أعلن نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، الأربعاء رفضه المبادرتين اللتين قدمهما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بشأن استفتاء إقليم كردستان، ويأتي هذا في وقت يجتمع فيه معصوم مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في السليمانية بعد يوم واحد من تصريحات لرئيس الوزراء اعلن فيها رفض الاستفتاء الان ومستقبلا.

إيلاف من بغداد: قال رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، الأربعاء، إن الاستفتاء ليس "الهدف"، فيما أشار إلى أن بإمكان المجتمع الدولي تقديم بديل "جدي" وإجراء حوار "بناء" مع بغداد، في حين اعلن نائب رئيس الجمهورية العراقية نوري المالكي رفضه المبادرتين اللتين قدمهما ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وتزامن ذلك مع اجتماع للرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في السليمانية.

وأكد المالكي أن مبادرة ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق والمتعلقة بموضوع الاستفتاء المزمع إجراؤه في اقليم كردستان احتوت ضمنياً على فقرات غير دستورية، لافتاً إلى أننا نرفض بشكل قاطع تدويل أزمة الاستفتاء ومحاولة إلغاء الدور الوطني، مبدياً دعمه الحكومة ومجلس النواب في موقفهما من الازمة.

وقال في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه اننا "نرفض المبادرة المقدمة من قبل يان كوفيتش ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق والتي طرحها رئيس الجمهورية، لأنها حددت مدداً زمنية لنجاح المفاوضات الامر الذي يعد شرطاً مسبقاً للحوار وهو ما نرفضه اطلاقاً"، مشيراً إلى اننا "نرفض اجراء الاستفتاء في كردستان وفي المناطق المتنازع عليها، ونرفض نتائجه وما يترتب عليه، باعتباره موضوعا مخالفا لمواد الدستور بصورة فاضحة".

المالكي: الحوار بلا شروط

وشدد المالكي، وفقاً للبيان على "الاقليم الخضوع لقرارات المحكمة الاتحادية وإيقاف الاستفتاء فوراً".

وأضاف المالكي وهو رئيس ائتلاف دولة القانون اكبر كتل التحالف الوطني السياسية "نؤكد ان يكون الحوار الاخوي الجاد والملتزم اساساً لحل جميع المشاكل العالقة، وتحت مظلة الدستور ومن دون اية شروط من اي طرف، والعمل بروح وطنية أخوية، بعيدًا عن التشبث بالمواقف التي من شأنها تمزيق العراق"، لافتاً إلى اننا "ندعو الأطياف الوطنية كافة لبذل المزيد من الجهود وتكثيف اللقاءات من أجل الخروج بمبادرة وطنية، يتبناها الجميع وتنفذ بنودها بعد اقرارها في مجلس النواب ومجلس الوزراء".

وتابع "نقدر عاليا الجهود التي يبذلها ممثل الامين العام في هذا الاطار، ولكننا نرفض بشكل قاطع تدويل ازمة الاستفتاء ومحاولة إلغاء الدور الوطني، وهو ما يعيدنا الى المربع الاول والى الفوضى".

وأبدى المالكي، بحسب البيان، دعمه "الحكومة ومجلس النواب في موقفهما من الازمة"، مقدماً شكره لـ "دول العالم الشقيقة والصديقة التي تلتزم بوحدة العراق و شعبه".

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قال إن الاقليم مستعد لتأجيل الاستفتاء شريطة ان توافق بغداد على مفاوضات بشأن الاستقلال لا غير تحت سقف زمني محدد، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه بخلاف ذلك فإن الكرد ماضون لإعلان دولتهم.

اعتقالات مع وصول بارزاني للسليمانية والسواح العرب يغادرونها

ووصل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، الأربعاء، إلى محافظة السليمانية للمشاركة بحملة لدعم الاستفتاء، فيما تشهد المحافظة تظاهرة احتجاجية ضد زيارته وسط إجراءات امنية مكثفة وحملة اعتقالات.
وقال مصدر مطلع "بارزاني وصل السليمانية ترافقه عشرات السيارات العسكرية ومئات عناصر الحماية في حملة لدعم الاستفتاء تنظم عصر اليوم في ملعب السليمانية".

