قُتل عشرات المدنيين في غارات جوية شنتها طائرات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، على مدينة الرقة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، حسب ناشطين ووسائل إعلام سورية رسمية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 42 شخصا قتلوا في هجمات على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت مجموعة "الرقة تذبح في صمت"، المعارضة لتنظيم الدولة الإسلامية، إن 32 شخصا قتلوا في حي واحد فقط.

ويقول التحالف إنه يلتزم في غاراته بقواعد دقيقة في تحديد الأهداف وأجراءات قصفها لتقليل مخاطر سقوط مدنيين فيها.

وتدعم طائرت التحالف الهجوم البري على الرقة الذي يشنه تحالف قوات سوريا الديمقراطية منذ مطلع يونيو/ حزيران، ويعتقد أنه يسيطر اليوم على أكثر من نصف المدينة، التي اتخذها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمة "لخلافته" في 2014.

وقال المرصد السوري، الذي يراقب النزاع السوري المسلح من بريطانيا عبر شبكة مراسلين، إن 19 طفلا و 12 امرأة كانوا من بين قتلى الغارات الجوية على حارتي السخاني والبدو ومنطقة الحديقة البيضا.

وأضاف أن عدد ضحايا غارات التحالف، منذ 14 أغسطس/ آب بلغ 167 شخصا.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله: "إن عدد الضحايا مرتفع لأن الغارات تستهدف أحياء سكنية فيها كثافة عالية من المدنيين".

وقال التحالف إنه ينظر بجدية الى هذه المزاعم ويحقق في مصداقيتها، لكن ما أشار اليه المرصد السوري في الأيام الأخيرة يفتقد " للتخصيص وللتفاصيل ما يجعل من تقييمه والتأكد من مصداقيته أمرا بالغ الصعوبة.

محافظة الرقة
BBC
محافظة الرقة هي ثالث اكبر محافظة سورية من حيث المساحة

واضاف التحالف في بيان إننا نحترم حياة الإنسان وهدفنا دائما أن لا يسقط اي ضحايا من المدنيين".

وشدد على أن "قوات التحالف تتخذ كافة الاحتياطات المطلوبة خلال تخطيط وتنفيذ الضربات الجوية لتقلل خطر إيذاء المدنيين".

وكان التحالف قال في وقت سابق إنه شن الاثنين 20 غارة جوية على الرقة استهدفت ودمرت 13 وحدة تكتيكية لتنظيم الدولة الإسلامية و24 موقعا قتاليا ومنشآت للاتصالات والعتاد.

وقد أوضح التحالف في مطلع يونيو/ حزيران، إن غاراته الجوية في سوريا والعراق، وعددها 22983 غارة منذ 2014 قتلت بشكل غير مقصود 642 شخصا على الأقل، ولكن منظمات حقوق الإنسان تقول إن العدد الحقيقي أكبر بكثير.

وذكرت منظمة "الحروب الجوية"، التي ترصد عدد القتلى المدنيين، أن غارات التحالف قتلت حى 8 أغسطس/ آب، 4487 مدنيا في ثلاثة أعوام.

وعبر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلقه بشأن سلامة 25 ألف مدني لا يزالون عالقين في الرقة بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وقال إن عشرات الآلاف هربوا من المدينة ولكن الباقين فرضت عليهم قيود في التحرك، ويعانون من نقص الماء والغذاء.