لندن: يتحمل النظام الغذائي غير الصحي قسطاً من المسؤولية عن خُمس الوفيات في العالم، بحسب أشمل دراسة تُجرى في هذا المجال. 

وجاء في دراسة "العبء العالمي للمرض" الواسعة، التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، أن ملايين الأشخاص يتناولون أغذية تضر بالصحة، وأن النظام الغذائي قليل الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات والبذور والزيوت السمكية وكثير الملح، يزيد خطر الوفاة. 

وجمع الباحثون الذين أجروا الدراسة بيانات من كل بلد في العالم متوصلين الى تقديرات مدعومة بالأدلة لمواطن الخلل والثغرات. ونشرت مجلة لانسيت الطبية البريطانية خمسة بحوث عن متوسط العمر المتوقع للانسان وأسباب الوفاة والعوامل التي تزيد خطر الوفاة وتردي الحالة الصحية. 

وجدت الدراسة أن الأشخاص يعمرون أطول. وان متوسط عمر الانسان المولود في عام 2016 كان عالمياً 75.3 سنة للنساء و69.8 سنة للرجال. وفي اليابان أعلى متوسط لعمر الانسان يبلغ 84 سنة، وفي جمهورية افريقيا الوسطى أدنى متوسط لعمر الانسان بما يزيد قليلاً على 50 سنة. وبحسب الدراسة، فإن متوسط عمر البريطاني المولود في عام 2016 يبلغ 79 سنة والبريطانية 82.9 سنة. 

والنظام الغذائي غير الصحي هو ثاني أخطر عامل للوفاة المبكرة بعد التدخين. ومن مصادر الخطر الأخرى للوفاة المبكرة ارتفاع مستوى السكر في الدم الذي يمكن أن يؤدي الى مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم الذي يقيس درجة البدانة، وارتفاع مستوى الكولسترول الاجمالي. وكل هذه يمكن أن ترتبط بالنظام الغذائي غير الصحي رغم وجود اسباب أخرى ايضاً. 

وقال مدير معهد القياسات الصحية والتقييم الدكتور كريستوفر موراي لصحيفة الغارديان إن هذا "من المشاكل الكبيرة حقاً في العالم وهو عنقود من المشاكل يزداد تفاقماً"، واصفاً هذه المشاكل بأنها تشكل "تحدياً كبيراً بحق للصحة والأنظمة الصحية". 

ويُنظر الى المشكلة في احيان كثيرة على انها نتيجة انتشار الأنظمة الصحية الغربية على حساب الأغذية التقليدية في العالم النامي. ولكن الدكتور موراي يقول إن المسألة ليست بهذه البساطة. واشار الى الفواكه قائلاً "إن فيها الكثير من الفوائد الصحية، ولكن الأغنياء جداً وحدهم الذين يتناولون الفواكه بكثرة مع بعض الاستثناءات". 

واكتشفت الدراسة أن المشروبات السكرية ضارة بالصحة، ولكن الاكثار من تناول اللحوم الحمراء ليس خطراً على الصحة بجسامة خطر عدم تناول الحبوب الكاملة. ودعا الدكتور موراي الى معرفة المركبات الصحية في الأغذية التي توفر وقاية من المرض. 

ولاحظ البروفيسور جون نيوتن، المدير في مؤسسة الصحة العامة في انكلترا، أن هذه البحوث تبين سرعة انتشار الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي والبدانة في العالم. واضاف ان الاشخاص لا يدركون سرعة ما يحدث من تغيّر باتجاه الأمراض غير المعدية مثل السرطان ومرض القلب والجلطة والأمراض التي تقترن بالتطور وخاصة التي لها علاقة بالنظام الغذائي غير الصحي. 

وتبين الأرقام ان 72 في المئة من الوفيات اليوم هي نتيجة امراض غير معدية من اسبابها البدانة والنظام الغذائي غير الصحي، في حين ان مرض القلب هو السبب الرئيسي للوفاة في العالم. 

ولفت الباحثون الى أن الأشخاص يعمرون اطول، ولكنهم يمضون سنوات أكثر في حالة صحية سيئة. وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو البدانة. وان أكثر من مليار شخص في انحاء العالم يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية والادمان على المخدرات. وتأتي الكآبة بين اول عشرة أسباب لتردي الحالة الصحية في جميع بلدان العالم ما عدا اربعة بلدان. 

وقال الدكتور موراي "ان نتائج دراستنا تشير الى أن الأشخاص يعيشون اعماراً اطول وخلال العقد الماضي اكتشفنا حدوث تقدم كبير في خفض معدلات الوفاة بسبب عدد من أشد الأمراض والحالات فتكاً مثل الوفاة قبل سن الخامسة والملاريا، ولكن رغم هذا التقدم فإننا نواجه ثالوثاً من المتاعب يعيق تقدم العديد من الدول والمجتمعات هو البدانة والنزاعات والمرض العقلي، بما في ذلك الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد معينة". 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي: 

https://www.theguardian.com/society/2017/sep/14/poor-diet-is-a-factor-in-one-in-five-deaths-global-disease-study-reveals