طوت مصر وإيطاليا صفحة من الخلافات والمقاطعة الدبلوماسية امتدت ما يزيد على عام، بسبب مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ووصل السفير الإيطالي الجديد لدى مصر، جيام باولو كانتيني، إلى القاهرة، وبدأ مهام عمله رسميًا في مقر السفارة في القاهرة.

تسلم السفير الإيطالي في مصر جيام باولو كانتيني، مهام عمله اليوم في مقر السفارة في القاهرة، وعقد اجتماعًا مع أعضاء السفارة والعاملين بها.

وقدم كانتيني أوراق اعتماده في مقر وزارة الخارجية المصرية، وعقد لقاءً مع السفير أيمن مشرفة، مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم، ظهر اليوم الخميس. وقال مشرفة في تصريح له، إن كانتيني قدم أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن رئاسة الجمهورية سوف تحدد موعدًا لتسليم الأوراق رسميًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما عقد كانتيني لقاءً آخر مع السفير المصري في إيطاليا، هشام بدر، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما، لتقديم أوراق اعتماده وتسلم مهام عمله.

وأبدى الطرفان رغبتهما في عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتدعيم التعاون السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، واستمرار التعاون في ملف قضية مقتل الشاب جوليو ريجيني.

وطوت صفحة من التوتر في العلاقات بين مصر وإيطاليا استمرت لأكثر من عام، في أعقاب العثور على الباحث الإيطالي جوليو ريجيني مقتولًا على أحد الطرق خارج القاهرة في شهر فبراير 2016، وعليه آثار تعذيب.

واتهمت السلطات الإيطالية نظيرتها المصرية بعدم التعاون، وألمحت إلى أن ريجيني تعرّض للاعتقال والتعذيب حتى الموت، وهو ما تنفيه مصر.

وسحبت إيطاليا سفيرها في مصر، وردت القاهرة باتخاذ الإجراء نفسه، وتصاعد التوتر، حتى أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتيلوني، في أغسطس الماضي عودة السفير الإيطالي إلى القاهرة، بعد سحب إيطاليا سفيرها في إبريل من العام الماضي.

وقال السفير محمد منصور، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عودة السفير الإيطالي للقاهرة تعكس حرص روما على تطوير العلاقات مع مصر، لاسيما أن هناك الكثير من الملفات المشتركة بين البلدين.

وأضاف لـ"إيلاف" أن مصر بذلت جهودًا كبيرة قضائيًا وسياسيًا في قضية مقتل الشاب ريجيني في القاهرة، وأبرأت ذمتها من دمه، مشيرًا إلى أن التعاون بين السلطات القضائية في البلدين مازال مستمرًا حتى يتم إغلاق هذا الملف.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الملفات التي يجب التعاون والتنسيق فيها بين القاهرة وروما، منها ملف الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، والأوضاع في ليبيا.

وقال النائب في البرلمان مصطفى بكري، إن عودة السفير الإيطالي لمصر بمثابة رسالة تؤكد أن مصر بريئة من دم الشاب الإيطالي ريجينى.

وأضاف في تدوينة له عبر تويتر: كما أنه نجاح للجهود الدبلوماسية والشعبية المصرية ونجاح للقضاء المصري الذي أوضح الحقائق من خلال وفود النيابة العامة والأجهزة الأمنية".، مشيرًا إلى أن "عودة السفير الإيطالي يعني إفشال مخطط الذين حاولوا إلصاق الاتهامات بمصر وتحميلها مسؤولية قتله".

وكشف وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، عن لقاء مشترك ما بين محققين إيطاليين ومصريين بشأن قضية ريجيني خلال شهر سبتمبر الجاري، مشددا على الشراكة بين مصر وإيطاليا، وحرص كل منهما على استمرار علاقته بالآخر بشكل جيد.

وقال ألفانو في تصريحات صحافية، إن قرار عودة السفير الإيطالي للقاهرة جيما باولو كانتيني، دليل على حرص إيطاليا على استمرار علاقتها مع مصر، باعتبارها أهم شركائها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأضاف أنه من مهام السفير الإيطالي في القاهرة رعاية مصالح 6 آلاف مواطن إيطالي يقيمون في مصر، وتنسيق الجهود بشأن كشف ملابسات مقتل جوليو ريجيني.

ويعتبر السفير الإيطالي الجديد واحدا من الدبلوماسيين المخضرمين، وقالت السفارة الإيطالية في القاهرة، إن كانتيني عمل في أول ديسمبر 1988 كسكرتير أول تجاري في البعثة الإيطالية في أديس أبابا، ثم سكرتير أول في البعثة الإيطالية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك في أول أغسطس 1989، وبعدها ترقى إلى مستشار مفوضية في أول مايو 1993، وكمستشار في البعثة نفسها في أول أكتوبر 1993، ثم عاد للوزارة في المكتب الثامن في الإدارة العامة للشؤون السياسية في 31 يناير 1994.

وأضافت في بيان لها، أن كانتيني انتدب للعمل في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية في مكتب الشؤون الدبلوماسية في أول سبتمبر 1994، وعمل كمستشار أول للهجرة والشؤون الاجتماعية في واشنطن في 30 أغسطس 1999، ثم في المكتب الثالث في الإدارة العامة للشؤون السياسية متعددة الأطراف وحقوق الإنسان في 2003، وعُين رئيسًا للمكتب في 2003، وبعدها وزيرًا مفوضًا في 2 يناير 2005.

وحسب السفارة الإيطالية، فإن كانتيني شغل منصب قنصل عام من الفئة الأولى بـ"القدس" في 30 يناير 2012، ومنصب مدير عام إدارة التعاون من أجل التنمية في 16 يناير 2013، ثم ترقى إلى درجة سفير في 2 يناير 2016، ثم مساعد الأمين العام للوزارة في أغسطس 2016، وحصل على وسام الجمهورية الإيطالية في عام 2008