بيروت: اعتقلت السلطات اللبنانية وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني، في مطار بيروت الدولي على خلفية مذكرة القاء قبض صادرة من الشرطة الدولية الانتربول ، فيما نأى حزب الدعوة الإسلامية عن السوداني مسارعا لاصدار بيان ينفي صلة السوداني بالحزب ، حين تعهد نائب في البرلمان العراقي باخضاع جهات عليا في وزارة التجارة للتحقيق بقضية مزرعة الرز العراقية في فيتنام.

وأفادت مصادر رقابية عراقية لـ"ايلاف" ان السلطات اللبنانية ألقت القبض على السوداني المطلوب للشرطة الدولية "الإنتربول"في مطار بيروت، دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

وأضافت أن الموقوف عبد الفلاح السوداني يحمل جنسية بريطانية، وانه اقتيد بموجب مذكرة للانتربول الى مخفر في المطار وان اتصالات مع الجانب العراقي بدأت منذ لحظة اعتقاله ، فيما لفتت الى ان الاعتقال جاء بموجب مذكرة تتصل بقضية قديمة فصل فيها القضاء لناحية برائته من وان هناك جهود في العاصمة بغداد لارسال مذكرة ثانية تتيح اطلاق سراحه .

لكن مصدرا قضائيا عراقيا أشار الى ان "سبب اعتقال السوداني في مطار بيروت وجود مذكرة اعتقال وزعها الانتبول الدولي وتتعلق بقضية زيت البصرة وهذه القضية حصلت بعد خروجه من منصب وزير التجارة وبالتالي لاعلاقة له فيها اطلاقاً وقد اصدر القضاء العراقي عدة قرارات بشأن ملابساتها ".

وأصدرت المحاكم العراقية عام 2012 حكمًا غيابيًا بالسجن 7 سنوات على الوزير عبد الفلاح السوداني لإدانته بقضايا فساد إداري ومالي .

وعلمت "ايلاف " من مصادر مطلعة ان هناك تحركات باتجاهين الأولى باتجاه جلبه الى بغداد وسجنه والثانية باتجاه اطلاق سراحه مع اتفاق ان يعود طواعية .

وينتمي السوداني إلى حزب الدعوة تنظيم العراق، رغم انه كان من الدعاة الأوائل في حزب الدعوة ويعرف باسم "راهب حزب الدعوة".

وانتخب السوداني عن في حزب الدعوة تنظيم العراق، عضوا في الجمعية الوطنية العراقية عام 2005، حيث انبثقت عن الجمعية الوطنية حكومة الجعفري.

وتم اختيار السوداني لمنصب وزير التربية إبان فترة حكم إبراهيم الجعفري، ثم بعد انتخابات نهاية عام 2005، اختير السوداني أيضا لشغل منصب وزير التجارة.

وتسلم منصبه في حزيران 2006 مع تشكيل حكومة جديدة برئاسة المالكي، واستقال في عام 2009 بعد اعتقاله في مطار بغداد أثناء محاولته الخروج من البلاد، كما اعتقل شقيقا السوداني بسبب اتهامات تشير إلى ضلوعهما في القضايا التي اتهم بها الوزير السوداني.

وعلى خلاف ما يشاع عن السوداني انه هرب من العراق عام 2009 الا ان المؤكد هو مغادرته بشكل سليم قانونيا من مطار بغداد بعد ان مثل امام المحكمة التي منحته البراءة في حينها ، فيما اكدت المصادر الرقابية ان السوداني غادر العراق وبحوزته نسخ من ملفات تكفل براءته وتورط قيادات حزبية في معظم الاتهامات التي وجهت اليه وهو ما جعله هدفا لتغييب الملفات التي بحوزته واخفائها.

حزب الدعوة: السوداني منفصل عنا

واكد حزب الدعوة الاسلامية، السبت، أن وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني، والذي تم تداول نبأ اعتقاله في مطار بيروت الدولي على خلفية مذكرة القاء قبض صادرة من الشرطة الدولية الانتربول، انفصل عن تنظيم الحزب منذ عام 2000.

وذكر بيان المكتب الاعلامي للحزب، تلقت "ايلاف" نسخة منه "تناولت بعض وسائل الاعلام أخبارا بخصوص اعتقال السوداني في بيروت بقضايا تتعلق بالنزاهة"، مشيرا إلى انفصال وزير التجارة السابق فلاح السوداني عن تنظيم الحزب منذ عام 2000، وشغل منصبه عام 2006 ممثلاً لكتلة اخرى.

ودعا الحزب وسائل الاعلام كافة الى "توخي الدقة في نقل الخبر وعدم خلط الاوراق بصورة مقصودة او عفوية".

وكان القضاء العراقي أحال في أيلول عام 2015 وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني الى محكمة الجنايات لمحاكمته غيابيا بتهمة سوء الإدارة متهما إياه باحداث ضررا متعما في قضية زيت الطعام .

