بعد رسائل حزب الله الإيجابية باتجاه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، يتساءل البعض هل من لقاء قريب يجمعه بحسن نصرالله؟ 

إيلاف من بيروت: تستمرّ التحليلات في رسائل حزب الله الإيجابية باتجاه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، وكان آخرها ما جاء على لسان نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، حين أعلن أن الحريري يتصرّف بعقلانية لحماية الاستقرار، ولا مانع من الحوار الثنائي معه، وفي هذا المجال تكثر التكهّنات عمّا إذا كان هذا الكلام مقدّمة للقاء قريب بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والحريري.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف"، أن الإيحاءات الإعلامية التي تتحدث عن تقارب بين تيار المستقبل وحزب الله تبقى عمليًا تصدر عن مقربين من الأخير أكثر من تيار المستقبل، ومن بعض المحللين الذين يستندون إلى مظاهر إعلامية من دون التوغل في حقيقة الموضوع. 

ويلفت علوش إلى أن علاقة حزب الله مع تيار المستقبل تنحصر في إدارة شؤون الدولة في الحكومة اللبنانية، أما العلاقة السياسية والمسائل الأخرى يختلف الفريقان عليها، خصوصًا أن حزب الله يبقى بنظر المستقبل ميليشيا لا تخضع لسلطة الدولة، وصولاً إلى العلاقات الإقليمية وتبعية الحزب لإيران، وتأييده للرئيس السوري بشار الأسد، لذلك تبقى علاقة الفريقين فقط ضمن إدارة شؤون الدولة لا أكثر ولا أقل.

الحوارات

أين أصبحت الحوارات بين الاثنين؟ يؤكد علوش أن اللقاءات التي قامت على المستوى الثنائي نجحت في وقت لم تكن هناك حكومة تضم تيار المستقبل بحزب الله، من خلال حلحلة بعض الأمور العالقة بينهما، لكن فشلت عشرات الحوارات بين الفريقين في القيام بأمور مجدية بينهما، على المستوى الإستراتيجي. أما الأمور اليومية، والتي لها علاقة بإدارة شؤون الناس، فقد قامت بها الحوارات بشكل جيد، ويبقى أن الحوارات ليست مرتبطة فقط بتيار المستقبل لأن حزب الله ليس بخلاف حصرًا مع تيار المستقبل، بل مع نصف اللبنانيين من قوى وأحزاب سياسية.

من هنا الحوار لا جدوى له بشكل ثنائي لكن بالتأكيد رئيس الجمهورية يجب أن يدعو الى حوار جماعي لحلحلة الأمور اللبنانية مع حزب الله.

انفتاح على الآخر

ولدى سؤاله في ظل موجة الانفتاحات على الفرقاء في لبنان، هل يمكن أن نشهد انفتاحًا من المستقبل باتجاه حزب الله؟ يؤكد علوش أن القضية مرتبطة بموقف حزب الله في أمور عدة، أولاً لا يمكن أن تتعايش الدولة اللبنانية مع الميليشيا، والسؤال هل حزب الله سيتحول الى حزب سياسي في يوم ما غير مسلح، وكذلك العلاقة الإقليمية هل سيخرج حزب الله من تحت العباءة الإيرانية، والتي هي على عداء مع معظم الدول العربية، وكذلك تسليم المجرمين أو المتهمين بقضايا لديها علاقة بالإرهاب، وبخاصة قضية رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

وعن استفادة لبنان أمنيًا واقتصاديًا في ظل انفتاح الفرقاء على بعضهم البعض، يرى علوش أن الأمن في لبنان يبقى مسألة تتخطى الحدود، لكن المؤكد أن التفاهم بين الأجهزة الأمنية أدى إلى إحباط معظم العمليات "الإرهابية" بشكل استباقي، من هنا التفاهم على هذا المستوى يفيد لبنان.

انتخابيًا

هل من المحتمل أن نشهد تقاربًا انتخابيًا في التحالفات بين حزب الله وتيار المستقبل؟ يؤكد علوش أنه على الأرجح الأمور ستذهب إلى المزيد من التصعيد على المستوى السياسي، حزب الله يريد تدمير كل علاقة مع المستقبل، ولا يعتقد علوش أنه يؤمل مع حزب الله بأي تحالف سياسي أو انتخابي.

ما مصير رسائل حزب الله الإيجابية باتجاه المستقبل والحريري بصورة خاصة؟ يؤكد علوش أن الرسائل الإيجابية يجب أن تترجم على الأرض من خلال تسليم الدولة اللبنانية القدرة على الحسم، أما على مستوى تيار المستقبل فيجب الذهاب إلى تسويات مفيدة على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى القضايا الأخرى.

ويؤكد علوش أننا لا نزال في حكومة ربط النزاع، على الرغم من الحديث عن حكومة تؤمّن الإستقرار الوطني، لكن عدا عن ذلك تبقى الأمور متباعدة.

ويلفت علوش إلى أن حزب الله والمستقبل يختلفان تقريبًا في كل شيء، من الداخل الى الخارج.