فيما أعلنت القوات العراقية حصيلة معارك تحرير قضاء تلعفر في غرب الموصل، مؤكدة قتلها ألفي داعشي، بينهم 50 انتحاريًا.. فإن تعزيزات عسكرية عراقية وبريطانية يتم دفعها إلى مناطق قريبة من قضاء الحويجة في جنوب غرب كركوك إيذانًا بانطلاق معركة تحريرها الوشيكة.

إيلاف: أعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" أن 40 ألف عسكري عراقي شاركوا في المعركة التي استمرت 12 يومًا، استطاعوا خلالها قتل ألفي مسلح لتنظيم داعش، بينهم 50 انتحاريًا، وتدمير وتفكيك 77 سيارة مفخخة، وتفجير 990 عبوة ناسفة. 

وأكد أن القوات تمكنت أيضًا من تدمير 71 دارًا مفخخة و46 دراجة نارية وتفجير وردم 66 نفقًا و160 عجلة متنوعة و25 مفرزة هاون و15 رشاشًا أحاديًا، إضافة إلى العثور على 13 معملًا لتصنيع العبوات وتفخيخ السيارات والاستيلاء على عدد من الأحزمة الناسفة وتدمير 100 موقع لداعش.

أضاف القائد العسكري خلال إيجاز صحافي الليللة الماضية تابعته "إيلاف" عن نتائج معركة تلعفر التي انتهت الخميس الماضي بتحرير كامل القضاء آخر معاقل التنظيم في محافظة نينوى الشمالة إن القوات العراقية قد خاضت المعركة من خلال 40 ألف عسكري تشكلت من قيادة العمليات المشتركة المتمثلة في الجيش وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، وبدعم كبير من طيران الجيش والقوة الجوية العراقية والتحالف الدولي. 

أوضح أن هذه القوات ضمت ثلاث فرق من الجيش وثلاثًا أخرى من قوات الشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب وأكثر من عشرة ألوية من الحشد الشعبي.

وأشار إلى "أن 115 مقاتلًا عراقيًا قد استشهدوا خلال معارك تحرير القضاء، فيما أصيب بجروح مختلفة 679 آخرون خلال مدة تحرير القضاء البالغة 12 يومًا"، منوهًا بأن من يراقب هذا الرقم سيدرك أن معارك عنيفة دارت في تلعفر.

أضاف القائد العراقي أن أي مسلح لداعش لم يستسلم للقوات العراقية أو عقدهم اتفاقًا معها، مشددًا على "عدم وجود كلمة اتفاق مع الإرهابيين في قاموس قطعاتنا العراقية، وسنذهب لنقتل العدو في الحويجة والساحل الأيسر للشرقاط ومناطق غرب الأنبار". وقال إن عناصر العدو "منهم من قتل، ومنهم من هرب إلى العياضية والمناطق الواقعة في غرب تلعفر، حين شاهدوا العدد الكبير لمقاتلينا".

ولفت يارالله إلى أنه قد تم إجلاء أكثر من 18 ألف و822 مواطنًا من مركز قضاء تلعفر قبل إعلان البدء في عمليات تحريره، حيث تم تأمين ممرات آمنة لهم عن طريق الجهة الغربية والسحاجي والمطار وكذلك إجلاء 21 ألف و936 مواطنًا أثناء عمليات التحرير.

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في خطاب إلى العراقيين الخميس الماضي: "لقد اكتملت الفرحة، وتم النصر، وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة".. وأشار إلى أنه تم القضاء على إرهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى في قضاء تلعفر، وعدم السماح لهم بالهرب. وعاهد العراقيين قائلًا "عهدًا منا لكم يا أبناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من أرض العراق وصحاريه".. وشدد منوهًا "نقول للدواعش المجرمين: أينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير، وليس أمامكم غير الموت أو الاستسلام". 

تعزيزات عراقية وبريطانية لإطلاق معركة تحرير الحويجة
ضمن الاستعدادات الجارية حاليًا لإطلاق معركة تحرير قضاء الحويجة في جنوب غرب محافظة كركوك الشمالية فقد تم الإعلان عن إرسال تعزيزات للقوات العراقية، وأخرى بريطانية لمواجهة تنظيم داعش في العراق وإطلاق معركة تحرير القضاء.

وأعلنت خلية الإعلام الحربي عن انطلاق قطعات إضافية تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية من بغداد إلى مناطق جنوب كركوك للمشاركة في عمليات "تحرير قضاء الحويجة الذي يتبع المحافظة إداريًا، واحتله التنظيم في صيف عام 2014.

