رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء فكرة تفتيش المواقع العسكرية لبلاده، مشددًا على أن ذلك ليس جزءًا من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الدولية الكبرى قبل عامين.

إيلاف - متابعة: قال روحاني في خطاب متلفز إن "التزامنا مع العالم واضح... علاقاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحددها القواعد، لا الولايات المتحدة". أضاف "أعتقد أنه من غير المحتمل أن توافق الوكالة الدولية على طلب التفتيش، لكن حتى إذا ما وافقت، فنحن لن نوافق".

أوروبا تدعمنا
وكان روحاني يتحدث عن تقارير إعلامية، مفادها أن مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي ناقشت في الأسبوع الماضي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو مسألة دخول المواقع العسكرية الإيرانية في إطار التحقق من أن الجمهورية الإسلامية تطبق الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015. 

بموجب الاتفاق، المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة"، تلتزم إيران خفضًا كبيرًا في إنتاج المواد النووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها. وترمي العقوبات إلى منع نقل المواد النووية من المراكز النووية إلى اماكن أخرى، من بينها قواعد عسكرية. وأعلنت الوكالة الدولية مرارًا أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي.

وأوضح روحاني أن إيران تحظى بدعم أوروبا بخصوص الاتفاق النووي، مضيفًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول بشتى الطرق إلغاء الاتفاق.

الاتفاق إطارًا
وقال الرئيس الإيراني إن "الولايات المتحدة باتت في أكثر المواقف صعوبةً في تاريخها، من أجل تشكيل تحالف ضدنا، وأعتقد أنه ليس من الممكن أن تقوم بذلك الآن". وأضاف "28 دولة أوروبية حليفة للولايات المتحدة قالت بوضوح إننا ملتزمون بالاتفاق النووي".

في وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت "لن نقبل بأي شيء من الأميركيين خارج إطار (الاتفاق)، وخاصة الزيارات إلى المواقع العسكرية". 

كذلك، انتقد علي أكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "حملة شعارات الإدارة الأميركية الجديدة الفارغة، والتي هدفها الاستهلاك المحلي". 

وقال ولايتي للتلفزيون الرسمي إن إيران "لن تسمح مطلقًا للأميركيين أو غيرهم بزيارة المواقع العسكرية التي تعد جزءًا حسّاسًا ومهمًا واستراتيجيًا من الأمن القومي". وتابع أن "على الأميركيين حمل حلم زيارة مواقعنا العسكرية، تحت ذريعة الاتفاق النووي أو أي ذريعة أخرى، معهم إلى قبورهم". 

ترمب يهدد بتمزيقه
حصلت طهران لدى توقيعها الاتفاق مع القوى الكبرى عام 2015 على وعود بتخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل وضع قيود على أنشطتها الذرية، لتكون ضمن الأغراض المدنية فقط، وعدم السعي إلى تطوير قنبلة نووية. لكنّ الدول الغربية أبقت - وشددت في بعض الأحيان - الإجراءات العقابية على إيران على خلفية برنامجها الصاروخي. 

جاءت زيارة هايلي إلى فيينا، مقر الوكالة الدولية، وسط تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاتفاق النووي، الذي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "الأسوأ" في التاريخ، وهدد بتمزيقه.

تصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن منذ تولي ترمب الرئاسة، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عدم الالتزام بروح الاتفاق النووي. وهدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده مستعدة للتخلي عن الاتفاق في غضون ساعات، متهمًا واشنطن بـ"خرق تعهداتها باستمرار". 

وردت هايلي بقولها إن عقوبات بلادها الجديدة على إيران مرتبطة بدعم الأخيرة "للإرهاب حول العالم" وغيرها من السلوكيات، مشيرة إلى أنه لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن "تستخدم الاتفاق النووي لتحتجز العالم رهينة" لديها.