وأضاف أن "القوات الأمنية منتشرة بشكل كثيف في المدينة تحسبا لحدوث أي حالة طارئة تزعزع الأمن". وشهدت المحافظة، خروج تظاهرة كبيرة منددة بزيارة بارزاني، وسط إجراءات أمنية مكثفة في شارع سالم وسط المدينة.

فيما اعتقلت قوات الأمن الكردية 20 ناشطا خرجوا في التظاهرة، قبل قليل، كما شهدت فنادق السليمانية مغادرة السواح العرب، تحسبا من حدوث اضطرابات أمنية.

وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وصل أيضا، الى السليمانية لعرض مبادرته بشأن الاستفتاء.

وكانت رئاسة الجمهورية نفت الانباء التي افادت بان معصوم أوقف جهوده لمواصلة الحوار الوطني لحل الأزمة السياسية الراهنة، فيما اشار الى انه يواصل جهوده لإدامة الحوار الوطني على كافة المستويات.

ورأت حركة التغيير ومعها الجماعة الإسلامية الكردستانية، الاربعاء، ان إجراء الاستفتاء في الوقت الحالي سيشكل "خطراً" على مستقبل شعب كردستان، ووجهت الحركتان الكرديتان المعارضتان للاستفتاء دعوة للأطراف السياسية الكردية إلى الاستجابة للمبادرات الدولية لتأجيل الاستفتاء.

وقال بيان مشترك لحركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية، تلقت "إيلاف" نسخة منه إن "إجراء الاستفتاء في هذا الوضع المتأزم لايخدم الاستراتيجيات فضلا عن أنه يشكل خطراً على مستقبل شعبنا"، داعية الأطراف السياسية الكردستانية إلى "الاستجابة للمبادرات الدولية بتأجيل الاستفتاء".

وأضاف البيان أن "إجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق المتنازعة سيؤدي إلى مواجهات مسلحة وفوضى قد تسبب فقدان تلك المناطق"، منوها بأن "حدوث مواجهات بين البيشمركة والقوات العراقية سيؤدي إلى انهيار الوضع الأمني في معظم مناطق كردستان كما أنه سيسبب أوضاعا حياتية صعبة للمواطنين".

نيجرفان بارزاني: الاستفتاء ليس الهدف

هذا وعد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، اليوم الأربعاء، أن الاستفتاء ليس "الهدف"، فيما أشار إلى أن بإمكان المجتمع الدولي تقديم بديل "جدي" وإجراء حوار "بناء" مع بغداد.

وقال بارزاني خلال لقائه السفير الإيطالي في العراق، ماركو كارنيلوس إن "الاستفتاء ليس الهدف، بل هو وسيلة للوصول إلى أهداف شعب كردستان".

وأضاف "من الضروري ان يجري حوار جدي وبناء بين إقليم كردستان وبغداد". وبين أن "بإمكان المجتمع الدولي لعب دور إيجابي وإيجاد بديل جدي وتأهيل الأرضية المناسبة لهذا الغرض".

فيما قال عضو المجلس الاعلى للاستفتاء روز نوري شاويس، انه لامجال لوقوع اقتتال مع بغداد، وان الخلافات تحل بالحوار حصرًا. حديث شاويس نقلته صحيفة واشنطن بوست مبينا ان "الكرد لن يبدأوا اي نزاع مسلح كونهم يؤمنون بالحوار حصرا. ولامجال لوقوع اشتباك او اقتتال مع بغداد".

وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي لوح باستخدام القوة في حال ادت عملية الاستفتاء لاعمال عنف، لكن عاد واكد مساء امس قائلا" لن يأتي اليوم الذي يتقاتل فيه العراقيون في ما بينهم".

العبادي في مخمور تمهيدا لمعركة الحويجة

ووصل رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي،الأربعاء، الى قضاء مخمور جنوب شرق الموصل للقاء قادة الجيش، وفق ما أفاد مكتبه.

وذكر المكتب في بيان مقتضب اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، أن العبادي "وصل الى مخمور للاشراف والاطلاع على تحشيد القوات والخطط لتطهير مناطق شرق دجلة وغرب كركوك والحويجة".
وأضاف أن العبادي التقى قادة العمليات والفرق وآمري الالوية.

