وعد العبادي العراقيين اليوم بنصر كبير في المعركة الوشيكة لتحرير قضاء تلعفر الاستراتيجي في غرب الموصل وتحرير كل شبر من أرض العراق، وحذر من مخاطر الاستفتاء على دولة الأكراد، وأشار إلى وجود تنسيق أمني وسياسي واقتصادي مع الأردن وتعاون لمواجهة داعش.

إيلاف: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي عقب الاجتماع الاعتيادي لحكومته في بغداد الثلاثاء، والذي تابعته "إيلاف"، إنه يعد العراقيين بنصر كبير في معركة تحرير قضاء تلعفر وكذلك الحويجة ومناطق جنوب كركوك وغرب الأنبار، وعدم ترك أي شبر من أرض العراق بيد تنظيم داعش.

معركة تلعفر
وأشار إلى أن معركة تلعفر ستنطلق بعد الانتهاء من بعض التحديات العسكرية التي أعقبت معركة تحرير الموصل، حيث يتطلب الأمر إعادة تنظيم المقاتلين وتدريبهم والتعويض عن المعدات التي تمت خسارتها في العمليات العسكرية التي استمرت تسعة أشهر هناك.

ولفت إلى إحباط عشرات العمليات الإرهابية لداعش في مناطق مختلفة من البلاد بعد تحرير الموصل. وقال إن التنظيم يحاول التعويض عن هزيمته في العراق من خلال تنفيذ عمليات إرهابية في مختلف دول العالم، موضحًا أن هذا التنظيم عقائدي، وسيستمر في نشاطه، والقضاء عليه سيأخذ وقتًا.&

وأضاف إن العراق أصبح محطة عربية وإقليمية، ويتوافد عليه في كل يوم مسؤولون مهمون، وهو يواصل دوره في تحقيق استقرار المنطقة.. وحذر من أي نزاع طائفي أو إقليمي يستغله داعش للقيام بعمليات إرهابية.. مشيرًا إلى أن العراق ساهم في القضاء على أهداف مهمة لداعش في سوريا.

مباحثات مع وفد الاستفتاء الكردي
وعن فحوى مباحثاته التي أجراها في بغداد اليوم مع وفد المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان أوضح العبادي أن الحوار خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين كان وديًا وصريحًا، وأكد الرغبة في حل كل الملفات العالقة بين بغداد وأربيل وتنفيذ البنود الدستورية المتعلقة بهذه الملفات، في إشارة إلى المادة 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وإجراء استفتاء فيها، ليقرر سكانها الانضمام إلى الإقليم أو البقاء مرتبطين بحكومة بغداد.&

وقال إن اتفاقًا قد تم على كل ما يحفظ وحدة العراق والتعاون بين الحكومتين لإكمال محاربة الإرهاب والقضاء عليه وتحرير جميع المناطق التي يسيطر عليها داعش. وشدد العبادي على أنه يحترم تطلع الأكراد إلى إنشاء دولتهم المستقلة، مستدركًا بالقول "لكن تجمعنا في العراق أرض وحدود مرسومة معترف بها دوليًا ومدن مختلطة القوميات والطوائف، ولذلك فإنه لا مصلحة لمواطنينا الأكراد في الاستفتاء والانفصال، لأنه سيفتح عليهم أبواب مخاطر كبيرة".

اتفاق على إبعاد سنجار عن الصراع
حول مدينة سنجار الشمالية موطن الأيزيديين كشف العبادي عن اتفاقه مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على إبعاد المدينة عن النزاعات والصراعات، مشيرًا إلى أن أهلها تعرّضوا إلى جرائم بشعة على يد تنظيم داعش، الذي قتل واختطف وهجّر الآلاف منهم ودمر منازلهم.

وأوضح أن الاتفاق ينص على تشكيل قوة أمنية خاصة في سنجار من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية لمنع حصول أي نزاع فيها وتأمين مواطنيها والعمل على عودتهم إليها.. موضحًا أنه يتم الآن بحث التفاصيل والتعاون لتنفيذ هذه التفاهمات وتحقيق الأمن للأيزيديين في موطنهم سنجار وإعادة إعمارها بجهود دولية قدمت تخصيصات مالية لتوفير الخدمات الأساسية إليهم.

تعاون سياسي وأمني واقتصادي مع الأردن
وتطرق العبادي إلى التعاون العراقي الأردني في مختلف المجالات، فقال إن علاقة بلاده مع الأردن استراتيجية مهمة، وهي تسعى إلى الاستفادة من هذه العلاقة مع بلد جار في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.. موضحًا أن البلدين يواجهان عدوًا مشتركًا هو داعش.

أضاف إن حكومتي البلدين تسعيان حاليًا إلى فتح الطريق الدولي بينهما من أجل تنشيط حركة التجارة والتنقل بين مواطنيهما موضحًا أن العمل جار أيضًا لإنجاز أنبوب النفط المشترك، الذي وصفه بالاستثماري الكبير. وأكد أن مواقف البلدين موحدة في العمل على القضاء على داعش، خاصة وأنهما جارتان لسوريا، ولديهما مصلحة مشتركة في استقرار الأوضاع فيها والقضاء على الإرهاب.

