على خلفية قيام الأخير بطرد معظم المسؤولين المحسوبين على بانون ومسستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين.

معارك عنيفة منذ إبريل
بانون الذي إمتلك كلمة الفصل في البيت الأبيض لشهرين متتاليين، بعد تولي ترمب رسميًا مهامه كرئيس للبلاد، ينخرط منذ شهر إبريل الماضي في معارك عنيفة ضد مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية، يحظون بثقة الرئيس.

وإذا كانت موقعة بانون وصهر الرئيس جاريد كوشنر قد انتهت بلقاء جمع الرجلين في منتجع مار- آلوغو في فلوريدا، فإن المواجهة الحالية بين كبير المساعدين ومستشار الأمن القومي، لن تضع أوزارها بلقاء هنا أو هناك، لأن الصراع يدور على الأيديولوجيا والأجندة لا على النفوذ.

إنهاء الدراما
شكل تعيين جون كيلي في منصبه الجديد مناسبة لخصوم بانون للحديث علنًا عن أن أيام الأخير باتت معدودة في البيت الأبيض، فرئيس أركان الموظفين الحالي تعهد بوضع حدّ للدراما القائمة في الجناح الغربي، وللتسريبات التي أنهكت عهد ترمب في بدايته.

وبحسب المعلومات، فإن عددًا من المسؤولين الكبار في الإدارة اجتمعوا مع كيلي، وأبلغوه صراحة أن ستيف بانون يعد المشكلة الأكبر، وبناء على تعهد رئيس الأركان الجديد بالإصلاح، فإن هؤلاء يعتقدون أن أيام رئيس تحرير موقع بريتبارت السابق في منصبه اقتربت من النهاية، ويذهب بعضهم إلى القول إن طرد بانون سيمكن الرئيس من جذب المستقلين والليبراليين إلى جانب إدارته.

حليف لبانون
على المقلب الآخر، يعتبر بانون أن كيلي واحد من حلفائه، وذهب أبعد من ذلك حينما أشار إلى أنه ساعد الجنرال على تولي منصب وزارة الأمن الداخلي، كما إن الأخير أبدى إعجابه ببانون يوم عمل الأخير على إصدار فيلم وثائقي عن المارينز الذين قاتلوا في جبهات مهمة في العراق.

القرار الكبير
يبقى السؤال الكبير، هل يأخذ ترمب القرار الكبير، ويطرد بانون؟، من المؤكد أن الأخير ليس أنطوني سكاراموتشي مدير الإعلام السابق في البيت الأبيض، والذي خرج مطرودًا بعد عشرة أيام من توليه لمنصبه، فكبير المساعدين الاستراتيجيين يستند إلى قاعدة شعبية عريضة، كانت لها مساهمة بارزة في إنجاح ترمب، وقال أخيرًا أمام جمع من أصدقائه إن الرئيس شخص يميني وواحد منا، ويتمسك بأجندتنا.

تلويح بجهنم
سام نونبيرغ، المستشار السياسي السابق لدونالد ترمب، حذر من عواقب وخيمة في حال خروج ستيف بانون من الجناح الغربي في البيت الأبيض، ووصل الأمر به إلى حد التلويح بجهنم إذا ما أطبق الجنرالات على الإدارة، وقال صراحة: "لم ينتخب أحد دونالد ترمب ليكون ماكماستر في الجناح الغربي الحالي، لم ينتخب أحد دونالد ترمب لإرسال 50 ألف جندي إلى أفغانستان للبقاء هناك إلى الأبد". 

وأشار إلى خطة يقال إن ماكماستر يدعمها. أضاف "لم ينتخب أحد دونالد ترمب للبقاء في اتفاقيات باريس، التي يريدها ماكماستر"، وغمز من تولي الجنرالات السابقين مسؤوليات حساسة في الإدارة قائلًا: "هؤلاء الرجال لم يفوزوا بالحرب منذ الحرب العالمية الثانية، بينما فاز ستيف بانون مع دونالد ترمب بأكبر حرب في التاريخ الحديث في عام 2016".

وفي ظل عجز الإدارة الحالية عن تمرير المشاريع الكبرى التي وعدت بتنفيذها، (إلغاء النظام الصحي، والإصلاح الضريبي)، واقتراب موعد الانتخابات النصفية، فإنه من المستبعد أن يقوم ترمب بطرد بانون في الوقت الحالي، ولكن الجنرالات القابضين على زمام الأمور حاليًا سيدفعون باتجاه الحدّ من صلاحياته ونفوذه.