يفكر كبير مستشاري البيت الأبيض المُقال ستيفن بانون بإطلاق شبكة تلفزيونية تتيح له تسوية حسابات ثأرية مع مستشارين معتدلين لترمب ومواصلة الضغط على الرئيس الأميركي لانتهاج سياسة اقتصادية "قومية شعبوية"، كما أفادت تقارير.

إيلاف: قالت مصادر إن حلفاء بانون يصفونه بأنه "نمر تحرر من قفصه"، مشيرين إلى أن صراعات "بشعة" ستندلع حين يستهدف بانون القيادة التقليدية للحزب الجمهوري، ومن يسمّيهم "ديمقراطيي الجناح الغربي" في البيت الأبيض.

يريد بانون أن تكون شبكته التلفزيونية الجديدة منافسة لقناة "فوكس نيوز" التي يملكها قطب الإعلام روبرت مردوخ، والمعروفة بوقوفها إلى جانب ترمب خلال حملته الانتخابية، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض. لكن بانون يرى أن "فوكس نيوز" قناة "معتدلة للغاية"، بحسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي. 

هذا هو المموّل
استعاد بانون فور إقالته السيطرة على موقع "برايترايت" اليميني واسع النفوذ، الذي كان يديره، قبل أن ينضم إلى طاقم ترمب. وقال إنه سيخوض حربًا "من أجل ترمب" في تصريح أراد به الدفاع عن سياسات ترمب الأصلية خلال حملته الانتخابية.

سيموّل مشروع بانون الجديد على الأرجح الملياردير بوب ميرسر، الذي دعم ماليًا في السابق قناة برايترايت وترمب. واجتمع ميرسر وبانون قبل أيام لبحث خطط ما بعد رحيل بانون عن البيت الأبيض. وفي مساء اليوم الذي أعقب لقاءهما تناول ميرسر العشاء مع الرئيس ترمب.

إيفانكا في المرصاد
وتوقع مراقبون أن يستهدف بانون مستشارين رئاسيين يُعرفون أحيانًا باسم "العولميين"، بينهم جاريد كوشنر وزوجته إيفانكا ترمب وكبير المستشارين الاقتصاديين غاري كون ووزير الخزانة ستيف مينوتشين ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، الذي يبدو أن بانون خسر المعركة معه بشأن إرسال قوات إلى أفغانستان. 

كما يضع بانون في مرمى سهامه زعماء جمهوريين في الكونغرس، مثل رئيس مجلس النواب بول راين، وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتشل ماكونيل، اللذين يتهمهما بعرقلة أجندة ترمب، بما في ذلك تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، والفشل في إلغاء قانون الضمان الصحي الذي مرره أوباما.

ما زال لدى بانون حلفاء في البيت الأبيض يسوُّقون أجندته في انتهاج سياسة اقتصادية قومية. وراجت تكهنات بأن حلفاء بانون المتبقين في البيت الأبيض، مثل المستشار لشؤون السياسة ستيفن ميلر ونائب مساعد الرئيس سبستيان غوركا، يمكن أن تشملهم تطهيرات جون كيلي، الرئيس الجديد لموظفي البيت الأبيض، في سعيه إلى إنهاء الفوضى في أوضاع الإدارة.

ثالوث البطش
تعززت سلطة كيلي على البيت الأبيض بإقالة بانون. ويمارس ثالوث عسكري ـ كيلي وماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس ـ سطوة استثنائية الآن في إدارة ترمب. 

ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" عن سام نانبيرغ، مستشار حملة ترمب السابق وصديق بانون، قوله "إنها حبة من الصعب ابتلاعها لأن هناك جناحًا غربيًا جمهوريًا في البيت الأبيض مليئًا بالجنرالات والديمقراطيين".

وفي مقابلة صريحة مع مجلة ويكلي ستاندارد، قال بانون "إن رئاسة ترمب التي كافحنا من أجلها وفزنا بها انتهت، وإن القيادة التقليدية للحزب الجمهوري ليست لديها مصلحة في نجاح ترمب. فهم ليسوا شعبويين، وليسوا قوميين، وليست لديهم مصلحة في برنامجه. صفر. وسيحاولون دفعه نحو الاعتدال".

صعود أسهمه أطاحه

تصدر بانون غلاف تايم أمر لم يرق ترمب

ما عجَّل في إقالة بانون صعوده كزعيم لليمين الشعبوي، الأمر الذي بدأ يغيظ ترمب، بما في ذلك ظهور بانون على غلاف مجلة تايم. كما ذكرت تقارير أن ترمب أغضبه صدور كتاب بعنوان "صفقة الشيطان" يصوُّر بانون على أنه مهندس فوز ترمب في الانتخابات.

تحدث مؤلف الكتاب جوش غرين مع بانون بعد إقالته مباشرة، وقال إنه يتفجر طاقة. أضاف غرين إن أُذن ترمب ما زالت مفتوحة لما يقوله بانون، وإن خيبة أمل بانون الكبيرة هي أن البيت الأبيض لم يكن قادرًا على تنفيذ العديد من الأشياء التي وعد بها. ويرى بانون أن السبب هو وجود عناصر في البيت الأبيض يمنعون ترمب، وهو يريد أن يمارس الضغط من الخارج، وإعادة ترمب إلى سكة السياسات التي رشح على أساسها. 

انتظر ترمب يومًا قبل أن يشكر بانون في تغريدة على تويتر، منوهًا بدور بانون في نجاح حملته الانتخابية ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ويرى مراقبون أن الخطر الذي يواجه ترمب الآن هو أن ينقلب بانون ضده في نهاية المطاف. 


أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:
http://www.telegraph.co.uk/news/2017/08/19/steve-bannon-go-nuclear-west-wing-democrats-may-start-tv-network/