إطلاق جماعة "الكركرية" الدينية نشاطاتها في الجزائر أثار جدلاً كبيراً بين معارضين وبعض المؤيدين.

عبد الحفيظ العيد من الجزائر: أشعل فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لجماعة تنتمي إلى الفرقة الدينية " الكركرية" النقاش من جديد، بعد اطلاق نشاطها في الجزائر، حول الحصانة ضد المجموعات التي تتعارض مع المرجعية الدينية للبلاد.

وأعلنت هذه الجماعة ولاءها لشيخ الطريقة الكركرية في المغرب فوزي الكركري في فيديو حظي بتداول واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مهون منه ومحذر من عمليات استهداف متتالية للمرجعية الدينية الجزائرية.

وتذكر التقارير الدولية المتخصصة أن 99 بالمائة من الجزائريين سنيون، والبقية ينقسمون بين إباضيين ومتصوفين ومسيحيين وقلة من اليهود وبعض النحل الأخرى.

تحقيق

وأعلن جلول حجار مدير مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية مستغانم التي أنجز بها الفيديو المنشور، أن إدارته فتحت تحقيقاً في الموضوع بعد مشاهدتها للفيديو الذي نشر في الانترنت.

وقال حجار في تصريح لقناة الشروق نيوز الخاصة إن "هذه الطائفة غريبة عن الجزائر وشرعنا التحقيق في ذلك ويترأس الفرقة شخص يعمل في إطار ما قبل التشغيل (صيغة عمل موجهة للشباب لاكتساب الخبرة)، وهو مؤذن بمسجد بمستغانم غرب البلاد وأرسلنا المفتشين واستدعينا المعنيين، واستمعنا لهم، وسنراسل المجلس العلمي ثم وزارة الشؤون الدينية حول الموضوع قبل الإعلان عن الإجراءات اللازمة".

وأكد موسى بلغيث أحد مريدي الطريقة الكركرية أن السلطات فتحت بالفعل تحقيقًا معهم، لكن أكد أن العملية تمت في إطار الاحترام والتقدير.

وأوضح بلغيث أن الجماعة التي يعمل معها نشطت سابقًا في الطريقة العلوية والبوزيدية، لكن أكد أن الطائفة التي يمثلها لا تحوز على اعتماد إلا أن نشاطاتها بترخيص من السلطات. ويمنع القانون الجزائري إقامة أي نشاط ديني جماعي دون ترخيص مثل ما حصل مع الطائفة الاحمدية التي أوقف مريدوها في أكثر من مرة من طرف الشرطة.

وقال المستشار الإعلامي السابق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي لـ"إيلاف"، إن نشاط هذه الطائفة ليس بجديد، حيث يعود إلى عام 2007.

وأضاف أن خروج هذه الطائفة إلى العلن في هذا الوقت يطرح عدة تساؤلات، وأوضح أن حديثه مع عضو منها ارجع ذلك إلى حكمة ربانية والى وسائل التواصل الاجتماعي.

 لكن فلاحي لا يستبعد ربط هذا الظهور البارز للكركرية بالتقرير الأخير للخارجية الأميركية حول حرية المعتقد في الجزائر، وبالانتخابات الرئاسية في الجزائر عام 2019، كون أن هذه الطرق تريد أن تستغل أحداثاً معينة للظهور الإعلامي.

ولا يبدي عدة فلاحي تخوفًا كبيرًا من أن تستطيع هذه الظاهرة تبديل النهج العقائدي للجزائريين، بالنظر إلى أن الوعي الإعلامي مكن الناس من معرفة الأشياء على حقيقتها.

ويعيب فلاحي على وزارة الشؤون الدينية التأخر في التعاطي مع هذه الظواهر التي تشوش على عقيدة الجزائريين، وتساءل في حديثه مع "إيلاف" حول عدم التفطن لذلك وانتهاج العمل الاستباقي في مثل هذه الملفات.

توقيف

في ولاية تلمسان الحدودية مع المغرب، أعلنت الشرطة المحلية أن أمن دائرة ندرومة اوقف 5 أشخاص من عائلة واحدة من أتباع الطائفة الأحمدية. 

وبحسب مصالح الشرطة، فقد جاء التوقيف بعد تلقي معلومات مفادها أن عائلة بقرية العسة ببلدية ندرومة تتبع الطائفة الاحمدية، وبعد عملية التفتيش للمنزل العائلي تم توقيف 5 أشخاص، من بينهم رب العائلة البالغ من العمر 75 سنة وأبناؤه المقيمون بفرنسا وهم رجلان (39 و 41 سنة) وامرأتان (41 و 44 سنة). 

وأسفرت عملية التحقيق معهم عن اعترافهم بالانتماء إلى الطائفة الأحمدية بفرنسا داخل جمعية خيرية، وصرح الأبناء أمام الضبطية القضائية أنهم دخلوا إلى التراب الجزائري من اجل السياحة وزيارة الوالد، وأنهم لم يقوموا بأي نشاط دعوي بالجزائر لفائدة الطائفة الأحمدية.

وتتهم الجزائر في كثير من المرات أطرافًا خارجية بالوقوف وراء حملات التدين في إطار يخرج عن مرجعيتها الوطنية، والتي تصنفها في خانة استهداف استقرارها الداخلي. 

عودة

إلى ذلك، أعلنت ادارة "قافلة الجزائر – غزة" العودة إلى الجزائر بعد أن رفضت السلطات المصرية السماح لطاقمها وللمساعدات التي كانت معه بدخولها إلى غزة في منطقة العريش.

وفضل الطاقم إعادة قافلة الأدوية والمواد الصيدلانية إلى الجزائر، بعد أن باءت كل محاولاتهم في إقناع السلطات المصرية بتمكينهم من أداء هذا العمل الخيري بالفشل.

 وقالت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في نداء استغاثة اطلعت عليه "إيلاف"، إن "مقصد هذه القافلة الرابعة وما سبقها من قوافل منذ 2010، إنساني محض، وإغاثة للمرضى الذين أخذت الأمراض السرطانية تفتك بهم، ولا يجدون من الأدوية، لتخفيف المعاناة والآلام عن هؤلاء المرضى، ومنهم الأطفال في هذا القطاع، قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، كما لا يخفى، فهي موجهة إلى هؤلاء من سكان غزة، وينبغي أن يكون الأمر واضحاً أشد الوضوح، لا لُبس فيه ولا غموض أن غرض القافلة لا صلة له بالشأن السياسي، ولا صلة لها بفصيل من فصائل غزة، ولا ارتباط بأي شكل من الأشكال."

وأضاف: "أشقاؤنا بمصر يعلمون ذلك، وقد أذنت لنا السلطات المصرية المعنية بالدخول من معبر رفح منذ عهد الرئيس حسني مبارك، ولم تنطلق القافلة الأخيرة من الجزائر إلا بموافقة السلطات الجزائرية، وموقف الجزائر، شعباً وحكومة، من قضية فلسطين معروف ومشهور منذ أن قال الرئيس بومدين رحمه الله: “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وإن لم تكن ظالمة يوماً ما".