وذكرت رئاسة محكمة الاستئناف الاتحادية في البصرة آنذاك ان "محكمة التحقيق في قضايا النزاهة قررت إحالة وزير التجارة السابق الى محكمة الجنايات في المحافظة لمحاكمته غيابياً".

واشارت الى ان "المحاكمة ستكون وفق المادة 340 من قانون العقوبات لكون المتهم أحدث ضرراً متعمداً بأموال الدولة".

ولفتت المحكمة في بيانها المقتضب الى أن "القضية تتعلق باستيراد زيت طعام من قبل الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية".

وكانت وزارة التجارة قد استوردت عام 2009 نحو 30 ألف طن من زيت الطعام النباتي غير المطابقة للمواصفات وخزنها في ظروف سيئة مما ادى لتلفها.

وكان رئيس هيئة النزاهة بالوكالة حسن الياسري، الخميس، عن اسماء المدانين الهاربين في الخارج، فيما بين ان من ضمنهم وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني ووزير الدفاع الاسبق حازم الشعلان ووزير الكهرباء الاسبق ايهم السامرائي.

وقال الياسري في مؤتمر هيئة النزاهة الخاص باعلان التقرير النصف السنوي لعام 2015، الشهر الماضي إن "وزير الكهرباء الاسبق ايهم جاسم محمد السامرائي وعدد الملفات المفتوحة بشأنه 12 ملفا وهو مدان، بالاضافة الى وزير الدفاع الاسبق حازم كطران شعلان سلمان وعدد الملفات بشأنه 5 ملفات وهو مدان، وكذلك وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح حسن حمادي السوداني وعدد الملفات بشأنه 3 ملفات وهو مدان".

علاوي ينبه من التراجع المريع

نائب رئیس الجمھورية اياد علاوي، قال إن مساحة الأراضي المزروعة تراجعت بشكل "مريع" في البلاد وإن اموال المبادرات الزراعیة تذھب إلى جیوب المفسدين.

وأوضح علاوي في تصريح صحفي تابعته "ايلاف" إن "مساحة الاراضي المزروعة تراجعت بشكل مريع وانخفضت من ٤٨ ملیون دونم الى ١٢ ملیونا فقط".

وعبر علاوي عن خشیته من "انحسار المساحات المتبقة وزيادة التصحر بسبب نقص الموارد المائیة واستخداماتھا الجائرة وغیاب الخطط الكفیلة بمواجھة ھذه الأوضاع".

واضاف ان "اموال المبادرات الزراعیة تذھب لجیوب المفسدين"، محذرا من "انعكاسات تدھور الزراعة على الامن الغذائي للمواطن وسیادة القرار العراقي"، مشیرا بھذا الصدد الى "تصاعد الھجرة من الريف وخسارة الاف فرص العمل".

ولفت علاوي الى ان غیاب الرؤية الاقتصادية للحكومات التي اعقبت وزارته قد افضى الى تدھور الواقع الزراعي ومجمل الاوضاع الاقتصادية مما اضطر العراق، وسط ازمته المالیة، الى استیراد مايزيد عن ٧٥ % من احتیاجاته الغذائیة و ٩١ % من السلع الأخرى".

البرلمان نحو التحقيق بمزارع الرز العراقي في فيتنام

واكد عضو اللجنة الاقتصادية النائب حارث الحارثي، السبت، اخضاع جهات عليا في وزارة التجارة للتحقيق بقضية مزرعة الرز العراقية في فيتنام قريبا.

وقال الحارثي في تصريح صحفي ، السبت، ان "العراق عقد اتفاقية مع الحكومة الفيتنامية على شراء اراضي واسعة لزرع الرز براس مال عراقي ورقابة عراقية، لكن المستغرب ان العراق لا زال حتى اليوم يستورد الرز الهندي والفيتنامي دون الاستفادة من مزرعة الرز الفيتنامي".

واشار الحارثي الى ان" لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية بصدد اجراء تحقيق مع جهات عليا في وزارة التجارة لمعرفة مصير اموال المزرعة الفيتنامية ونتائج زراعة الرز ومتى يتم حصاده ولماذا اللجوء الى الرز الهندي وكذلك استيراد رز فيتنامي دون اللجوء الى حصاد الرز الذي زرع في فيتنام بايدي عراقية وراس مال عراقي"، مشيرا الى توظيف عدة اشخاص للقيام بمتابعة هذه المزرعة في فيتنام من قبل وزارة التجارة.

واوضح ان "التحقيق لن يشمل وزير التجارة الحالي كون الاتفاق تم قبل تسلمة المنصب".

جدير بالذكر ان العراق يمتلك مزارع للشاي والرز في فيتنام وسيرلانكا كذلك يمتلك مجرشة عائدة للشركة العراقية الفيتنامية لتصنيع وتصدير الرز.