إيلاف من نيويورك: قبل أقل من أسبوعين، تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسالة من زعماء الأقليات في مجلس النواب، طالبوه خلالها بطرد ثلاثة من رجاله العاملين معه في البيت الأبيض.

الرسالة التي وقع عليها زعماء السود واللاتين والاسيويين، والتقدميين في المجلس تضمنت طلبا صريحا بطرد كبير مساعدي ترمب للشؤون الاستراتيجية، ستيفن بانون، ونائبه سيباستيان غوركا، وكبير مستشاريه ستيف ميلر.

وجاءت الرسالة مباشرة بعد أحداث مدينة تشارلوتسفيل، فربط زعماء الأقليات بين هذه الاحداث وتأييد الرجال الثلاثة للقوميين البيض، حيث قالوا، "الأميركيون يستحقون أن يعرفوا أن القوميين البيض، والنازيين الجدد ليسوا في وضع يمكنهم من التأثير على السياسة الأمريكية".

خرج بانون

بعد أيام قليلة خرج كبير المساعدين الاستراتيجيين من البيت الأبيض بعد ان وصلت موجة المطالبين باقالته الى صفوف الجمهوريين. غادر ستيف بانون ليكمل معاركه من الخارج مع الداخل، فللرجل أخصام كثيرون ينطلقون من البيت الأبيض والكونغرس ووسائل الإعلام.

غوركا يلحق برئيسه

رحيل بانون كان مؤشرا على ان أيام نائبه سيباستيان غوركا باتت معدودة، فالمجري الأصل كاد ان يخرج من البيت الأبيض في اكثر من مناسبة، وهو كان مرشحا فوق العادة ليكون اول اللاحقين بمايكل فلين الذي استقال منتصف شهر فبراير، لكن مظلة كبير المساعدين الاستراتيجيين وحماية ترمب له، أبقته في مكان آمن نسبيا.

لائحة الاتهامات لغوركا تتضمن معاداة السامية، وتأييد النازيين وتقديم نفسه بصفة (خبير في مكافحة الإرهاب) لا يفقه منها شيئا، وبالمقابل يسجل للرجل تمكنه من البقاء في البيت الأبيض لسبعة اشهر دون الحصول على تصريح أمني.

الخطير لا يزال في الداخل

رحل إثنان، ولا يزال الثالث في مكانه، وإذا كان ستيفن بانون قد حصد صيت القرارات التي أصدرها ترمب حيال الهجرة والمسلمين، فإن لستيفن ميلر الفعل في ذلك. فكبير مستشاري الرئيس وكاتب خطاباته كان أوحى لترمب بإطلاق تصريحه الشهير في كانون اول 2015 والذي تعهد فيه المرشح الجمهوري يومها بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية.

ميلر ادرك لعبة صراعات القوى والنفوذ مبكرا في البيت الأبيض، وهو كان محسوبا على فريق بانون حتى نيسان الماضي، وفي لحظة المواجهة بين الثنائي كوشنر-بانون، إختار كاتب الخطابات الابتعاد عن الثاني لصالح الحياد أولا، وما لبث ان قدم أوراق اعتماده لصهر الرئيس بعد ذلك ليضمن مكانه في البيت الأبيض.