نصر المجالي: قالت تقارير إن الولايات المتحدة دمرت إحدى القواعد العسكرية الرئيسية التابعة لها التي تقع في المنطقة الصحراوية في جنوب غرب سوريا، بعد أن انسحبت القوات الخاصة الأميركية ومسلحو "الجيش السوري الجديد" المدعوم من قبل أميركا.

والقاعدة التي دمرت هي قاعدة الزكف في البادية السورية وتبعد 130 كلم عن مدينة البوكمال بريف دير الزور وكان تم بناؤها في أوائل عام 2017 في الجنوب الشرقي من حمص قرب الحدود العراقية. 

 وكان التحالف الدولي يدرب "الجيش السوري الجديد" ويراقب عملياته في جنوب غرب سوريا فيها. ووفقا للتقارير، لا تخطط الولايات المتحدة ولا حتى مقاتلو "الجيش السوري الجديد" لاستخدام "الزكف" مرة أخرى.

منع استخدام

وقالت وكالة (سبوتنيك) الروسية إنه عندما قررت قوات التحالف إخلاء القاعدة، قامت بتدميرها أيضا لمنع استخدامها من قبل أي أطراف مسلحة أخرى.

ولم يعلن السبب الرسمي لانسحاب القوات الأميركية ومسلحي "الجيش السوري الجديد"، ولكن، على ما يبدو، هذا مرتبط بالاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن، والذي، في نهاية المطاف، سوف يؤدي إلى الانسحاب الكامل لقوات التحالف من جنوب سوريا وتسليم المناطق هذه إلى الجيش العربي السوري.

مكونات جيش سوريا الجديد

ويتكون جيش سوريا الجديد من فصائل سورية معارضة متعددة، ومنها ما كان يعرف بـ"الأصالة والتنمية" السلفية وقائدها هو خزعل السرحان.

ويضم الجيش كذلك مقاتلين في "الجيش الحر" كانوا قد انسحبوا من جبهات القتال سابقاً، وأغلبهم من عشائر عربية، إضافة لعسكريين سابقين منشقين أيضا عن الجيش السوري وقلة من مقاتلين أكراد.

وكانت التقديرات الأولية تتحدث عن أن نواة جيش سوريا الجديد تصل إلى 40 مجموعة بتعداد بلغ 1000 مقاتل، وهو يضع المنطقة الشرقية في سوريا أولوية لها كمنطقة عمليات، كما يهدف الجيش إلى تركيز العمليات في مناطق نفوذ داعش في محاولة لتحريرها.

الاصالة والتنمية

وكانت "جبهة الأصالة والتنمية" المكون الرئيس لـ "جيش سوريا الجديد" بيانا قالت فيه إنها "تسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة وهي المنطقة الشرقية، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

وقد اختيرت المنطقة الشرقية لأن مكونات "جيش سوريا الجديد" كانت في السابق تقاتل في هذه المنطقة وفي مقدمهم خزعل السرحان نفسه حين كان قائدا لـ "كتائب الله أكبر" التابعة لـ "جبهة الأصالة والتنمية" قبل أن ينسحب مع القوى الأخرى من المنطقة إلى البادية، عقب سيطرة تنظيم الدولة على دير الزور في يوليو من العام 2015.

وكان الهجوم على معبر التنف على الحدود السورية العراقية وطرد داعش منه بعد معارك شهدتها الأيام الماضية أولى عمليات الجيش الجديد وأبرزها، فيما يسعى مستقبلا على ما يبدو إلى التركيز على قطع خطوط إمداد داعش بين سوريا والعراق أولا، والتمكن من معبر التنف، وثانيا استعادة المعبر الأخير الأكثر أهمية، وهو معبر البوكمال الاستراتيجي في ريف دير الزور الذي يربط بين البوكمال السورية والقائم العراقية.