أعلنت كوريا الشمالية أنها اختبرت الأحد "بنجاح تام" قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، كما ذكرت وكالات الأنباء الرسمية.

إيلاف - متابعة: بعد ساعات على سادس تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية، قالت مذيعة على قناة التلفزيون الرسمية ان "اختبار القنبلة الهيدروجينية شكل نجاح تاما".

وفي وقت سابق الأحد كانت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنتان بيونغ يانغ نجحت في صنع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي بات النظام الستاليني يمتلكه.

100 % صناعة محلية
وقالت الوكالة ان الزعيم كيم جونغ-اون تفقد هذه الرأس الحربية الذرية خلال زيارة الى معهد الاسلحة النووية، واكد ان "كل مكونات القنبلة الهيدروجينية صنعت 100% في بلدنا".

وكانت كوريا الشمالية نجحت اخيرًا باطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات ليصبح السؤال الاهم بعد هذا الانجاز هو ما اذا كانت بيونغ يانغ تمكنت من تصغير اسلحتها النووية الى حجم رأس صاروخية، وما اذا كانت تمتلك قنبلة هيدروجينية عملانية. 

واذا ثبت صحة الاعلان الكوري الشمالي فان الجواب على هذا السؤال يصبح نعم. ونقلت الوكالة الرسمية عن كيم قوله ان الرأس الحربية التي تفقدها هي "سلاح ذري حراري ذو قوة تفجيرية خارقة صنعناه بجهودنا وتكنولوجيتنا".

ارفقت الوكالة النبأ بصور ظهر فيها الزعيم الكوري الشمالي مرتديا بزة سوداء ويتفحص غلافا معدنيا ذا نتوءين. وكانت بيونغ يانغ اطلقت الثلاثاء صاروخا بالستيا متوسط المدى من طراز "هواسونغ-12" فوق اليابان، في تصعيد جديد للازمة في شبه الجزيرة الكورية.

وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخين بالستيين عابرين للقارات وضعا قسما كبيرا من الأراضي الأميركية في مرمى نيرانها. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بيونغ يانغ بـ"النار والغضب"، ورد كيم جونغ-أون متوعدا بإطلاق صواريخ قرب جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ.

الصين تدين "بشدة"
هذا واعلنت بكين انها "تدين بشدة" التجربة النووية الجديدة التي اجرتها كوريا الشمالية الاحد، داعية في الوقت نفسه بيونغ يانغ الى "الكفّ عن تصعيد الوضع" عبر "مبادرات لا تخدم مصالحها".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان كوريا الشمالية "تجاهلت المعارضة العامة للاسرة الدولية، واجرت تجربة نووية جديدة"، مؤكدة ان "الحكومة الصينية تعبّر عن معارضتها الثابتة، وتدين بشدة" هذا العمل. وبكين هي الحليفة الدبلوماسية الاساسية والداعمة الاقتصادية الاساسية لبيونغ يانغ، وتلعب دورًا اساسيًا في الجهود لدفع كوريا الشمالية الى التخلي عن برنامجيها النووي والبالستي.

شمال شرق الصين شعر بالزالزال
شعر سكان المناطق الحدودية في شمال شرق الصين بالزلزال الذي هز كوريا الشمالية الاحد، ونسب الى تجربة نووية، كما ذكرت وسائل اعلام رسمية صينية وسكان في المنطقة عبّروا على الانترنت عن قلقهم.

وقالت قناة التلفزيون الحكومية "سي سي تي في" ان سكان عدد من البلدات في اقليم جيلين الصيني شعروا "لحوالى ثماني ثوان" بالهزة الارضية التي بلغت شدتها 6,3 درجات، ونسبت الى تجربة نووية اجرتها بيونغ يانغ. وشعر سكان مدينتي يانجي وبايشان الحدوديتين بالهزة التي وصلت ايضًا الى شانغشون عاصمة الاقليم، التي تبعد اكثر من 400 كيلومتر عن النهر الذي يفصل بين الصين وكوريا الشمالية.

وقال احد مستخدمي منصة المدونات القصيرة "ويبو" في المنطقة "في يانجي كنت نائمًا، وايقظتني الصدمة. لم ادرك على الفور انه لم يكن حلما". تحدث آخر يطلق على نفسه اسم جيمياوكانغشين عن هزة عنيفة دفعته الى الخروج من شقته الى الشارع. وقال "جريت بسرعة الى الخارج، ونزلت على السلم، ووجدت انني لم اكن الشخص الوحيد الذي هرع الى الشارع قبل ان يرتدي ملابسه".

على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية، بدا معلقون آخرون اكثر تشاؤمًا، وعبّروا علنا عن قلقهم على الاقاليم الثلاثة في شمال شرق البلاد التي تسمى دونغباي، وهي الاقرب الى كوريا الشمالية. وكتب احدهم ان "مكان الاختبار النووي لم يكن يبعد اكثر من 174 كيلومترا عن منطقة صينية". واضاف آخر ان بيونغ يانغ "تسبب كارثة باجرائها هذه التجربة، انها مسيرة خطوة خطوة باتجاه الحرب او الدمار".

وعبّر مستخدم آخر لـ"ويبو" عن قلقه من لامبالاة بقية مناطق البلاد. وقال ان "البلد لا يهتم بأقاليم دونغباي الثلاثة! تجربة نووية جديدة وهل تكترث البلاد لذلك؟". ربط آخرون بين التجربة وافتتاح قمة دول بريكس، التي سيشارك فيها اعتبارًا من الاثنين في شيامين في شرق الصين قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا. وقال احد هؤلاء "هل هذه هي الطريقة (بيونغ يانغ) للترحيب بقمة شيامين؟".