«إيلاف» من الرياض: في كل مناسبة وطنية أو احتفال أو عيد في السعودية، تكون العرضة السعودية حاضرة وبقوة، فكونت شخصية وطنية للمملكة. وهي الرقصة الشعبية والتي تستمد معناها وطبيعتها الحربية حيث كان المحاربون القدامى يؤدون العرضة قبل ذهابهم إلى ساحة المعركة لذلك تعتمد العرضة على الشعر الحربي وعلى ايقاعات الطبول التي تذكي الحماس في نفوس المقاتلين، فهذه هي طبيعة العرضة السعودية . فيها يتم تكرار أبيات شعرية ويتم الرقص فيها باستخدام السيوف بحركات معينة كذلك استخدام نوع معين من الطبول.

الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش يرقص العرضة مع الملك سلمان

تاريخ العرضة السعودية

وكتب عن العرضة العديد من الأدباء والمثقفين مثل الكاتب والأديب السعودي سلمان بن سالم الجمل، والذي ألف كتاباً عنها بعنوان «العرضة رقصة الحرب» ذكر فيه أن العرضة ارتبطت بفتوحات الملك عبدالعزيز وتوحيده للمملكة . كما تحدث عنها الأديب عباس محمود العقاد في كتابه «مع عاهل الجزيرة العربية»، حيث قال: « أنها من أحب الرياضات إلى الملك عبدالعزيز، رقصة الحرب التي يرقصها النجديون، وهم مقبلون على الميدان، وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان».

واشتهرت الدرعية، العاصمة السابقة للدولة السعودية، بإتقان أهلها هذا الفن، بل إن فرقة الدرعية كانت حاضرة في أغلب مناسبات الدولة، إضافة إلى أن أهالي محافظتي الخرج وضرماء اشتهروا بعشقهم وإجادتهم تأدية العرضة.

العرضة النجدية 

رؤساء وملوك أدّوا العرضة 

والعرضة السعودية مرتبطة بفتوحات الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز، ولهذا تكمن أهمية حضورها في كل مناسبة وطنية وقد سار الملوك والأمراء أبناء الملك عبدالعزير وأحفاده على الاهتمام بالعرضة وإقامتها والمشاركة فيها، حتى أنه في كل استقبال رئيس وملك يحل ضيفًا على المملكة العربية السعودية يُدعى للأداء والمشاركة في العرضة السعودية، ويعني ذلك أنه محل حفاوة وتقدير واهتمام، وهناك العديد من الرؤساء والقادة ممن أدوا هذه الرقصة مثل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن والرئيس الفرنسي السابق فرانسولا هولاند والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا والرئيس الصيني شين جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وكان ختامها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء زيارته التاريخية للمملكة في مايو الماضي.

الملك سعود يؤدي العرضة في احتفالات سابقة 

العرضة واليونسكو

في الاجتماع العاشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي عُقد في ناميبيا في ديسمبر 2015، أدرجت العرضة السعودية في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تحت عنوان «العرضة النجدية - رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية»، وبذلك تدخل المملكة وللمرة الاولى لائحة التراث العالمي غير المادي .

الملك سلمان يؤدي العرضة مع الرئيس ترمب 

قصائد في العرضة 

هناك العديد من القصائد المغناة في العرضة غالباً ما يردد السعوديون في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية وغيرها، التي يكون للعرضة حضور فيها، غير أن أشهرها قصيدة الشاعر عبدالرحمن بن سعد الصفيان، والتي فيها بيته الشهير :

 «نحمد الله جت على ما نتمنى- من ولي العرش جزل الوهايب» والتي دائمًا ما تردد وتغنى في كل مناسبة وطنية، 

 وذلك أثناء ترديدهم للبيت بشكل جماعي كمطلع للعرضة مع قرع أصوات الطبول ولمعان السيوف، وعند انتهاء العرضة يردد الجميع بصوت واحد: تحت راية سيدي سمع وطاعة- وحقك علينا يا دارنا.

ملوك السعودية يؤدون العرضة الملك خالد والملك فيصل والملك فهد والملك عبدالله