من جهتها أعلنت السلطات البريطانية إرسال 44 جنديًا من كتيبة المهندسين الملكيين إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار ليصل عدد قواتها العسكرية في العراق إلى 600 جندي. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في بيان صحافي إن هذا القرار اتخذ بسبب انتقال المعركة ضد تنظيم داعش إلى مرحلتها النهائية.

وأضاف فالون أن مهمة الجنود ستستغرق 6 أشهر لتشييد عدد من المنشآت، من ضمنها ثكنات ومكاتب في قاعدة قوات التحالف الدولي التي تستخدمها قوات عراقية وأميركية وبريطانية ودنماركية. وأوضح أن إرسال المزيد من القوات سيسرّع من هزيمة داعش.. مؤكدًا أن التحالف الدولي سيواصل تقديم المساعدة الإنسانية إلى العراق.

وأوضح فالون أن الطائرات البريطانية المتمركزة في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في "أكروتيري" في جزيرة قبرص شنت 1200 غارة جوية على مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا خلال عامين.

ومع نشر هذه الكتيبة يرتفع عدد الجنود البريطانيين الموجودين في القاعدة إلى أكثر من 300 جندي، كما يرتفع العدد الإجمالي المنتشر في الأراضي العراقية بكاملها إلى حوالى 600 جندي بريطاني. وفي قاعدة عين الأسد ينتشر أيضًا مئات المستشارين العسكريين الأميركيين، فضلًا عن جنود دنماركيين وعراقيين.

بالترافق مع ذلك بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس الأوضاع الميدانية في الحرب ضد تنظيم داعش. وأشارت رئاسة الإقليم في بيان إلى أن بارزاني هنّأ العبادي بمناسبة حلول عيد الأضحى، وبالانتصارات التي تحققها القوات العراقية ضد داعش، وتحرير قضاء تلعفر في محافظة نينوى.

وأكد بارزاني خلال الاتصال الهاتفي على استمرار التنسيق والعمل المشترك بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي في الحرب ضد تنظيم داعش، في إشارة إلى معركة الحويجة المنتظرة.

وكانت القوات العراقية قد أعلنت الجمعة الماضي عن بدء تحركها لخوض معركتها المقبلة في قضاء الحويجة لتحريره من قبضة تنظيم داعش بعد ثلاثة أعوام من سيطرته عليه. وقالت إنه "بعد إكمال مهامه في عملية (قادمون يا تلعفر) وتحقيق النصر الكامل هناك، فقد توجّه رتل مفارز العمليات النفسية الميدانية إلى قاطع الحويجة، ليكون أول طلائع القوات التي تتحرك هناك". وأشارت إلى أن المعركة المقبلة قد اُطلق عليها "قادمون يا حويجة".

من جهتها قالت خلية الإعلام الحربي إن طائرات القوة الجوية العراقية باشرت بإلقاء ملايين المنشورات على قضاء الحويجة (60 كيلومترًا جنوب غرب محافظة كركوك الشمالية).. وأوضحت أن المنشورات تتضمن إبلاغ أهالي القضاء بقرب تحريرهم من داعش، وتطلب منهم التعاون مع القوات الأمنية لإنجاز مهمتها، واإقاذهم من براثن إرهابيي التنظيم.

وتوقع عضو مجلس قضاء الحويجة أحمد خورشيد أن عدد عناصر التنظيم في الحويجة ينحصر بين ألف إلى ألفي مقاتل. وبلدة الحويجة مركز القضاء التي تقطنها عشائر سنّية لم تتعرّض لأي عملية عسكرية لتحريرها.. ويقدر عدد سكان قضاء الحويجة بحدود 318.600 نسمة، غالبيتهم من العرب المسلمين من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. 

وتعتبر الحويجة منطقة ريفية بسبب كثرة الزراعة فيها، حيث تُنتج فيها العديد من المحاصيل الزراعية، كالقطن والذرة والحنطة والشعير التي تنتج فيها بكثرة، كما تعتبر الحويجة ثاني أكبر قضاء مصدر للخضر في العراق. 

وقد تم تقديم طلب من أعضاء مجلس محافظة كركوك إلى الحكومة المركزية في بغداد أخيرًا بتحويل قضاء الحويجة إلى محافظة مستقلة بسبب التعداد السكاني الكبير وامتلاك هذه المنطقة المؤهلات لتصبح محافظة.