تدرس سفينة إنقاذ إسبانية إذا ما كانت سوف تستمر في مهمتها في البحر المتوسط أم ستعود أدراجها، بعد أن قالت إن قوات خفر السواحل الليبية اعترضت طريقها وهددت طاقمها.

وقالت منظمة "بروأكتفيا أوبن أرمز" الإنسانية، وهي واحدة من ثلاث منظمات فقط ما زالوا يعملون قبالة السواحل الليبية، إن سفينتها كانت في المياه الدولية عندما طلب من طاقمها التوجه إلى أحد الموانئ الليبية أو التعرض لاطلاق النيران.

وأشارت لورا لانوزا، المتحدثة باسم بروأكتفيا، إلى أن سفينة المنظمة كانت في المياه الدولية على بعد 43 كيلومترا قبالة الساحل الليبي تقوم بعمليات بحث وإنقاذ.

ولم تعلق السلطات الليبية في طرابلس على ما حدث.

واتصلت سفينة تابعة لقوات خفر السواحل الليبية مرارا بالسفينة "جولفو أزورو "التي تديرها المنظمة الإسبانية، وقال أحد أفراد خفر السواحل بليبيا باللغة الإنجليزية «إنكم تبحرون في مياهنا منذ أشهر الآن وتقومون بأنشطة تسبب مشاكل لسيادة الدولة الليبية»، «ولذلك فإنني أطلب منكم تغيير مساركم صوب ميناء طرابلس. إذا لم تنفذوا هذه الأوامر الآن. سيتم استهدافكم».

وقالت وكالة رويترز للأنباء إن تصرفات قوات خفر السواحل الليبية دفعت ثلاث جماعات إنسانية لتعليق عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير بسبب شعورها بالتهديد.

سفينة منظمة
Reuters
وسعت ليبيا عملية البحث والانقاذ خارج نطاق المياه الإقليمية الأسبوع الماضي لتشمل أجزاء من المياه الدولية

ومنذ إبرام الاتحاد الاوروبي العام الماضي لاتفاق مع تركيا بشأن الهجرة غير الشرعية، انخفضت أعداد المهاجرين إلى أوروبا، وكذلك أعداد الوفيات بين المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر من تركيا إلى اليونان.

وبلغ عدد المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى إيطاليا عبر البحر قرابة97 ألف شخص هذا العام فقط.

ووسعت ليبيا عملية البحث والانقاذ خارج نطاق المياه الإقليمية الأسبوع الماضي لتشمل أجزاء من المياه الدولية، واتهم مسؤول بارز في البحرية الليبية المنظمات الانسانية بالتظاهر بالقيام بأعمال انقاذ لمساعدة اللاجئين في التسلل إلى أوروبا.

وكان تقرير صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بشأن أنماط الهجرة في ليبيا خلص إلى أن البلد أضحى وجهة مفضلة للاجئين والمهاجرين القادمين من أفريقيا على أمل الوصول إلى أوروبا.

وأضافت مفوضية اللاجئين أن هذه الرحلة تظل على نحو خاص محفوفة بالمخاطر وغير آمنة.

يذكر أن إيطاليا تضغط على المنظمات غير الحكومية التي تلعب دورا يزداد أهمية في انتشال المهاجرين قبالة الساحل الليبي ونقلهم إلى إيطاليا.

ووضعت الحكومة الإيطالية قواعد سلوك للمنظمات غير الحكومية وطالبت بأن يكون أفراد شرطة مسلحون على متن سفنها للمساعدة في الإمساك بمن يحتمل أن يكونوا مهربي بشر. ووافقت خمس من ثماني منظمات إنسانية تعمل في جنوب البحر المتوسط على الشروط الإيطالية.

وتعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية منذ الإطاحة بنظام الزعيم معمر القذافي في عام 2011.