«إيلاف» من بيروت: بعد تحرير الجيش اللبناني جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع من تنظيم داعش، عادت موجة المعلومات والتحليلات حول مستقبل مخيم عين الحلوة في صيدا، حيث يجمع الكثيرون على أن هذا المخيم سيكون ساحة المعركة المقبلة، من دون الجزم بما إذا كانت عسكرية أو أمنية.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب السابق مصطفى هاشم في حديثه لـ"إيلاف"، "أن الأمور تبقى مختلفة في عين الحلوة، مع وجود الفصائل الفلسطينية المتعاونة مع الجيش اللبناني، وتعاونها في تسليم المتطرفين داخل مخيم عين الحلوة، وقضية الفلسطينيين مختلفة تمامًا عن المتطرفين الموجودين سابقًا في الجرود كداعش والنصرة، والقوة الفلسطينية المشتركة تضبط أمن المخيمات، وفي حال لم تستطع ذلك قد يتدخل الجيش اللبناني مع الأخذ في الاعتبار ان الوضع مختلف تمامًا عن قصة الإرهاب في جرود عرسال ورأس بعلبك وغيرها".

البؤر الأمنية

وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان حتى تنتهي البؤر الأمنية فيه، يلفت هاشم إلى "أن ما يحتاجه لبنان يبقى القرار السياسي والاتفاق بين المعنيين الموّحد، وقد برهن الجيش بعد معركة فجر الجرود أنه فعلاً بحرفية عالية جدًا، وانضباط كامل، يستطيع تحرير كل بقعة من الأراضي اللبنانية ويستطيع ضبط الأمن".

لكن المهم، يضيف هاشم، وجود القرار السياسي الموحد في أن يكون الجميع داعمًا للجيش اللبناني في القيام بمهامه.

نهر بارد جديد

عن حديث البعض عن نهر بارد جديد بعين الحلوة، يأمل هاشم عدم حدوث ذلك وألا تتوصل الأمور الى هذا الحد، لكن إذا وفي حال أصبح مخيم عين الحلوة مأوى للإرهابيين الخارجين عن القانون، يجب في وقت من الأوقات معالجة الأمور في حال لم تعد الأمور مضبوطة من قبل الفصائل الفلسطينية، لكن الأمل بعدم الوصول الى هذا الوقت، لأن الفلسطينيين، بالنهاية، هم شعب هجّرته اسرائيل وإلتجأ إلى لبنان، ونأمل أن يعودوا الى بلادهم قريبًا.

صيدا

ما مدى تأثير تنظيف مخيم عين الحلوة من الإرهابيين والمتطرفين على مدينة صيدا عمومًا اقتصاديًا وأمنيًا؟ يؤكد هاشم أنها ستتأثر كثيرًا، وهي الأكثر ضررًا. وايام نهر البارد، عكار تأثرت كثيرًا بالوضع القائم حينها، أمنيًا واقتصاديًا، وأهل عكار تضرروا حينها، ويومها فتح الإسلام كان المسؤول عن تلك المعارك، وهم فصائل كانت مرسلة من الخارج.

انتهاء المعركة

ولدى سؤاله ما المتوقع بعد انتهاء معركة الجرود من وضع أمني في الأراضي اللبنانية، يجيب هاشم "أنه أمنيًا يبقى أن كافة الأجهزة الأمنية متعاونة سواء أمن عام أم معلومات أم مخابرات، كلها متعاونة لحفظ الأمن واكتشاف قضايا أمنية قبل حدوثها، وهو أمر جيد ويدل على وعي الأجهزة الأمنية في ضبط الأمور جيدًا في لبنان".

داعش

عن منظومة داعش التي يتحدث البعض عن انتهائها، هل تنتهي أم ستلد منظومة متطرفة أخرى بديلاً عنها؟، يقول هاشم "إنه في السابق كانت هناك القاعدة وبعدها أتى تنظيم داعش وتبقى كلها أمورًا أكبر من لبنان والمنطقة وبيد دول كبرى تقرير مصيرها، ووراءها مخطط لتقسيم المنطقة وكلها نتيجة دول ومخابرات دولية".