ونقل البيان عن العبادي قوله خلال لقائه قادة الجيش، إن "قواتنا البطلة تدافع عن الوطن وعن جميع المواطنين وقد اثبتت وطنيتها بتضحياتها". وتأتي زيارة العبادي قبيل هجوم وشيك للقوات العراقية على مسلحي تنظيم داعش في قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك.

وسيكون قضاء مخمور المجاور لقضاء الحويجة منطلقا للقوات العراقية خلال الحملة العسكرية.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، جدد رفضه لاستفتاء إنفصال اقليم كردستان المقرر اجراؤه في 25 أيلول الجاري، متوقعا انفراجا كبيرا في أزمة الاستفتاء خلال الساعات القادمة، وفيما أكد ان حكومة الاقليم أوقعت نفسها في ورطة حينما قررت الاستفتاء والانفصال من طرف واحد وفرض امر واقع على العراق والدول الإقليمية والمجتمع الدولي، فانه أشاد بموقف السعودية وتركيا الرافض تقسيم العراق.

واعتبر ان "تغيير الحدود من طرف واحد يفتح باب الدماء على مصراعيه".

وقال العبادي في لقاء مع صحافيين في بغداد مساء الثلاثاء "أدعو دعوة صادقة لالغاء الاستفتاء والدخول بالحوار في كل شيء حتى بتغيير الدستور" مؤكداً ان "الازمة لا تؤثر في جاهزيتنا في مواجهة داعش".

العبادي يشيد بمبادرة سعودية لمنع مشاريع التقسيم

وأضاف ان "الاستفتاء أثبت لدى تركيا خطأ سياستها مع كردستان" مبينا "لاحظنا تغيرا كبيراً في موقف تركيا تجاه العراق" مشيرا الى ان "هناك اجتماعات وتعاونا على الأرض مع الاتراك أثمرت عن الاتصالات والمواقف التركية الأخيرة".

وأكد رئيس الوزراء "وجود خشية حقيقية لدى العالم لاسيما دول الجوار من محاولات إضعاف العراق". وقال إن المسؤولين في السعودية " اتصلوا بنا وقدموا مبادرة لحل الازمة والتدخل وافكارهم مطابقة لافكارنا في عدم جر المنطقة الى مشاريع التقسيم والتجزئة".

وأوضح ان "قرار المحكمة الاتحادية العليا السريع بوقف إجراءات الاستفتاء متوافق مع الدستور". وأدان العبادي خطابات "التجييش" ضد الكرد في بغداد عاداً إياه "عملاً خبيثاً" مستدركا بالقول "اذا تطلب الامر فرض الامن في حال اجراء الاستفتاء سنقوم بذلك".

وحذر من ان "تغيير الحدود من طرف واحد يفتح باب الدماء على مصراعيه" سائلاً رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "ما هو هدفنا خدمة الناس ام نتسلط عليهم؟".

وشدد على ان "الاستفتاء ليس وقته مناسباً بل ليس صحيحاً بأي وقت" رافضاً التصعيد والخطابات النارية من دون فائدة، كما نرفض جلب قوات من خارج كركوك الى المحافظة" مؤكدا انه "لن يأتي ذاك اليوم الذي يتقاتل فيه العراقيون بينهم على الأراضي".

وأكد رئيس الوزراء "اذا لم نصل الى اتفاق نرجع للدستور ولكنهم (الكرد) لا يقبلون بالاحتكام إلى الدستور لمعرفتهم بصعوبة تعديله". وطالب رئيس الوزراء، القوات المركزية المتواجدة في كركوك، بأن "لا تكون طرفاً في أي نزاع ينشب هناك، وحماية جميع المكونات".

واكد "لن نقاتل من أجل منطقة أو مدينة أو قطعة أرض والحرب مرفوضة تماماً"، مبينا في الوقت ذاته أن "بغداد لن تحكم سنجار أو المناطق المتنازع عليها لأن سكان هذه المناطق هم مَن سيحكمون مناطقهم".

وقال العبادي "بدل أن نخوض صراعا في هذه المناطق دعونا نتعاون من أجل حمايتها وفرض الأمن فيها"، لافتا إلى أنه "لا يمكن تشبيه العراق الآن بزمن الدكتاتورية، وجميع المكونات تعرضت للظلم".