إيلاف من لندن: فيما هدّد مسعود بارزاني بمواجهة أي إجراءات لتغيير ما أسماه "كردستانية كركوك"، صوّتت حكومة محافظة ديالى شمال بغداد على رفض إجراء الاستفتاء في مناطقها في وقت بحث علاوي مع بارزاني تداعيات الاستفتاء وسط انتشار لقوات البيشمركة في كركوك بشكل أثار مخاوف وقوع صدامات مسلحة.

وفي كلمة له خلال اجتماع في كركوك فقد حسم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم مصير محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها قبل اجراء الاستفتاء بالقول انها كردستانية ولابد ان يكون لها وضع خاص فيما اسماها دولة كردستان المستقلة لتكون لجميع المكونات المتواجدة فيها في اشارة الى سكانها التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين.

وأضاف ان شعب كردستان سوف يقرر مستقبل كركوك ولا يمكن لأحد ان يفرض أي وضع عليها وان الاقليم لا يهتم بما وصفها "التهديدات الصبيانية" لإشعال الحرب محذرا من ان من يحاول تنفيذ تهديده فالاقليم سيمارس حق الدفاع عن النفس.

وشدد على أنه لن يقبل "تغيير هوية كركوك الكردستانية".. وقال إن "من اولوياتنا تحرير كل المناطق ومنذ عام كنا مستعدين لتحرير الحويجة لكن الدولة هي تقاعست لذلك التأخير بسبب جهات سياسية في بغداد". 

واشار الى انه "لدينا معلومات دقيقة حول المعاناة التي يتعرض لها سكان المناطق التي تحررت وكركوك يجب ان تكون بعيدة عن الصراعات. وشدد بالقول "حاولنا كثيراً ان نساهم في عراق جديد و في تشكيل الحكومة وصياغة الدستور لكن غير مرغوب فينا في بغداد.

واضاف بارزاني ان الاكراد حاولوا خلال عشر سنوات مع البرلمان العراقي لسن قانون للبيشمركة ليحصل منتسبوها على مستحقاتهم والسلاح لكن لم يصرفوا اي شيء وخلال 3 ساعات وافقوا على سن قانون الحشد الشعبي وصرف مليارات الدنانير له وهذا هو المقصود بالأكثرية السياسية التي يتحدثون عنها في بغداد.

واشار بارزاني الى ان "الكرد غير مرغوب فيهم في بغداد في ظل حكم دولة طائفية".. وقال "حاولنا بناء هوية عراقية موحدة تحمينا لكن هذا لم يحصل".. واضاف "اننا نبحث عن صيغة جديدة وهي ان نستقل عن العراق والشعب يحدد مصيره".

ومن المنتظر ان تنظم سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الحالي استفتاء على انفصال الاقليم عن العراق وسط معارضة داخلية وخارجية واسعة.

محافظة تتمرد على الاستفتاء

واليوم قرر مجلس محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بعداد) رفض تنظيم الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها ضمن حدود المحافظة.

وصوّت المجلس خلال جلسة اليوم على رفض إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها ضمن حدود محافظة ديالى اضافة الى التصويت على اعادة جميع العوائل النازحة الى ديارها ضمن المناطق المحررة باستثناء المطلوبين.

كما صوّت المجلس على اعادة القوات الامنية الرسمية للمناطق المتنازع عليها لحفظ الامن والاستقرار. محملا حكومة اقليم كردستان كل التبعات التي ستحصل بعد اجراء الاستفتاء.وقد انسحب اعضاء المجلس الاكراد من الجلسة احتجاجا على القرار.

وكان مجلس ناحية مندلي (190 كم شمال شرق بغداد) التابع لمحافظة ديالى قد صوت امس على قرار بإلغاء اشراك المدينة باستفتاء اقليم كردستان وذلك اثر يومين من الاعتصامات والتظاهرات التي نظمها سكانها الذين طالبوا بعدم شمول مدينتهم به. 

كما قرر اقالة مدير الناحية الكردي عبد الحسين القره لوسي استجابة لمطالب المعتصمين وتوزيع المناصب الادارية بين المكونات السياسية في المجلس بما يضمن العدالة للجميع.وقد انهى السكان اليوم اعتصامهم اثر اعلان مجلس الناحية قراراته هذه.

علاوي يبحث تبعات الاستفتاء مع بارزاني

واليوم بحث نائب الرئيس العراقي اياد علاوي مع بارزاني في اربيل تداعيات استفتاء كردستان مشددا على ضرورة تغليب لغة الحوار والتفاهم وتجنيب البلد اي صراعات او خلافات جديدة. 

وقال مكتب علاوي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" انه في اطار الجهود التي يبذلها للملمة الوضع الداخلي التقى علاوي في اربيل اليوم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حيث اتسم اللقاء بالوضوح والصراحة وشهد بحثاً مطولاً لعموم الاوضاع على الساحة المحلية وفي مقدمها ملف الاستفتاء في اقليم كردستان.

وشدد علاوي على "ضرورة تغليب لغة الحوار والتفاهم وتجنيب البلد اي صراعات او صدامات حالياً او في المستقبل".. مؤكداً "اهمية حل جميع المسائل الخلافية بروح الاخوة والتضامن الوطني".
ووصل علاوي في وقت سابق اليوم الى اربيل لبحث ملف الاستفتاء المزمع إجراؤه في الإقليم وتداعياته.

واليوم صوت مجلس النواب العراقي بأغلبية مريحة على رفض استفتاء كردستان والزام رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ "جميع التدابير لحفظ وحدة العراق".. فيما انسحب النواب الاكراد من قاعة البرلمان بعد التصويت.

انتشار للبيشمركة بكركوك يثير مخاوف صدامات مسلحة

وأثار انتشار قوات البيشمركة الكردية في مناطق محافظة كركوك الشمالية مخاوف تفجر صدامات مع قوات الحشد الشعبي ومسلحي العشائر العربية هناك.

وكشف القيادي التركماني في منظمة بدر محمد مهدي البياتي اليوم عن انتشار قوات البيشمركة الكردية في مناطق كركوك وداقوق وطوزخرماتو موجها نداء الى فصائل الحشد الشعبي والعشائر العربية بالقول في بيان تابعته "إيلاف" اننا "نوجه رسالة إلى العشائر العربية الشريفة وفصائل الحشد الشعبي ولا نخاطب غيرهم حيث ان مخاطبتنا ليست ضعفا وإنما إلقاء الحجة عندما رأينا الحكومة ورئيسها لا يسمعون أصوات الوطنيين ولذلك التجأنا اليهم لان هذه القوات لم تأت لغرض الاستفتاء وإنما لقمع العرب والتركمان وفرض الاستفتاء بقوة السلاح والدبابات والمدرعات.

ووصف البياتي البيشمركة بالقول ان "اية حماقة يرتكبونها في طوز وأطراف امرلي سيحولهم المجاهدون الى ركام كالمرات السابقة".. داعيا الحكومة الى "تحمل مسؤوليتها امام المواطنين او ان يقدموا استقالتهم".