لندن: المتفق عليه أن المواقف تغيّرت منذ كان الرجل يأتي بالراتب والمرأة تبقى في البيت لرعاية الأطفال، ولكن دراسة جديدة توصلت الى أن تبادل هذه الأدوار التقليدية بين الرجل والمرأة يتسبب في عدم رضا الاثنين على السواء.

ولاحظت الدراسة أن المرأة حين تكون هي معيلة الأسرة بعملها الوظيفي تزيد احتمالات اصابتها بالكآبة.

ولكن العكس هو الصحيح بالنسبة للرجل الذي يكون سعيداً حين ينهض بمهمة إعالة الأسرة، ويكون مصدر دخلها الرئيسي. 

ودرس باحثون في جامعة الينوي الاميركية معلومات عن زهاء 1500 رجل و1800 امرأة اعمارهم بين 52 و60 سنة. وقُيمت درجة سعادتهم باستبيانات خاصة.

وجد الباحثون اولا أن سعادة الرجل تناقصت فور خروجه من سوق العمل وتحوله الى المسؤول عن شؤون المنزل ينهض بالأعباء التي تتولاها تقليدياً ربة البيت.

في هذه الأثناء لم يحدث هذا مع المرأة ولم يتأثر وضعها النفسي نحو الأسوأ نتيجة تركها الوظيفة لتصبح اماً تلازم البيت لإدارة شؤونه ورعاية الأطفال.

وقالت رئيسة فريق الباحثين كارين كريمر "اننا لاحظنا احصائياً وجود اختلاف مهم وكبير في اعراض الكآبة بين الرجل والمرأة في دراستنا".

واضافت كريمر أن النتائج تسند الفرضية العامة القائلة إن درجة السعادة تكون أقل بين الأمهات والآباء، الذين يخرقون القواعد المتعارف عليها في تقاسم الأدوار بشأن العمل مدفوع الأجر والعمل المنزلي، وتكون أعلى بين الآباء والأمهات، الذين يلتزمون بالأدوار التقليدية للرجل والمرأة. 

وفي حين ان المرأة العصرية تتمتع بفرص تعليمية ومهنية أكثر مما كان متاحاً لوالدتها وجدتها، فإن تطور مواقف المجتمع وتوقعاته بشأن دور الرجل ودور المرأة في مكان العمل والبيت كان ابطأ، كما يقول الباحثون.

فالرجل والمرأة اللذان يخرجان عن الأدوار التقليدية للجنسين وخاصة الآباء الذين يتركون العمل ويتفرغون لرعاية الأطفال، قد ينظر المجتمع اليهم نظرة سلبية يمكن ان تؤثر بدورها على صحتهم العقلية، بحسب الدراسة. 

كما وجد الباحثون ان الزوجة التي تعتقد انها وزوجها يتحملان مسؤوليات متساوية حين يتعلق الأمر بتوفير الدخل ورعاية الأطفال تتحسن صحتها العقلية والنفسية حين يكون راتبها أقرب الى راتب الزوج.

ولكن الرجل يتضرر نفسياً على الدوام تقريباً حين يزيد راتب زوجته على راتبه بصرف النظر عن افكار كل منهما.

وقال الباحثون "إن هوية العمل والدور التقليدي للمعيل الرئيسي ما زالا يتسمان بأهمية بالغة عند الرجل حتى حين تكون لديه افكار مساواتية".

قُدمت الدراسة في المؤتمر السنوي للجميعة السوسوليوجية الاميركية المنعقد في مونتريال.

 

أعدّت «إيلاف» المادة نقلا عن «الدايلي ميل»، الأصل موجود على الرابط التالي:

http://www.dailymail.co.uk/health/article-4819356/Women-likely-feel-depressed-breadwinners.html