الرباط: سحب ثلاث قياديين في حزب الإستقلال المغربي ، معروفين بموالاتهم لحميد شباط، الأمين العام للحزب، دعمهم لترشيح نفسه لولاية ثانية على رأس الأمانة العامة للحزب، ليكتمل بذلك طوق العزلة حول شباط بعد أن فقد آخر الموالين له في قيادة الحزب.

وأوضح عبد القادر الكيحل (الأمين العام للتنظيم الشبابي للحزب) وعبد الله البقالي (رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر ورئيس تحرير صحيفة الحزب) وعادل بنحمزة (الناطق الرسمي باسم الحزب)، في بيان مشترك أصدروه اليومالخميس ، أنهم "غير معنيين بترشيح شباط لولاية ثانية"، معتبرين أن هذا الترشيح "من دون قيمة مضافة" ، و"لا يجيب على الاشكاليات الجدية و الجوهرية و العميقة المطروحة على الحزب في هذه المرحلة"، حسب ما جاء في البيان.

وأوضح القياديون الثلاثة أنهم قادوا على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة مبادرة لإقناع شباط بالتخلي عن الترشيح لولاية ثانية، غير أن هذا الأخير بعد أن وافق على ذلك تراجع عن موقفه وتمسك بحقه في الترشح.

وأضاف البيان الصادر عن القياديين الثلاثة "لقد استمر النقاش مع شباط بكل الصدق و الصراحة اللازمتين، وعبر عن إستعداده للتضحية بما يمنحه له القانون من حق خالص في الترشح لولاية ثانية، لكنه في النهاية تراجع عن ذلك الإستعداد، و فق قراءة شخصية لما يعرفه الحزب من تدافع.”. وخلصوا إلى أنه "بإصرار شباط على ترشحه لولاية ثانية على رأس الأمانة العامة… أعتبرنا اننا نملك أخلاقيا، الحق في وضع الامين العام في صورة ما يجري ورؤيتنا لإخراج الحزب من عنق الزجاجة و تفويت الفرصة على كل المتربصين ممن يرغبون العبث بحزب وطني كبير".

شباط مع عبد الله البقالي 

وباشتداد الطوق حول شباط، الذي أثار الكثير من الجدل منذ توليه الأمانة العامة للحزب، والتخلي عنه من أقرب الموالين له، أصبحت حظوظه للفوز بولاية ثانية جد ضئيلة، خصوصا بعد نتائج المؤتمرات الجهوية للحزب الآي انعقدت في الأسابيع الماضية، والتي فقد فيها العديد من المواقع لصالح التيار الذي يقوده منافسه القوي حمدي ولد الرشيد. وبذلك أصبح الطريق معبدا أمام الوزير السابق نزار بركة، للوصول إلى الأمانة العامة. ويمكن اعتبار بيان القياديين الثلاثة بمثابة نجاح مساعي بركة من أجل تحقيق توافق حول شخصه داخل الحزب في أفق مؤتمره المقبل، المقرر تنظيمه في سبتمبر.

تجدر الاشارة الى ان موضوع اختيار الأمين العام لحزب الإستقلال كان يحسم تاريخيا بالتوافق بين القيادات، باستثناء المؤتمر السادس الذي حسم فيه الأمر عن طريق الانتخاب وفاز فيه شباط أمام عبد الواحد الفاسي، نجل الزعيم الروحي ومؤسس الحزب علال الفاسي.

وأشار بيان القياديين الثلاثة إلى أن "موضوع الأمانة العامة كان دائما آخر موضوع يتم بحثه في مؤتمرات الحزب السابقة، سواء عندما كان يتم تأطيره عبر التوافق أو عبر المنافسة الانتخابية الحرة كما شهده المؤتمر الوطني السادس عشر، و أن النفخ المبالغ فيه بخصوص الأمانة العامة، لا يجب أن يغطي على مهام المؤتمر الوطني للحزب و الذي لا يمكن قبول تحويله إلى مجرد محطة إنتخابية للحسم في طموحات الافراد، بل محطة للحوار و النقاش و التحليل، ولبلورة المشاريع و الرؤى التي ستؤطر عمل الحزب في المرحلة المقبلة، في زحمة التحولات العميقة التي تعرفها بلادنا ومدى إنعكاس هذه التحولات على دور الفاعل الحزبي مستقبلا ومن خلاله مستقبل الديمقراطية ببلادنا".