نصر المجالي: ردت وزارة الخارجية الروسية على اتهامات واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية بتذكيرها بتدخلها في الانتخابات الروسية وبأكياس الدولارات التي بعثت بها إلى سفارتها في روسيا إبان الانتخابات الرئاسية الروسية سنة 1996.

وذكّرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية في تصريح، يوم السبت، الولايات المتحدة بـ500 مليون دولار أرسلتها إلى سفارتها في روسيا خلال انتخابات الرئاسة لعام 1996 بذريعة استبدال أوراق الـ100 دولار قديمة بجديدة".

وأضافت: "ربما أن ذاكرة واشنطن قد أصيبت بالعلل، ونسيت الولايات المتحدة كيف أرسلت 500 مليون دولار إلى سفارتها في موسكو عشية الانتخابات الرئاسية الروسية سنة 1996".

نوم العملاء

وتابعت المتحدثة في تصريحها الذي نقلته وسائل إعلام روسية: "على رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي الذي يتهم روسيا بالتدخل في انتخابات بلاده طيلة عقود من الزمن، أن يستذكر كيف نام عملاء مكتبه برئاسة مايكل سوليك على أكياس من الدولارات في السفارة الأميركية لدى موسكو".

وختمت زاخاروفا قائلة: "عملوا لأسابيع بلا كلل، وناموا على أكياس من الدولارات التي نقلوها من سفارتهم على دفعات وسلّموها لبعض الشخصيات في موسكو لتمويل حملة المرشح الرئاسي الروسي الملائم لواشنطن".

تكليف مولر

يذكر أن وزارة العدل الأميركية، كانت قد كلفت روبرت مولر رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي السابق في مايو الماضي بإدارة ملف "التدخل الروسي" المزعوم في سير الانتخابات الأمريكية.

ومن جهتها، قالت دائرة الأمن الداخلي، وإدارة الاستخبارات المشرفة على أجهزة الاستخبارات الأميركية الـ17 في تقرير خاص أعدته حول "التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية" أن موسكو قرصنت حسابات شخصيات ومنظمات سياسية بهدف "التدخل في العملية الانتخابية الأمريكية"، دون أن توضح طبيعة هذا التدخل.

انتخابات 1996

يشار إلى أن يوم 16 يونيو 1996 كان شهد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي كان المرشحان الأوفر حظاً فيها هما أول رئيس روسي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، بوريس يلتسين، ومرشح الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، وذلك بعد سنوات معدودة على تفكك الاتحاد السوفياتي في العام 1991، 

وأسفرت الجولة الأولى من الانتخابات عن تقدّم يلتسين بحصوله على 35 في المائة من أصوات الناخبين، وزيوغانوف على 32 في المائة، وتلاهما بفارق كبير الجنرال ألكسندر ليبيد، ومرشح حزب "يابلوكو" غريغوري يافلينسكي، ومرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي. 

وفي الجولة الثانية التي أجريت في 3 يولي 1996، تقدّم يلتسين كثيراً بحصوله على 54 في المائة من الأصوات، مقابل 40 في المائة فقط حصل عليها زيوغانوف، وبذلك طوت روسيا صفحة الشيوعية بلا رجعة.