لندن: بنى حزب الله اللبناني سمعته وقاعدته الجماهيرية على مقاومة اسرائيل وتحرير الأراضي اللبنانية. ولكن دائرة نشاطه تمددت واتسعت حتى انه ارسل فرقاً من المقاتلين الى سوريا ومدربين الى ميليشيات موالية لايران في العراق ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن وساعد في تنظيم كتيبة من المقاتلين الافغان يمكن ان تُرسل الى أي مكان تقريباً للقتال، ونتيجة لهذا التوسع أصبح حزب الله من أهم الأدوات في تنفيذ مخططات ايران لبسط هيمنتها ونفوذها في المنطقة، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مستفيض عن حزب الله.

ولاحظ التقرير انه ما من معركة تهم ايران إلا ولحزب الله دور فيها والأهم من ذلك انه ساعد في تشكيل طائفة كاملة من الجماعات المسلحة الجديدة التي تخدم أجندة ايران وتدريب مقاتليها وتسليحها.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان حزب الله اصبح نموذج الميليشيات التي تدعمها ايران في المنطقة الآن وانه تحول عملياً الى ذراع من أذرع الحرس الثوري الايراني "يوفر النسيج الرابط للشبكة المتنامية من الميليشيات القوية" ، على حد وصف نيويورك تايمز. 

وقالت نيويورك تايمز "ان اشهراً من المقابلات مع مسؤولين ومقاتلين وقادة عسكريين ومحللين من تسعة بلدان ومع عناصر من حزب الله نفسه تسلط الضوء على تنظيم يتمتع بقوة جديدة ودائرة عمل أوسع لم يدركها كثيرون ، وان القادة الايرانيين يعتمدون عليه بصورة متزايدة لتحقيق اهدافهم".

ويعتبر تقرير نيويورك تايمز "ان ايران وحزب الله يكملان احدهما الآخر" مشيراً الى ان حزب الله يوفر لايران الفارسية في منطقة عربية في الغالب قادة يتكلمون العربية وعناصر يستطيعون العمل بسهولة في العالم العربي الى جانب قدرات الحزب العسكرية. وبالنسبة لحزب الله فان ارتباطه بايران يعني اموالا لتشغيل شبكته الواسعة من الخدمات الاجتماعية في لبنان الى جانب السلاح والتكنولوجيا والرواتب لعشرات الآلاف من المقاتلين.

واستعرض التقرير دور حزب الله في دعم نظام بشار الأسد ودعم ميليشيات شيعية في العراق بالتدريب والتسليح وفي اليمن اسناد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء. وفي لبنان يبث الحزب اخباراً موالية لايران. 

وكان من الطبيعي ان يثير توسع نشاط حزب الله قلق قوى اقليمية كبرى مثل السعودية التي وجدت من الضروري التحرك لدعم الحكومة الشرعية في اليمن بالتحالف العربي في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم ايران من خلال حزب الله بالدرجة الرئيسية.

ولاحظ التقرير ان حزب الله والميليشيات المرتبطة به تؤيد ولاية الفقيه في ايران.

الحروب الأخيرة وسعت شبكة إيران

واتاحت الحروب الأخيرة ان تحيي ايران وتوسع شبكتها، وبعض الجماعات التي دربها حزب الله في العراق ترد الجميل الآن بارسال مقاتلين الى سوريا. ولكن توسع حزب الله جاء بثمن. فالحرب الطاحنة في سوريا كبدته خسائر فادحة في الأرواح وربطته بالتزامات مالية متزايدة تجاه عائلات المقاتلين والميليشيات المرتبطة به. 

واتسعت دائرة عمل حزب الله في اماكن عديدة حتى انه نال لقب "بلاكووتر ايران" كناية بالشركة الأمنية الاميركية سيئة الصيت بسبب جرائم منتسبيها من المرتزقة ، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها. 

وتحدث افراد ميليشيات عراقية في العراق كيف جرى تجنيدهم بالتسجيل في مكاتب ميليشيات مدعومة من ايران ، وتدريب بعضهم في العراق فيما سافر آخرون الى ايران للتدريب 15 يوماً قبل نقلهم الى سوريا جواً للقتال هناك. وكان المقاتلون الأوسع خبرة يشاركون في دورات متقدمة تحت اشراف قادة عسكريين ايرانيين أو من حزب الله ، في ايران أو لبنان.

في لبنان يدير حزب الله عمليات سياسية واجتماعية وعسكرية واسعة تمنحه قوة في الداخل ونفوذ متسع في الخارج. ولا يسيطر حزب الله على الدولة اللبنانية سيطرة مباشرة ولكنه يحتفظ بما يكفي من القوة لتعطيل اي جهد هدفه الحد من قوته ، كما قال دبلوماسيون ومسؤولون لبنانيون.

 

واشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها الى ان حزب الله يتفادى التصعيد مع اسرائيل للتركيز على اماكن اخرى. وقال النائب المسيحي آلان عون من حزب الرئيس ميشال عون ، ان حزب الله أبقى نشاطاته الداخلية منفصلة عن نشاطاته الاقليمية وان الدعوات المطالبة باحتواء الحزب دعوات تعجيزية بعد عقود من الدعم الايراني والسوري للحزب في حين ان المواجهة مع الولايات المتحدة واسرائيل ساعدته على النمو. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن النائب عون قوله "ان كل هذه الدول أسهمت على امتداد 30 عاماً في خلق هذه القوة ، والآن تقولون "اذهبوا ايها اللبنانيون وحلوا المشكلة". أنها أكبر منا".

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشورة على الرابط التالي

https://www.nytimes.com/2017/08/27/world/middleeast/hezbollah-iran-syria-israel-lebanon.html?hp&action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=first-column-region®ion=top-news&WT.nav=top-news