الرباط: عرفت مدينة نيويورك نشاطا دبلوماسيا مكثفا على هامش الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بقيادة الثلاثي المغربي: وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، والمدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات ( مخابرات خارجية) محمد ياسين المنصوري، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال.

 وعقد الوفد المغربي على هامش اجتماع الأمم المتحدة نحو 40 اجتماعا ثنائيا مع مسؤولين دوليين رفيعي المستوى، بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خاجية. كما شارك المغرب في تنظيم العديد من الإجتماعات الدولية رفيعة المستوى حول قضايا الإرهاب والتغيرات المناخة والهجرة والتنمية وحماية الطفولة.

وقال ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب إن هذه الاجتماعات مكنت المغرب من استكشاف آفاق جديدة ومبتكرة لتعاونه وعلاقاته مع مختلف الشركاء، من العالم العربي وإفريقيا وآسيا وأميركا والمحيط الهادي.

وأضاف بوريطة أن هذه الاجتماعات أبرزت "التقدير الكبير لعمل ودور العاهل المغربي الملك محمد السادس في المجتمع الدولي، والمصداقية التي تحظى بها الأعمال والمبادرات التي يقودها على المستويين الاقليمي والعالمي"، مشيرا إلى أن المغرب تألق خلال الأحداث الموازية للدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة "كشريك مطلوب تسعى البلدان البعيدة في أميركا اللاتينية والوسطى وآسيا الى إقامة شراكات معه".

وفي هذا السياق ،أقام الوفد المغربي مأدبة غداء في نيوروك على شرف وزراء خارجية ووفود دول المحيط الهادي والكارايبي ، بهدف تعزيز مكانة المغرب وشراكاته في هذه المنطقة من العالم، كما أقام حفل عشاء على شرف وزراء خارجية ووفود الدول الإفريقية.

وقال بوريطة في تصريح للصحافة حول حصيلة نشاط الوفد المغربي "خلال كل الاجتماعات، وبالنظر لرئاسة المغرب للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وكذا للمنتدى العالمي المعني بالهجرة والتنمية، ورئاسته لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية كوب 22 ، كانت كلمة المغرب مسموعة بفضل مواقفه السديدة ولكن أيضا بفضل دوره الذي يحظى بالتقدير".

وأضاف بوريطة أن المغرب تمكن "بفضل الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس للعمل الدبلوماسي، وبانخراطه الشخصي، من تعزيز وجوده في القارة الأفريقية وتنويع شركائه وتقوية شراكاته التقليدية".

كما اجتمع بوريطة مع الأمين العام للأمم والمتحدة، وبحث معه العديد من القضايا، خاصة الأدوار التي يلعبها المغرب على الصعيد الإقليمي والدولي في تعزيز الاستقرار والسلم العالمي وفي قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب والتنمية في إفريقيا ومكافحة التغيرات المناخية.
ونوه أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الإجتماع بدور المغرب في المحافظة على السلام خاصة من خلال مشاركة وحدات من الجيش المغربي في قوات حفظ السلام. وبهذا الصدد إلتمس بوريطة من الأمين العام للأمم المتحدة تعزيز قوات حفظ السلام في إفريقيا الوسطى، حيث تعرض الجنود المغاربة العاملين هناك ضمن القبعات الزرق لعدة هجمات من طرف الميليشيات المسيحية.

كما بحث غوتيريس مع وزير الخارجية المغربي الوضع في ليبيا، وآفاق الحل السياسي للأزمة الليبية على أساس الإتفاق الذي وقعته الأطراف الليبية بالمغرب في 2015.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالدور القيادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس في العديد من القضايا التي تعد من المواضيع المركزية التي تعالجها الأمم المتحدة اليوم، لاسيما في مجالات الهجرة والتنمية في إفريقيا ومكافحة التغيرات المناخية ومحاربة الإرهاب.