«إيلاف» من لندن: أبلغ وزير الخارجية التركي أوغلو رئيس إقليم كردستان العراق أن توجه الاقليم لإجراء استفتاء للانفصال عن العراق الشهر المقبل سيسبب مشاكل كثيرة ويهدد بعدم استقرار المنطقة، مؤكدًا استعداد بلاده للمشاركة في الجهود الدولية المبذولة لحل المشاكل بين بغداد واربيل .

وخلال اجتماع عقده وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل مساء امس، فقد اشار الى ان بلاده تتفهم حقوق شعب كردستان الا انها ترى بأن الاستفتاء في هذه المرحلة قد يخلق المشكلات ويهدد استقرار المنطقة بمخاطر عدة.. مؤكدًا استعداد بلاده للمشاركة في الوساطات الدولية لحل المشكلات بين اربيل وبغداد، كما نقل عنه بيان لرئاسة الاقليم اطلعت على نصه "إيلاف" موضحًا ان الوزير نقل لبارزاني ايضًا قلق بلاده من الاستفتاء والتوجه نحو الاستقلال عن العراق .

 واشار الى ان بارزاني "سلط الضوء على التاريخ المليء بالكوارث لشعب كردستان في علاقته مع الدولة العراقية" .. موضحًا انه "على الرغم من الظلم وجرائم عمليات الانفال والابادة الجماعية لشعب كردستان الا انه قرر فتح صفحة جديدة وبذل كل مساعيه بعد عام 2003 من اجل بناء عراق جديد على اساس الشراكة والدستور والتوافق".

واضاف بارزاني ان هذه الاسس تم خرقها، الامر الذي جعل شعب كردستان ييأس من العراق ولايريد بأي شكل من الاشكال تكرار التجارب المريرة .. وقال إن هذا الشعب ليس مسؤولاً عن الاوضاع الحالية بل انها نتجت عن السياسة والاخطاء التي ارتكبتها الحكومات العراقية المتعاقبة.

واشار بارزاني الى ان الاقليم يريد ان يعيش مع العراق كجارين جيدين مشددًا على ان اجراء الاستفتاء والمضي قدماً نحو الاستقلال لن يزيد المشاكل في المنطقة. وأكد ان "قرار شعب كردستان باجراء الاستفتاء للانفصال عن العراق من حقوقه الديمقراطية وسيصبح سببًا للحد من عدم الاستقرار الامني للمنطقة بعد فشل الشراكة بين بغداد واربيل، وحيث اصبح الحل الوحيد هو العيش معًا كجارين".

رفع علم كردستان في كركوك سيؤثر على استقرار المنطقة

وعقب الاجتماع، قال اوغلو في مؤتمر صحافي انه قد ابلغ بارزاني موقف بلاده بشأن الاستفتاء المزمع اجراؤه في 25 من الشهر المقبل، وقال ان رفع علم كردستان في محافظة كركوك عمل خاطئ واحادي الجانب .

وأضاف: "ناقشنا مسألة الاستفتاء بشكل ودي وقد عبرنا عن رأينا بشكل واضح وصريح للرئيس بارزاني بهذا الشأن بأن تركيا تدعم وحدة الأراضي العراقية". واشار الى ان بلاده "تدعم الاكراد في الحصول على حقوقهم من بغداد، وقد ابلغنا بغداد بضرورة حصول الاخوة الاكراد على مطالبهم". وحذر من ان رفع علم كردستان في كركوك سيؤثر على استقرار المنطقة.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد دعا وزير الخارجية التركي الى ضرورة انسحاب قوات بلاده من الاراضي العراقية وبحث معه خلال اجتماع في بغداد تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والاوضاع في المنطقة والحرب على تنظيم داعش .

وقد شدد العبادي على اهمية التعاون الاقليمي في محاربة الارهاب وتكثيف الجهود من اجل استئصال افكاره لما يمثله من خطر على المنطقة والعالم ..مؤكدًا ضرورة الاسراع بانسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، في اشارة الى وجودها بمعسكر بعشيقة قرب الموصل شمال العراق.

وشدد الوزير على استعداد تركيا لمساعدة العراق في جهود الإعمار والاستقرار وموقفها الداعم لوحدة العراق واستقراره .

وكانت تركيا دفعت بتشكيلات من قواتها بعد احتلال داعش لمدينة الموصل صيف عام 2014 الى معكسر بعشقية الذي يبعد 30 كيلومترًا عن المدينة، وهي محافظة نينوى العراقية لتدريب عناصر تركمانية وعربية وكردية، فضلاً عن تولي بعضها حماية المنطقة التي يتم فيها التدريب. وعاد المعسكر إلى الواجهة بعد نقل جنود أتراك إليه في ديسمبر عام 2015 حين استبدلت الوحدات التركية الموجودة في بعشيقة قواتها وأُرسلت 150 جنديًا إضافيًا برفقة 25 دبابة إلى المنطقة إلا أن الحكومة العراقية أصرّت على سحب تلك الوحدات بإعتبارها تشكل انتهاكاً لسيادة البلاد.