توصلت دراسة جديدة الى أن الأشخاص الذين يلاقون صعوبة في التمييز بين رائحة العلكة ورائحة البنزين يكونون مهددين بخطر الاصابة بالخرف.

لندن: يقول بعض العلماء إن التغيّرات التي تحدث في حاسة الشم قد تكون من اول العلائم التي تشير الى ان الشخص مصاب بمرحلة مبكرة من الخرف.

وبحسب العلماء، فإن أول تلف بالدماغ نتيجة الخرف يحدث قبل 20 سنة على ظهور الأعراض، وليست هناك في الوقت الحاضر طريقة لمعرفة بداية حدوث المرض.

ولكن علماء في جامعة ماكجيل الكندية يقولون إن اول التغيّرات التي تحدث نتيجة الخرف قد يكون تلف الخلايا العصبية لحاسة الشم التي تميز بين الروائح المختلفة. 

واختبر العلماء نظريتهم على 300 شخص معرضين لمرض الزهايمر بسبب اصابة احد الوالدين بالمرض. وطُلب من افراد العينة الخضوع لاختبار يتضمن خيارات متعددة لتحديد روائح قوية مثل العلكة والبنزين والليمون.

استفحال المرض 

كما تطوع 100 منهم لأخذ سائل النخاع الشوكي من الظهر بطريقة الثقب القطني لحساب كميات البروتينات التي لها علاقة بمرض الزهايمر.

واكتشف العلماء ان الذين لاقوا أكبر صعوبة في التمييز بين الروائح هم الذين كانت لديهم أوضح المؤشرات البيولوجية الى الاصابة بمرض الزهايمر.

وقالت الباحثة ماري اليس لافايل ماغنين رئيسة فريق العلماء "إن هذه المرة الاولى التي يتمكن فيها أحد من أن يبين بوضوح ان فقدان القدرة على معرفة الروائح يرتبط بمؤشرات بيولوجية الى استفحال المرض".

ولاحظت لافايل ماغنين أن العلماء يبحثون منذ 30 عاماً في العلاقة بين فقدان الذاكرة والصعوبة التي قد يجدها مرضى في تمييز روائح مختلفة. 

واوضحت ان هذا امر منطقي، لأن البصلة الشمية التي ترتبط بحاسة الشم والقشرة الداخلية الشمية للدماغ التي لها دور في الذاكرة وتسمية الروائح، هي من بين أول مكونات الدماغ التي تتأثر بمرض الزهايمر.

ورغم عدم وجود علاجات حالياً لمرض الزهايمر، فإن غالبية العلماء يقولون إن العقاقير الطبية فشلت حتى الآن لأن اعطاء الدواء يبدأ متأخراً ، بعد ظهور الأعراض وليس هناك ما يمكن عمله لاصلاح التلف. 

الأسرع والأرخص

وقال الدكتور جون برايتنر مدير مركز دراسات الوقاية من مرض الزهايمر في جامعة ماكجيل انه "إذا أمكننا تأخير ظهور الأعراض خمس سنوات فقط ينبغي ان نكون قادرين على الحد من انتشار هذه الأعراض وشدتها بنسبة تزيد على 50 في المئة".

وقال الباحثون إن اختبار حاسة الشم طريقة اسرع وأرخص لاكتشاف المرض. 

واكدت الدكتورة كارول روتليج مديرة الأبحاث في مؤسسة ابحاث الزهايمر البريطانية أن تطوير مثل هذه الطريقة السريعة، غير الغازية لاكتشاف المرض "سيكون خطوة مهمة في مساعدة الأشخاص على تلقي تشخيص مبكر".

ودعت روتليج الى مزيد من الدراسات لكي يحدد الباحثون كيف يتأثر تمييز الروائح بالتغيّرات الدماغية في حالة الخرف وتقييم القدرة التي يمكن ان يمتلكها مثل هذا الاختبار لحاسة الشم في تحديد الأشخاص المهددين بالمرض. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/08/16/struggling-distinguish-smell-bubblegum-petrol-could-early-sign/