الرباط: في ضربة جديدة تلقاها حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، قدم ثلاثة من قيادات الحزب المعارض بجهة سوس ماسة (جنوب المغرب) ، استقالة جماعية من جميع المهام والمسؤوليات التي يشغلونها بالحزب، احتجاجا على عدم احترام قيادة الحزب للقرارات المتخذة من طرف اللجنة الجهوية للانتخابات، متهمين إلياس العماري، أمين عام الحزب المستقيل، بالعمل على "إفشال الحزب".

وحصلت "إيلاف المغرب" على نسخ من الاستقالات التي وجهها كل من حميد وهبي رئيس اللجنة الجهوية للإنتخابات بجهة سوس ماسة، وأخ القيادي في الحزب ذاته، النائب عبد اللطيف وهبي، ومحمد ودمين الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة، بالإضافة إلى الحسين بوالرحيم المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بتارودانت، المصادق عليها اليوم الخميس، والمواجهة إلى أمين عام الحزب بالنيابة الحبيب بلكوش.

وتأتي هذه الاستقالات احتجاجا على القيادة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة، وتدخل العماري في "شؤون جهة سوس من دون علم المسؤولين المحليين للحزب "، بعدما زكى حزب الأصالة والمعاصرة معاد دليل، الذي اعتبره المستقيلون "شابا مغمورا" لخوض الانتخابات الجزئية التي ستجري يوم الخامس من أكتوبر المقبل .

وأفاد الأعضاء الغاضبون من قيادتهم، بأنه جرى الاتفاق مع ممثلين عن المكتب السياسي لحزب ب"عدم تقديم أي مرشح لهذه الانتخابات الجزئية"، التي كانت المحكمة الدستورية قضت بإلغاء انتخاب حميد وهبي، مرشح الحزب عضوا بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، والذي رفض الدخول في معركة استعادة مقعده مفضلا التفرغ لمتابعة مشاريعه.

ويتهم مقربون من وهبي ومن معه، العماري بالتدخل ومنح التزكية للشاب "المغمور" الذي لا يمتلك حظوظا كبيرة للمنافسة على المقعد الشاغر، حسب رأيهم، مؤكدين أنه مع رفض وهبي الترشح كان يفرض عدم تقديم أي مرشح آخر "حفاظا على المكانة السياسية للحزب بالجهة وبمدينة أكادير"، التي يعد القوة السياسية الثانية فيها بعد حزب العدالة والتنمية.

يذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة يعيش حالة من التيه بعد تقديم أمينه العام استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، وهو ما أثر على الحزب وخلف حالة في صفوف أعضائه حول أسباب هذه الاستقالة، التي يرتقب أن يبث فيها المجلس الوطني (برلمان الحزب) في الدورة القادمة الجاري الإعداد لها.