أقر دستور العراق الصادر عام 2005 بالحكم الذاتي لإقليم كردستان في شمال البلاد وتديره حكومة الإقليم.

وجاء ذلك ثمرة عقود من العمل السياسي والعسكري من قبل الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين نسمة ويمثلون ما يتراوح بين 17 و20 بالمئة من سكان العراق.

يلاصق الإقليم حدود ثلاث دول هي سوريا في الغرب، وتركيا في الشمال، وإيران في الشرق . ويمر عبره، وهو منطقة يغلب عليها الطابع الجبلي.

ويقطن الاقليم العرب والتركمان والسريان والكلدان والآشورييين.

معظم سكان الإقليم من المسلمين وهناك أقليات دينية كالايزيدية و الشبك والكاكائيين والمسيحيين.

مدينة أربيل هي عاصمة الإقليم، واللغات الرئيسية فيه الكردية والعربية، أما العملة الرسمية فهي الدينار العراقي.

ومع عودة العنف الطائفي إلى العراق عام 2013، والذي وصل ذروته باجتياج ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في عام لمساحات شاسعة من غربي البلاد عام 2014 وقد باتت وحدة العراق على المحك. وقد شاركت قوات البيشمركة الكردية إلى جانب القوات العراقية المختلفة في مواجهة التنظيم.

في يوليو/تموز عام 2014 أعلن رئيس الإقليم مسعود برزاني عزمه إجراء استفتاء على الاستقلال في وقت لاحق من ذلك العام مما أثار قلق جيران العراق.

ولكن مع خروج نوري المالكي من الحكم وتولي حكومة عراقية جديدة بقيادة حيدر العبادي مقاليد الامور في بغداد تحسنت العلاقات بين بغداد وأربيل، حيث اتفق الطرفان على العمل سوية لهزيمة العدو المشترك وهو تنظيم الدولة وتم إرجاء الاستفتاء على الاستقلال.

صراع طويل

خضع أكراد العراق للاحتلال البريطاني بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية عام 1918، ومع شعورهم بالظلم لعدم حصولهم على الاستقلال أسوة بالعرب، قاد الأكراد سلسلة عمليات تمرد وعصيان ضد البريطانيين وحكم بغداد.

وتم إخضاعهم بقسوة، وكانت أقسى الحملات ضدهم تلك التي حدثت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي عندما شن صدام حسين ضدهم حملة عرفت بحملة "الأنفال".

وشمل ذلك تدمير آلاف القرى واستهداف المدنيين بمختلف الأسلحة ومن بينها الأسلحة الكيماوية وبلغت الحملة ذروتها عندما تم قصف مدينة حلبجة بتلك الأسلحة عام 1988.

وتعهد حكام العراق بمنح الأكراد الحكم الذاتي بعد ثورة 1958 ولكن لم يتم تنفيذ ذلك حتى تم فرض منطقة حظر طيران في شمال العراق بعد حرب الخليج الأولى عام 1991.

إعادة البناء

عملت حكومة الاقليم على إعادة البناء واحتواء مئات الآلاف من المشردين بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار.

كردستان العراق
Getty Images
اقتصاد كردستان العراق يعتمد على النفط والزراعة

وقد نجا الإقليم من حالة الفوضى التي عصفت بالعراق عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003 حيث أقاموا نوعا من الحكم البرلماني واقتصادا لا يخلو من مشاكل وعيوب.

لكن ما زالت المشكلات الرئيسية التي يواجهها الاقليم قائمة، فهو منطقة مغلقة تحيط بها دول غير متعاطفة مع تطلعات الأكراد مثل تركيا وإيران وأخرى تعيش صراعات مثل سوريا وباقي العراق. وهناك مناطق متنازع عليها بين حكومة الإقليم وحكومة العراق المركزية من بينها كركوك الغنية بالنفط والتي يقطنها مزيج من القوميات أهمها الأكراد والتركمان والعرب.