اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بتعيين مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى رئيسا للوزراء في الجزائر.

وأشارت الصحف، الجزائرية منها على وجه الخصوص، إلى العديد من التحديات التي تواجه أويحيى، الذي تم تعيينه خلفا لعبد المجيد تبون، حسب بيان لرئاسة الجمهورية، بينما وصفت إحدى الصحف الإقالة بـ"المهينة".

وجاءت إقالة تبون من منصبه بعد أقل من ثلاثة أشهر على تعيينه رئيساً للوزراء. وليست هذه المرة الأولى التي يتقلد فيها أويحيى رئاسة الوزراء، كما أنه يعد من سياسيي الجزائر البارزين، إذ يتزعم التجمع الوطني الديموقراطي، ثاني أكبر حزب في الجزائر وحليف جبهة التحرير الوطني.

"الرجل المناسب"

وتصف صحيفة النهار الجديد الجزائرية أويحيى بأنه "رجل الثقة".

وتحت عنوان: "رجل دولة في مواجهة تحديات الساعة"، كتبت صحيفة الشعب تقول إن تعيين أويحيى يأتي "في وقت حساس تواجه فيه الجزائر تحديات داخلية وخارجية".

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها: "كلها تحديات يبدو أنها تحتاج إلى رجل من طراز أحمد أويحيى المعروف عنه الحزم والصرامة في تسيير وإدارة الشأن العام وكذا إطلاعه وتحكمه في الكثير من الملفات بالإضافة إلى اجتماع المهارة السياسية والحنكة الدبلوماسية".

وتخلص الصحيفة إلى أن "المهمة التي تنتظر الوزير الأول الجديد ليست سهلة حيث سيجتاز وطاقمه الحكومي أول امتحان بعد أيام قليلة وهو الدخول الاجتماعي الذي يعتبر باروميتر مدى قدرة الحكومة ونجاعتها في رفع التحديات سابقة الذكر".

في السياق ذاته، تقول صحيفة الشروق الجزائرية: "رحّبت أحزاب الموالاة بتعيين أحمد أويحيى، على رأس الجهاز التنفيذي، خلفا لسابقه عبد المجيد تبون، ووصفته بـالرجل المناسب في المكان المناسب، وصاحب الكفاءات لتسيير المرحلة المقبلة"، في حين استغربت المعارضة من تنحية تبون في هذا الظرف الحساس".

ويقول الكاتب فنديس بن بلة في صحيفة الشعب إن أويحيى هو "الرجل المناسب لمرحلة حساسة وصعبة تفرض كفاءة وطنية متبصرة لها رؤية رزينة في عرض الحلول لتعقيدات ظروف قررت الجزائر التخلص من تداعياتها وتبعاتها بحلول جذرية تؤمن نفسها من الطارئ بصفة نهائية ولا تبقى أسيرة الانتقالية الدائمة. جزائر تتخذ من الأزمة قوة انطلاق ولا تخشى تداعياتها تحت أي مبرر".

يشير الكاتب إلى أن أهم التحديات التي تواجه أويحيى تتمثل في "المسائل الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية التي تأتي لإضفاء على المهمة متانة في مواصلة مسعى المساهمة في تسوية تعقيدات دول الجوار وفق المقاربة الجزائرية التي ترى في الحلول السياسية أقوى الخيارات دون تدخل خارجي".

"إقالة مهينة"

وتحت عنوان "لماذا طار رئيس وزراء الجزائر؟"، تقول صحيفة القدس العربي اللندنية إن "الإقالة المهينة كانت قد سبقتها حملة إعلامية شديدة قادتها مجموعة نافذة من أصحاب النفوذ الماليّ والإعلامي " قادها رجل أعمال معروف.

وترى الصحيفة أن "عودة أحد تقليديي السياسة الجزائرية، أحمد أويحيى، رئيساً للوزراء من جديد، ليست إهانة لتبّون وحده، بل إهانة لمعنى السياسة المفترض، باعتبارها محاولة لتجريب الحوكمة العاقلة، وليس لإعادة تكرير الفشل".

وتستغرب الصحيفة لإقدام تبون على خوض ما تصفه "بالمعركة الخاسرة" مشيرة إلى أن"عدم إدراكه للعلاقة الوطيدة بين المال والسياسية في الجزائر كان كفيلاً بتعليمه الدرس الكبير المهم بـ«أسرع» الطرق وأكثرها إهانة".

الرئيس الجزائري بوتفليقة
Getty Images
أقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تبون بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط على تعيينه