حذرت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، من التداعيات التي يمكن أن تنجم عن الاستفتاء على الاستقلال الذي يزمع إقليم كردستان العراق أن يجريه في 25 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقد أبرزت الصحف العربية وبخاصة العراقية تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي جدد فيها رفضه للاستفتاء وتمسكه بوحدة العراق، وكذلك تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني التي أعلن فيها استعداده لتأجيل الاستفتاء إذا قدمت بغداد بدائل وضمانات.

في النهار اللبنانية، يُسمِّي سمير عطا الله مشروع الاستفتاء على الاستقلال بأنه "داء الانفصال"، ويوازن بين مشروعي الاستفتاء في كل من كردستان وإقليم كتالونيا في اسبانيا.

ويقول عطا الله: "مشروعان لاستفتاء على الانفصال: واحد في كاتالونيا، والآخر في كردستان العراق. ما أكثر هذا الخيار حماقة".

أما أحمد جميل عزم في الغد الأردنية فيقارن بين كردستان واسكتلندا، ويذكر الأسباب التي جعلت الاسكتلنديين يختارون البقاء في الدولة الموحدة في ثلاثة استفتاءات في أعوام 1979 و 1999 و 2014.

ويقول إن "الأكراد كباقي الشعوب، لهم حق التفكير بهوية مستقلة يتم التعبير عنها سياسياً بكيان مستقل".

لكنه يرى أن "تفتيت العراق ليس مصلحة عراقية"، وأنه إذ نجح الأكراد بالاستقلال في العراق فإن ذلك "سيتلوه عدوى وطلبات بالاستقلال من أكراد دول أخرى، وربما من مكونات أخرى في الدول العربية، وهذا يعني عدم استقرار والكثير من المشكلات".

ويرى الكاتب أنه "في أحسن السيناريوهات يمكن إقناع الأكراد بتأجيل الاستفتاء، وفي هذه الحالة، سيكون الحل الذي يؤدي لتقليص النزعة الانفصالية، هو إعادة التفكير بكل شيء في العراق، والمنطقة، خصوصا الانقسام الطائفي، وطريقة توزيع المكاسب الاقتصادية، وعملية اتخاذ القرار، وتجاوز آثار الماضي، وتبني الدولة المدنية".

ويرى صالح القلاب في الرأي الأردنية أن هذا الاستفتاء ليس أوانه.

يقول الكاتب: "لأن المفترض أن أكراد العراق يعرفون، بحكم تجربتهم الطويلة لا بل بحكم تجاربهم المرة، أن مشكلتهم ليست مع العراقيين والسوريين ومع العرب بصورة عامة وإنما مع الإيرانيين والأتراك فقد كان عليهم أن يدركوا قبل رفع راية الاستقلال أنَّ هذا التحول التاريخي فعلاً لن يمر بسهولة بل أنه لن يمر أبداً لأن إيران وتركيا تعتبران هذا الأمر خطاً أحمراً".

ويضيف أن انفصال كردستان العراقية واستقلالها "سينقل العدوى الانفصالية إلى هاتين الدولتين اللتين تعانيان فعلاً من أنهما يتشكلان من (فسيفساء) قومية وأنَّ حصول إحدى القوميات وبخاصة (الكرد) على استقلالها في إحدى دول هذه المنطقة سينقل هذه العدوى إليهما لا محالة".

"مصير المنطقة"

وفي الأهرام المصرية، يرى أحمد الهواري أن استفتاء كردستان هو "استفتاء على مصير المنطقة".

ويدعو الهواري إلى "موقف عربي واضح ومحدد، يرفض أي دعوة للتقسيم ويلوح بعزلتها مبكرا، إذ إن النزاع على الغنائم هو ما يلي الحروب، والأيام المقبلة قد تأتي حبلى بمزيد من دعوات الاستقلال بمناطق الصراع، ما لم يتم وأدها في مهدها".

ويطالب على شمخي في الصباح الجديد العراقية القوى الوطنية من العرب والكرد بامتلاك "الإرادة والعزم على التقدم بحلول وسط".

ويحذر من أن "الإصرار على التمسك والانفراد في المواقف لا يعني سوى ذهاب الجميع إلى محرقة جديدة تسفك فيها دماء العراقيين من كل الطوائف والقوميات".

في مقابل ذلك، يدافع مؤيد عبد الستار في موقع شفق نيوز العراقي الكردي عن الاستفتاء، ويدعو العربَ إلى تقديم الدعم للإقليم تحقيقا للاستقرار.

يقول: "إن تقديم الدعم العربي لكردستان العراق لتنال حقها في التقدم والحرية والاستقلال هو الطريق الوحيد للعيش بسلام وتحقيق الاستقرار بدلا من قرع طبول الحرب والويل والثبور التي تدقها الاحزاب الطائفية التي تتحكم بمصير البلاد".