قالت ابنة الأديب المصري نجيب محفوظ، إن جائزة وسام قلادة النيل، أرفع وسام مصري الذي تسلمه والدها من الرئيس الأسبق حسني مبارك، "مغشوشة"، مشيرة إلى أن القلادة لم تكن من الذهب الخالص، بل من الفضة المطلية بالذهب.

إيلاف من القاهرة: كشفت أم كلثوم، ابنة الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الآداب، أن جائزة قلادة النيل التي تسلمها والدها من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت "جائزة مغشوشة ومزيفة".

وأضافت ابنة نجيب محفوظ في أول ظهور إعلامي لها: "يفترض أن الجائزة مصنوعة من الذهب الخالص، وعندما رأتها والدتي قالت إنها مغشوشة وليست ذهبية، لأنها لونها كان مختلفاً بالمقارنة مع الجوائز الأخرى".

وتابعت: "أمي حملت القلادة وتوجهت للكشف عليها عند الصائغ الذي تتعامل معه الأسرة، وتأكدت إنها ليست مصنوعة من الذهب وإنما مصنوعة من الفضة ومطلية باللون الذهبي".

وأوضحت خلال لقائها في برنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، أن والدها رفض الحديث عن ذلك، وقالت: "والدي رفض الحديث في الموضوع لأنه لا يهتم بمثل هذه الأشياء، ونحن لم نتحدث طوال الـ29 عامًا الماضية، لأن الأمر يخصه، وأنا أول من تحدث في هذا الأمر وأكشف سر القلادة المغشوشة". وتابعت: "والدي مختلف عن الآخرين تسلم قلادة النيل من الفضة، جائزة مغشوشة".

وأشارت إلى أن "القلادة الآن في حوزة وزارة الثقافة"، لافتة إلى أن "السيدة التي تسلمتها من الأسرة لوضعها في المتحف اندهشت كونها ليست ذهبية".

ونوّهت بأن والدها كتم هذا السر طوال حياته، وقالت:" والدي لم يخبر أحدًا بهذا السر إلى أن رحل عن الدنيا".

شائعات

يذكر أن الأديب نجيب محفوظ، حصل على قلادة النيل عام 1988، من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وهي أعلى وسام مصري، وهي مصنوعة من الذهب عيار 18 وبوزن 488 جرامًا، وتكون مزينة بأحجار من الياقوت الأحمر والفيروز الأزرق، ويسلمها رئيس الجمهورية بنفسه.

وكشفت أم كلثوم نجيب محفوظ، عن سر عدم سفر والدها لتسلم جائزة نوبل للأدب من ملك أسبانيا، وقالت: "والدي كان يكره السفر طوال عمره، ووالدتي طالبته بالسفر إلا أنه رفض، وحاول أن يقنعنا نحن بالسفر لأننا كنا نهاب الموقف ونكره الصعود على المسرح".

وأضافت: "اتخضينا (صدمنا) عندما رفض السفر وحاول عدد من أصدقائه إقناعه بالسفر إلا أنه رفض، وقد يكون سبب ذلك ضعف سمعه وبصره وأنه لم يكن يريد أن يكون في موقف".

وأشارت إلى أن والدها اختار سفير مصر في السويد لتسلم الجائزة بدلًا عنه، إلا أن ذلك قوبل بالرفض من قبل منظمي الجائزة لأنها جائزة شخصية وليست حكومية ولا ينبغي حضور أي شخص في منصب رسمي.

وتابعت: "أشخاص كثيرون طلبوا السفر بدلًا منه، وهناك من ذهب إلى الطيران وطلبوا الحصول على التذكرة للسفر بدلًا منه".

وقالت ابنة نجيب محفوظ: "سكرتير جائزة نوبل للآداب كان موجودًا في القاهرة، والأستاذ محمد سلماوي، كان وقتها عاملًا في وزارة الثقافة وأخبرنا أنه وجد شخصًا يتحدث أكثر من لغة ويمكن أن يتسلم الجائزة، وارتحنا بعد أن توصلنا أخيرًا لشخص يتسلم الجائزة".

وأوضحت أن القيمة المالية لجائزة نوبل للآداب بلغت أكثر من 330 ألف دولار، وتم تحويلها عن طريق البنك، مضيفة أن والدها قسمها على أسرته بالتساوي، وتبرع بنصيبه على أن يكون مبلغ وقف، وأرباحه يتم توزيعها عن طريق جريدة الأهرام لأعمال خيرية.

وردت أم كلثوم نجيب محفوظ، على شائعة اعتناقها وشقيقتها الأفكار المتطرفة وتكفير والدهما، وقالت ابنة الأديب العالمي الراحل، إن "شائعة تكفيرها هي وشقيقتها لوالديهما، واعتناقهما أفكارًا متطرفة والتنصل من أفكار والدهما، القصد منها الانتقام من أسرة نجيب محفوظ".

وأضافت أن اتهامهما باعتناق أفكار تنظيم "داعش" لمجرد أنهما محجبتان غير منطقي، وقالت: "كل ذلك كان انتقامًا مني، بعد أول حوار تلفزيوني أجريته، هناك كمية كذب فظيعة وأشياء مخالفة للواقع".

وتابعت: "أنا لا كفرت بابا ولا كفرت أي حد، ولا أقدر أكفر أي حد، والشخص الذي أخرج الإشاعة لا يعرفنا، وحاول تشويهنا، ومنعنا من الرد عليه في جهات كثيرة".

واستطردت قائلة: "الشخص الذي أطلق شائعة تطرفها له شقيقات محجبات أيضًا، وبرغم ذلك تحدث عن حجابها وأختها في المقال الذي نشره، مضيفة: "لو أننا داعيشيات فأخواته داعشيات أيضًا، ومصر معظم نسائها محجبات، فهل كلنا داعشيات؟ لا أعرف سبب الشائعة، والحقيقة أنه انتقام من الأسرة".

عنوان الفساد

وأثارت تصريحات ابنة نجيب محفوظ الكثير من الغضب في أوساط المثقفين بمصر، وكتب الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد: "قلادة النيل الفالصو اللي خدها نجيب محفوظ من المسؤول عن تجهيزها؟هذا هو السؤال.

واعتبر الروائي ناصر عراق تسليم نجيب محفوظ جائزة مغشوشة، بمثابة "عنوان الفساد، وقال عبر صفحته بموقع فيسبوك: "قلادة النيل.. مغشوشة!، قلادة النيل الذهبية أرفع وسام تمنحه الدولة المصرية للعظماء والحكام.. وقد نالها نجيب محفوظ من الرئيس المخلوع مبارك عقب فوزه بنوبل عام 1988، لكنها كانت قلادة مغشوشة، فلم تكن من الذهب الخالص عيار 18 كما هو متبع، وإنما فضة مطلية بقشرة ذهب". وأضاف: "استحى الأديب الكبير أن يعلن ذلك، عصر مبارك.. عنوان الفساد".