فساد مسؤولي البصرة&
وعن هروب محافظ البصرة إلى إيران وصدور مذكرة اعتقال بحق نجله ورئيس الحكومة المحلية للمحافظة بتهم فساد قبل أيام أشار العبادي إلى أن الفساد تسبب في هدر أموال ضخمة بالمليارات في المحافظة، مشددًا على ضرورة محاسبة كل المحافظين السابقين على مشاريع متوقفة الآن، بعدما أنفقت عليها المليارات من دون أن يستفيد منها مواطنو المحافظة الجنوبية.

أضاف إن حكومته عازمة على تجاوز أوضاع المحافظة هذه، وهي تستعين حاليًا بخبير اقتصادي دولي ألماني الجنسية، حيث يتم العمل معه على كيفية جعل البصرة مركزًا اقتصاديًا دوليًا مهمًا في المنطقة. وطمأن سكان المحافظة إلى أنه لا قلق على الأوضاع الأمنية فيها، واعدًا بتحسين الخدمات الأساسية فيها.

حاجة الموصل إلى الخدمات الأساسية
وحول احتياجات محافظة نينوى وعاصمتها الموصل بعد تحريرها، أشار العبادي إلى أن مدن المحافظة تعرّضت إلى دمار هائل نتيجة الحرب ضد داعش، الذي دمر كل آبار النفط فيها، والتي تم إطفاؤها في ما بعد، وألحق دمارًا كبيرًا في بناها التحتية.

وأشار إلى أنه لذلك فإنه يتم العمل حاليًا على إعادة النازحين إلى مدنهم في المحافظة ونقل الطاقة والمشتقات النفطية إلى مواطنيها وخاصة الكهرباء، منوهًا بأن الحكومة تتحمل مسؤولية توفير جميع هذه المتطلبات لتعويضهم عمّا لاقوه من ظروف قاسية تحت حكم داعش الذي استمر ثلاثة أعوام.

مواجهة الجرائم عبر شبكات التواصل الاجتماعي
وردًا على سؤال حول الانتقادات الموجّهة إلى بعض إجراءات الحكومة في مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي والحدّ من الحريات الخاصة في ارتياد الأندية الليلية والمناطق الترفيهية أشار العبادي إلى أن هذه الشبكات تستغل حاليًا من قبل جماعات إرهابية ومجموعات الجريمة المنظمة التي توقع بالأطفال والنساء واستغلالهم جنسيًا، إضافة إلى تجنيد الشباب للعمليات الإرهابية وتنفيذ عمليات قتل واختطاف.

وأضاف إنه لذلك فإن من واجب الدولة حماية مواطنيها من الجرائم التي ترتكب عبر شبكات التواصل هذه، ولكن من دون تجاوز على الحريات الأساسية العامة والخاصة. وأشار إلى أن الدولة تقوم أيضًا بمنع استخدام الأندية الليلية لغير أغراضها في الترفيه وذلك من أجل عدم التعدي على تقاليد وأعراف المجتمع ومواجهة استغلالها من جماعات الجريمة المنظمة. &

قرارات مجلس الحكومة
وخلال جلستها الأسبوعية الاعتيادية اليوم الثلاثاء برئاسة العبادي فقد صوّتت الحكومة على قرار لمعالجة الأوضاع الحالية في محافظة البصرة والمساهمة في تحسين الوضع الخدمي لتقليل معاناة أهل البصرة، حيث تم اتخاذ مجموعة إجراءات لمعالجة أوضاع الخدمات ومشاريع البنى التحتية المتلكئة في قطاعات البلديات والماء والمجاري والكهرباء، والصحة، وكذلك المشاريع الاستثمارية وإيجاد السبل لدعمها وتذليل المعوقات، إضافة إلى تشكيل لجنة لمتابعة ملفات النزاهة المتلكئة ولجان من ديوان الرقابة المالية لتدقيق جميع مراحل إحالة المشاريع.

واستعدادًا للبدء بإعادة الإعمار صوّت مجلس الوزراء على وثيقة الإطار العام للخطة الوطنية لإعادة الإعمار والتنمية للمحافظات المتضررة جراء العمليات الإرهابية وتنفيذ مسح الأضرار وتقييم الاحتياجات.

كما تم التصويت على إقرار توصية لجنة الشؤون الاقتصادية بإجراء المراجعة الدورية لجميع القوائم والمعلومات المتعلقة بالبضائع والمواد المنتجة في العراق والأردن بما يخدم القطاعين الصناعي والزراعي في العراق. كما تم التصويت على مشروع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرّب من دفع الضرائب المفروضة على الدخل ورأس المال بين حكومتي العراق وكوريا الجنوبية.

في موضوع استهداف أبراج الكهرباء وجّه مجلس الوزراء بزيادة الحماية لخطوط النقل إضافة إلى تخصيص 1.3 مليار دينار عراقي من تخصيصات الطوارئ إلى وزارة الكهرباء لإعادة إصلاح الخطوط التي يستهدفها الإرهاب.

كما تمت مناقشة موضوع الكهرباء والمشتقات النفطية في محافظة نينوى وسبل إيجاد الحلول المناسبة لتوفير المشتقات النفطية لغرض الكهرباء. كما أصدر مجلس الحكومة توجيهًا بتفعيل إجراءات إدارة النفايات بما في ذلك فتح مجالات الاستثمار في هذا المجال.&